زعماء أوروبا هل أبحروا في مركب مثقوب؟

[طارق جبور]

لم يُنكر أحدٌ في اليوم الأول من الأسبوع على الاوروبيون جهودهم. لم يكن هناك من خلاف على كونهم وضعوا الحجر الأساس لبناء الاتحاد المالي المستقبلي، ولكن كان اتفاق قاطع أيضا على أن الحل المُنتظر لأزمة الديون لم يُؤمَّن بالمدى القريب. الجهود كانت مشكورة من كل صوب، ولكنها لم تؤمِّن المطلوب وبالسرعة الفائقة التي ترضي الأسواق وتطمئنها.
رصد مواقف وكالات التأمين كان منصوحا وضروريا، وهو لم يتأخر بالظهور. العديد من الوكالات هذه أعطت الإشارات الأولى*مصرّة على موقفها السابق بكون العديد من البلدان الأوروبية تنتظر على لائحة المراقبة، وهي أمام مخاطر التخفيض القريب لدرجة تصنيفها الائتماني. السوق عاقب اليورو نتيجة لذلك، ولم يوفر سوق السندات لبلدان الأطراف الاوروبية.
*
ألأمل كان معقودا على البنك المركزي الاوروبي بأن يتأخر السيد " ماريو دراجي " بتنفيذ ما أعلنه من كون شراء السندات لن يستمر الى ما لا نهاية،*لكن التقرير الأسبوعي الصادر عن المركزي أظهر يوم أمس ان التهديد وُضع موضع التنفيذ حتى قبل الإعلان عنه، وأن الأسبوع الماضي لم يشهد إلا تدخلا محدودا وبمبلغ بسيط لم يتعدّ ال 635 مليون دولار.
ألامل لم يُفقد بعد، ولعل ابتعاد المركزي عن السوق الإسبوع الماضي لا يعبر عن تحول في السياسة السابقة، او لعلها جاءت تحت تأثير الأجواء التفاؤلية التي سادت قبيل القمة الأوروبية. لعل المركزي يتدارك مجددا وقريبا مخاطر عادت الى الظهور، وقد ظهر ذلك بوضوح على القفزة التي شهدتها السندات الايطالية والإسبانية *يوم أمس. ألاولى قاربت ال 7.00% ، بينما قاربت جارتها ال 6.00%...
*
اليورو كان بائسا بالأمس، ولا غرابة في ذلك، إذ بدا أن الحبل عاود الإلتفاف بأسرع مما كان مُعتقدا حول عنقه. صندوق الإنقاذ الأوروبي لم يتم تعزيزه ليكون قادرا على مواجهة المستجدات المفزعة. البنك المركزي الأوروبي يبدو باردا - أقله حتى الآن -* في تعامله مع الوضع في سوق السندات. التراجع كان طبيعيا ، و*ال 1.3200 لم تعد خطا دفاعيا يُتكل عليه، بل تحولت الى مقاومة لا بد من تجميع القوى لاقتحامها. المناخ الأوروبي بالمدى القريب يبقى محاطا بالمخاطر، وغير محصن ضد أجواء الشك والقلق من تفكك منطقة اليورو.
*
البورصات الأوروبية كما الأميركية ترجمت بوجهتها كل ما تقدم من مخاوف. أضف الى ذلك بأنها تلقت بعدم امتنان أخبار تراجع الانتاج الصناعي في بعض البلدان الناشئة. الهند شهدت تراجعا لانتاجها بنسبة 5%. المكسيك بنسبة 3.0%، وهذا ينعكس على الولايات المتحدة لما للمكسيك من اهمية في تموين المصانع الاميركية بالمصنعات الاولى. الصادرات في الصين بدورها لم تكن مُرضية ودعمت أجواء السلبية التي ترجمتها الاسواق تراجعا للداكس الالماني بنسبة 3.36%، والداو جونز زادت تراجعاته عن ال 2.0% قبل ان يحسن مواقعه في الربع ساعة الاخيرة، ويقفل عل تراجع بلغ *بنسبة 1.34%.
*
اليوم الثلاثاء أبرز المحطات مع قرار الفائدة الأميركية والبيان الصادر عن المجتمعين، تسبقه بيانات التجزئة . اوروبيا بانتظار مؤشر ZEW . من بريطانيا تصدر بيانات التضخم.

.............................

​