إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

روسيــا ... بينَ التراجعِ العسكري والتقدمِ الإعلامي

د.مهند جاسم

عضو جديد
المشاركات
20
الإقامة
العراق
روسيــا ... بينَ التراجعِ العسكري والتقدمِ الإعلامي :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
لابأسَ أن أثيرَ مسألةً مهمةً جداً, وأقدحَ الكثيرَ مِن مثيلاتِهَا في الأذهانِ ...
إنَّ القراءاتِ النفسيةِ للعدو مهمةٌ جداً ماقبلَ الحربِ, فمثلاً إنَّ الخطواتِ الإستفزازيةَ التي يُقدمُ عليهَا أحدُ الطرفينِ المتصارعينِ أو الأطرافُ المتنازعةُ, ستكشفُ الكثيرَ مِن القدراتِ العسكريةِ التي عجزتْ عن كشفِهَا وكالاتُ الإستخباراتِ, بسببِ صعوبةِ الخرقِ وزجِ أحدِ أفرادِهَا في صفوفِ العدو ومَكامِنِ القوةِ, أو تعذرِ تجنيدِ أحدِ أفرادِ العدو الشاغرِ للأماكنِ الحساسةِ عندَهُم ...

طبعاً أنَّ عملياتِ الإختراقِ والتجنيدِ هذهِ لا يُمكن القيامُ بهَا إلا مِن خلالِ نفسِ السفاراتِ المتواجدةِ هنالكَ, فبالإضافةِ الى العملِ الدبلماسي الموكَلِ الى السفاراتِ, يُوكلُ لهَا أمرٌ أهمُ مِن الدبلماسيةِ ألا وهو العملُ الإستخباري والتجسسي, مِن خلالِ إعطاءِ المعلوماتِ الأوليةِ عن الأفرادِ المرادِ تجنيدِهِم, أو تقديمِ معلوماتٍ كافيةٍ وكفيلةٍ بتجنيدِ المقابلِ وتسهيلِ مهمةِ تجنيدهِ أو إستقطابهِ ...

ففي الغلبِ تُوكَلُ عملياتُ إختيارِ الأفرادِ الصالحينَ لهذهِ المهامِ الى نفسِ السفارةِ, حيثُ تعملُ هذهِ السفارةُ على توفيرِ فرصةِ عملٍ أو إيفادٍ الى خارجِ البلادِ أو تقديمِ بطاقةِ دخولِ ملعبٍ أو حضورِ أمسيةٍ أو حفلةٍ, مع توفيرِ التسهيلاتِ كافة وتقديمِ المغرياتِ غيرِ المريبةِ للشخصِ المُخَطَطِ لهُ, لغرضِ توفيرِ اللقاءِ معهُ خارجِ حدودِ الدولةِ ليتسنَ للعاملينَ على التجنيدِ وتقديمِ العروضِ مِن مفاتحتهِ بأريحيةٍ تامةٍ, هذا الكلامُ مع مَنْ لا تتوفرُ عليهِم شبهاتُ الفسادِ طبعاً, أمَا أولئكَ الفاسدونَ ففي الغالبِ يكونُ أمرُ تجنيدِهِم سهلاً جداً قياساً بالنزيهينَ وغيرِ المتورطينَ بالفسادِ, لأنَّ هؤلاءِ الفاسدينَ سيرضخونَ في الغالبِ ويقدمونَ التنازلاتِ أمامَ المقابلِ للحفاظِ على عدمِ كشفِ الملفاتِ الى الحكومةِ أو تسريبِهَا الى وسائلِ الإعلامِ !!!

ولكن طبعاً أنَّ عملياتِ صناعةِ العميلِ مِن الأمورِ غيرِ المرغوبِ بهَا موخراً, بسببِ أنَّ إنكشافَ المؤسساتِ الدبلماسيةِ مالو عملتْ على التجنيدِ سوفَ يُعرضهَا الى المسائلةِ والتضييقِ وربمَا الطردِ أحياناً, لأنَّهَا ستكونُ بمثابةِ أوكارِ التجسسِ الواجبِ إنهاءِ تواجدِهَا على الأراضي الوطنيةِ, ناهيكَ عن تحديدِ حركةِ أولئكَ العاملينَ في الأماكنِ الحساسةِ خوفاً مِن تجنيدِهِم لصالحِ العدو !!!

#لذا ...
فباتَ ملفُ صناعةِ العميلِ مِن الملفاتِ شبهِ المنغلقةِ وبشكلٍ تامٍ تقريباً, ومعَ عدمِ جدوى التجسسِ الإلكتروني كإعتراضِ الشفراتِ الراديويةِ أو الوغولِ الى المواقعِ الإلكترونيةِ وبنوكِ المعلوماتِ الأمنيةِ والعسكريةِ, لأنَّهَا في الغالبِ تتغيرُ على مدارِ الساعةِ, مع إستعمالِ أصعبِ الخوارزمياتِ المنطقيةِ التي لا تعتمدُ على الأرقامِ والأحرفِ المتعارفةِ عليهَا, بل أنَّ الشركاتِ المنتجةِ لهذهِ الخوارزمياتِ باتتْ تخترعُ لغات جديدةً متكونةً مِن مئاتِ الأحرفِ والرموزِ والصوتياتِ, بإستعمالِ حواسيبٍ خاصةٍ ودقيقةٍ تحوي على مفاتيحَ دخولٍ لا تشابهُ التي فس أيدينَا اليومَ !!!

ناهيكَ عن تجنبِ المؤسساتِ الأمنيةِ والعسكريةِ شبكاتِ الإنترنت المتعارفِ عليهَا, بل هنالكَ شبكاتٌ أشبهُ بالمحليةِ والتي تضمحلُ على بعدِ مسافاتٍ قريبةٍ مِن الأماكنِ المرسلِ لهَا, وهذا ما سيجعلهَا في حالةِ أمانٍ كبيرٍ جداً, بالإضافةِ الى تلكَ التي تعتني بالبرامجياتِ والخوارزمياتِ المتقدمةِ جداً !!!

#ومِن_هنَا ...
تُوجدُ طرقٌ أخرى لمعرفةِ قدراتِ العدو العسكريةِ والأمنيةِ, وهذهِ في الغالبِ تُستعملُ قبيلَ شنِ الحروبِ, توخياً للمفاجئاتِ التي ربَّمَا يكشفُ العدو عنهَا في حالِ الحربِ, والتي لَم تطالُهَا أيادي التجسسِ والقرصنةِ ...

ومِن هذهِ الطرقِ إستفزازِ المقابلِ الى مرحلةِ جعلهُ يبوحُ طواعيةً بِمَا يملكُ, إمَا مِن خلالِ إستعراضٍ عسكري يكشفُ خلالهُ عن قدراتهِ وتشكيلاتهِ العسكريةِ, أو مِن خلالِ تصريحٍ يكشفُ آخرَ ما تَم التوصلُ إليهِ مؤخراً !!!

وهذا ما حصلَ مؤخراً في الكثيرِ مِن البلدانِ مِن العالمِ الأولِ والثاني وحتى الثالثِ كإيرانَ, بحيثُ أنَّ أميركا ما عليهَأ إلا التلويحِ بالحراكِ العسكري والخيارِ الأمني, حتى تبدأ الدولُ المغلقةُ على نفسِهَا أمنياً بالبوحِ والإعترافِ بكلِّ ما تملكهُ مِن قدراتٍ عسكريةٍ !!!

فَمَثلاً أنَّ التصريحَ الذي أدلى بهِ المركزُ ماكييفُ الحكومي التابعُ للحكومةِ الروسيةِ مؤخراً, والذي كشفَ مِن خلالهِ صاروخاً جديداً والمعروفَ بِــإسمِ (RS-28 Sarmat), والذي سيدخلُ الخدمةَ الفعليةَ في عامِ (2018) بعدَ الصاروخِ السابقِ (SS-18) والمعروفِ بالشيطانِ عندَ حلفِ الناتو, بل وإنَّ التصريحَ قد تناولَ الكثيرَ مِن مزايا هذا الصاروخِ مِن حيثُ السرعةِ البالغةِ قرابة (9000Km/h), أي ما يعادلُ تقريباً ثلاثَ أضعافِ سرعةِ الطائرةِ مِن طرازِ (MiG-31), مع قدرتهِ على حملِ عشرةِ أطنانٍ مِن الموادِ المتفجرةِ, أي ما يعادلُ عشرةِ رؤوسٍ نوويةِ زنةِ الواحدةِ قرابةِ الطنِ, ولمعرفةِ الطاقةِ التي تعنيهَا هذهِ الحمولةُ راجعْ مقالنَا السابقَ والموسومَ بِــــ : (#التكنلوجيا_النوويةُ_حصانةٌ_دبلماسيةٌ_وهاجسٌ_أمني) : (https://www.facebook.com/permalink....14849075&id=1573641099618411&substory_index=0), ولهُ القدرةُ أن يطيرَ لمدةِ ساعةٍ ونصفٍ تقريباً, أي يصلُ الى مدى يقاربُ (17000Km) !!!

#وحقاً ...
أنَّ هذا الإعلانَ يكشفُ أنَّ القدرةَ الصاروخيةَ الروسيةَ قد تقدمتْ قرابةَ جيلٍ كاملٍ, أي ربَّمَا يُشكلُ هذا الإعلانُ إعلاناً عن الجيلِ الخامسِ بعدَ إنهيارِ الإتحادِ السوفيتي, وبالتالي أنَّ الدرعَ الصاروخيةَ التي نشرتهُ أميركا سيكونُ محيداً هذهِ المرةِ, ولا جدوى عملةً مِن وجودهِ على حدودِ أوربا الشرقيةِ كالأراضي البولنديةِ والرومانيةِ !!!

وهنَا إستهزءَ الكثيرُ مِن محللي الخليجِ العربي وبصورةٍ ساخرةٍ بقولهِم : إنَّ بوتينَ يكشفُ عن عضلاتٍ مترهلةٍ, مستمراً في مسلسلِ البلطجةِ الدوليةِ, لأنَّ إعلانهُ هذا يكشفُ عن عدمِ الصنعِ أو عدمِ النجاحِ في حالِ الصنعِ مستقبلاً !!!

ولكن كالعادةِ لَم يجدْ هؤلاءِ المحللونَ قراءةَ المشهدِ بعيداً عن العقيدةِ الاميركيةِ التي يؤمنُ بهَا الخليجُ, كَمَا لم يقرأ المحللونَ الآخرونَ المشهدَ بعيداً عن العقيدةِ الروسيا, بل أنَّ أكثرَ مَا إطلعتُ عليهِ يُمثلُ قراءاتٍ لا تماسَ لهَا مع صلبِ الموضوعِ, لأنَّنَا نقرأ واقعاً مرسوماً بأيدي مأجورينَ, لذا فهو يرزخُ بينَ إلإفراطِ والتفريطِ !!!

#وهنَا ...
لنبينَ حقيقةَ المشهدِ, حيثُ أنَّ المتعارفَ عندَ خبراءِ الصواريخِ خصوصاً والأسلحةِ عموماً, أنَّ الكشفَ عن سيناريو مستقبلي لا يُغني مِن جوعٍ, لأنَّ الكثيرَ مِن السيناريوهاتِ السريةِ المحتملةِ سوفَ تسقطُ قتيلةً بيدِ التجربةِ الواقعيةِ الخارجيةِ, وإنَّ أغلبَ التجاربِ الصاروخيةِ تكونُ مكشوفةً بوضوحِ أمامَ الإستخباراتِ الفضائيةِ, هذا في ما يخصُ الصواريخِ مُتوسطةِ المدى, أمَا تلكَ التي تُعرفُ بالعابرةِ للقاراتِ فلا مجالَ لسريتِهَا أبداً, بل لأنَّ تجربتَهَا يَكشفُ عنهَا مِن الوهلةِ الأولى, لأنَّهَا ستطيرُ في أحدِ المداراتِ الأرضيةِ القريبةِ !!!

وإنَّ الصاروخَ بمجردِ أن يرتفعَ الى المداراتِ القريبةِ مِن الأرضِ دونَ البعيدةِ فيحكمُ عليهَا الخبراءُ والمحللونَ العسكريونَ بالبرنامجِ الصاروخي العسكري وليسَ الفضائي, لأنَّ الصواريخَ الفضائيةَ لا يُمكن جعلهَا صواريخاً عابرةً للقاراتِ, لأنَّهَا مِن صنفِ الصواريخِ غير البالستيةِ, بل مِن صنفِ المداريةِ او الفضائيةِ, أي أنَّهَا لا ترجعُ الى الأرضِ بسببِ سرعتِهَا العاليةِ أثناءَ الإنطلاقِ, والتي تفوقُ سرعةَ الإفلاتِ البالغةِ (42.1Km/s), بينمَا البالستيةِ لَم تتجاوزْ سرعُهَا أكثرَ مِن (11Km/s) !!!

#إذن ...
بمجردِ أن يُجربَ الإطلاقُ للصاروخِ ولو لثانيةٍ واحدةٍ هذا يعني أنَّ الصاروخَ بلغَ مسافةَ (11Km) صعوداً, فكيفَ إذا جُرِبَ لعدةِ دقائقٍ, فبالتأكيدِ سيكونُ هدفاً مرصوداً مِن قبلِ الإستخباراتِ الفضائيةِ للطرفِ الآخرِ !!!

ولكي يحافظُ الطرفُ المصنعُ على سريةِ البرنامجِ لابدَ لهُ مِن أن يجري عدةِ إختباراتٍ سريةِ وعلى مدارِ عدةِ سنواتٍ, ولكن يتلاعبُ بكميةِ الوقودِ الصلبِ أو السائلِ, حيثُ أنَّ تقليلَ نسبةِ الوقودِ سيجعلُ التجربةَ ناجحةً نسبياً ومتمتعةً بشيءٍ مِن السريةِ, ولكي تعالجَ الأخطاءَ السابقةَ لابدَ مِن عملياتِ إطلاقٍ متكررةٍ مع إضافةِ كمياتٍ مضاعفةٍ مِن والوقودِ, الى إرتفاعاتٍ تُخرجُ بالبرنامجِ عن طورِ السريةِ المخيمةِ عليهِ !!!

#ولكنَ ...
العجيبَ أنَّ هذا الصاروخَ الذي أعلنتْ عنهُ الحكومةُ الروسيةُ قبلَ أيامٍ, إستطاعتْ الإستخباراتُ الفضائيةُ البريطانيةُ الكشفَ عنهُ منذُ مراحلهِ الأولى, حيثُ ذكرتْ "Jane’s Intelligence Review" البريطانيةُ, أنَّ هذا الصاروخَ قدَ أطلقَ في بدايةِ عامِ (2009) ومِن نفسِ الحقلِ في أورينبورغ الروسيا, حيثُ توجدُ وحداتُ إطلاقِ الصواريخِ مِن نوعِ (SS-18) الحاليةِ ...
بينَمَا نفسُ الصحيفةِ التي كشفتْ خبرَ هذا الصاروخ -موسكوفسكي كومسوموليتس- أكدتْ أن الإستخباراتِ الغربيةَ إستطاعتْ أن تحللَ كلَّ مراحلِ إطلاقِ الصاروخِ لغرضِ التجربةِ, حيثُ أنَّ التقارييرَ الغربيةَ أشارتْ أن أولَ إطلاقٍ للصاروخِ جاءَ في ديسنمبرِ 2011, وفي سبتمبر 2013, وفي نهايةِ 2014 ...

#إذن ...
لاوجودَ للسريةِ في صناعةِ الصواريخِ البالستيةِ أبداً, مادامَ أنَّهَا خاضعةً للتجربةِ العمليةِ لمعرفةِ قدراتِهَا على المناورةِ والطيرانِ في ظروفٍ معينةٍ مِن السنةِ ...

وهذا الكلامُ يكشفُ لنَا سببَ إعترافِ أغلبِ الدولِ المصنعةِ لهكذا أنواعٍ مِن الصواريخِ, لأنَّ الإعترافَ لا يُشكلُ تحدياً للطرفِ الآخرِ أبداً, لأنَّ المعلومةَ معروفةٌ عندَ المقابلِ قبلَ الإعلانِ, نعم نحنُ المساكينُ الذينَ نتخذُ مِن التلفازِ وتقاريرهِ ومِن محلليهِ وسياسيهِ مصادراً للمعلومةِ, فبالتأكيدِ أنَّ عملياتِ البهرجةِ الإعلاميةِ والإخراجِ المتصاعدِ سيجعلُ مِن المتلقي آلةً بيدِ الإعلامِ, يظهرُ متى أرادَ لهُ الإعلامُ الظهورَ, ويغطسُ في الطينِ الى حدِ أذنيهِ كحيوانِ الكركدنِ إذا أرادَ لهُ الإعلامُ ذلكَ أيضاً !!!

#ولكن ...
يجبُ أن يعلمَ الكلَّ أنَّ مقدارَ القوةَ التي يقاسُ بها الصاروخُ البالستي ليستْ في الرؤوسِ الحربيةِ إطلاقاً, فإنَّ وجودَ هذهِ الرؤوسِ تحصيلٌ حاصلٌ, ولكن كيفيةُ إيصالِ هذهِ الرؤوسِ هو العنصرُ المرعبُ في المعادلةِ ...

فمثلاً عندمَا كانتْ صواريخُ (SS--18) هي الأجسامُ الحاملةُ للرؤوسِ, لَم يكن لهَا الأثرُ الكبيرُ كَمَا هو اليومُ, لأنَّ تلكَ الصواريخَ لَم تكن بهذهِ السرعةِ مِن الطيرانِ, بل لَم تكن لَهَا المدى الكافي الى أن تقطعَ المسافاتِ عبرَ القطبينِ الشمالي والجنوبي على الإطلاقِ, بل تضطرُ الى أن ترسلَ روسيا زخاتِ صواريخِهَا فوقَ مناطقِ تواجدِ المنصاتِ الإعتراضيةِ, لقلةِ المدى الذي يمكن أن تصلهُ هذهِ الصواريخُ !!!

بينَمَا عندمَا أعلنتْ روسيا أن جيلهَا الجديدَ مِن نوعِ (RS-28 Sarmat), أعلنتْ معهُ مَا يستحقُ معهُ أن يكن جيلاً جديداً, مِن حيثُ المناورةِ والدفاعِ الذاتي وطولِ المسافةِ والسرعةِ, بالتالي أنَّ روسيا مخيرةً أن ترسلَ هذهِ الصواريخَ الى أي بقعةٍ مِن بقاعِ العالمِ دونَ الحاجةِ الى المرورِ فوقَ الدولِ الأوربيةِ مثلاً !!!

وهذا الإعلانُ حقاً عبارةٌ عن شيطانَ وإبليسَ, لأنَّ الدولَ الأوربيةَ يُمكنُهَا أن تتجنبَ الحربَ إذا قدرَ لَهَا الزمانُ الحصولَ, لأنَّ روسيا غيرُ مضطرةٍ هذهِ المرة الى أن تهددَ أمنَ الدولَ الأوربيةَ للضغطِ على أميركا لتتجنبَ هذهِ الحربِ, بل أنَّهَا تكتفي بالردِ على الولاياتِ المتحدةِ مباشرةً !!!

وهذا الإعلانُ يُمكن أن تجعلَ الكثيرَ مِن الدولِ الأوربيةِ تنأى بنفسِهَا عن خوضِ حربٍ ليستْ المهددةَ فيهِ, بل أن تلزمَ الحياديةِ سوفَ تسلمُ على نفسِهَا, وتجعلَ الحربَ ذاتَ طرفينِ فقط, وليستْ عالميةً أبداً !!!

وهكذا إعلانٌ سوفَ يجعلَ الكثيرَ مِن الدولِ الحليفةِ لأميركا لا تؤمنُ بعدَ ذلكَ بوحدةِ المصيرِ, بل أنَّ مصيرَ الدولةِ الأميركيةِ باتَ بيدِ الروسِ عوضاً عن إستهدافِ غيرِهَا مِن الأحلافِ !!!

#ولكن ...
هذا ضربٌ مِن ضروبِ الخيالِ الهليودي, لأنَّ أقلَ وقتٍ يُمكن أن تصلهُ هذهِ الصواريخُ الأراضي الأميركيةِ يتحتاجُ الى أكثرِ مِن ساعةٍ كاملةٍ تقريباً, وهذا الوقتُ كافياً في التصدي بأي طريقةٍ كلاسيكيةٍ بسيطةٍ ولا زالَ الصاروخُ في مرحلتهِ الثانويةِ ما قبلَ التسليحِ, بل وقبلَ أن يُفكرَ أن يدخلَ الأجواءَ الأرضيةَ مرةً أخرى !!!

فلذا فلا أملَ لأحدٍ أن يستهدفَ الأراضي الأميركيةِ بأي صاروخٍ بعيدِ المدى, كَمَا لا أملَ أن يستهدفَ الأميركانُ الأراضي الروسيةِ بأي صاروخٍ بعيدِ المدى مِن داخلِ الأراضي, وهذا ماجعلَ الولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ تنقلَ الكثيرَ مِن ترسانتهَا النوويةِ الى أقربِ نقطةٍ مِن روسيا, كتركيا وأوربا الشرقيةِ, لأنَّهَا تُؤمنُ أنَّ إحتماليةَ إعتراضِ الصواريخِ بعيدةِ المدى كبيرةٌ جداً, وبالتالي ستخسرُ الولاياتُ الأميركيةُ الضربةَ الأولى, وهذا ما جعلهَا تقتربُ الى أقربِ نقطةٍ مِن روسيا شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً !!!

#وهنا ...
لابأسَ أن أسجلَ شيءً أعتقدهُ سيصيبَ كبدَ الحقيقةِ, أنَّ الولاياتِ المتحدةَ ما لو حملتْ التهديدَ على نحو الجدِ, وعَلِمَتْ بطريقتِهَا أن الصاروخَ الجديدَ لَم يصلْ الى مراحلهِ النهائيةِ بعدُ, سوفَ تستعجلُ قريباً جداً, وربمَا في العامِ القادمِ على التحركَ ضدَ الأراضي الروسيا, وسوفَ تدخلُ معهَا الحربَ بِمَا تملكَ اليومَ مِن تفوقٍ تقني وتكنلوجي وأحلافٍ على طولِ الشريطِ الحدودي مع روسيا !!!

وهذا ما جعلني أعتقدُ أنَّ الإعلانَ الروسي محضُ إعلامٍ لايرى النورَ أبداً, بل يكشفُ عن الحالةِ النفسيةِ التي يعيشهَا الجانبُ الروسي مؤخراً, معتقدينَ أن الناتو باتَ على أبوابِ روسيا وِمن الجوانبِ كافة, فاستعجلوا بهذا الإعلانِ لكسبِ الثقةِ لدى شعوبِهِم والمؤمنينَ بهِم في المنطقةِ, وإلا هو إعترافٌ صريحٌ عن فشلِ الجيلِ الرابعِ مِن صواريخِ (SS-18), الذي تبجحَ بهِ وزيرُ دفاعِهَا عندَ نشرِ الصواريخِ الإعتراضيةِ الأميركيةِ على الأراضي البولنديةِ والرومانيةِ مؤخراً, بأنَّ المنصاتِ الصاروخية الأميركية لا تُحَيدُ أبداً هذا الجيلَ مِن الصواريخِ, بل سوفَ تعجزُ أمامَ سياسةِ الزخاتِ الصاروخيةِ المرسلةِ الى أيِّ بقعةٍ يُرادُ للصاروخِ أن يصلهَا ...

 
عودة
أعلى