إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

دعاء القنوت فى الوتر وغيره ومعناه

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد واله وسلم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن
والاه، وبعد:
فقد امتدح الله عز وجل عباده المؤمنين وأثنى عليهم بالكثير من
الصفات التي يحبها فيهم.
ومن جملة الأخلاق والصفات التي أثنى الله بها على عباده
المؤمنين أنهم قانتون، فقال الله عز وجل:
( لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ*الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*الصَّابِرِينَ
وَالصَّادِقِينَ وَالقَانِتِينَ وَالمُنْفِقِينَ وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)
{آل عمران:15-17}.

وإن للنساء من ذلك حظا حيث قال الله عز وجل: (فَالصَّالِحَاتُ
قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ). {النساء:34}
كما وعد سبحانه على هذه الصفة أجرا كبيرا: (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ
للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا
كَرِيمًا) {الأحزاب:31} .
وقال سبحانه: (إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ
وَالقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالخَاشِعِينَ وَالخَاشِعَاتِ وَالمُتَصَدِّقِينَ وَالمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) {الأحزاب:35} .

كما أثنى الله على خليله ورسوله إبراهيم عليه السلام بأنه كان من
هؤلاء القانتين لله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ
يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ) {النحل:120} .
وأثنى على مريم بأنها كذلك من القانتات فقال: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ
عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ
رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ) {التَّحريم:12} .




من معاني القنوت:

ذكر العلماء عدة معان للقنوت يدور أغلبها حول دوام الطاعة،
والصلاة، وطول القيام، والسكوت، والخضوع، والدعاء.
وهذه كلها داخلة في معنى القنوت ولا شك، والأدلة تشمل ذلك كله.

فكون القنوت هو الخضوع والطاعة لله فذلك ما دل عليه قول الله
تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ*بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). وقوله سبحانه: (وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ).
وأما كونه بمعنى السكوت فقد دل عليه ما ورد عن زيد بن أرقم
رضي الله عنه قال: " كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا صاحبه في
حاجته، حتى نزلت ( وقوموا لله قانتين )، فأمرنا بالسكوت.

ويأتي القنوت بمعنى طول القيام، وهو ما دل عليه قول الله عز
وجل: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ
وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ). وما رواه مسلم عن جابر رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصلاة
طول القنوت".
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله
عليه وسلم ليصلي حتى ترم قدماه ـ أو ساقاه ـ فيقال له، فيقول: "
أفلا أكون عبدا شكورا". رواه الترمذي وقال حسن صحيح، وابن
ماجة، وحسنه الألباني.
وسئل ابن عمر رضي الله عنهما عن القنوت فقال: ما أعرف
القنوت إلا طول القيام، ثم قرأ: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا
وَقَائِمًا).
وأما ورود القنوت بمعنى الدعاء فدل عليه ما جاء عن البراء بن
عازب رضي الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقنت في الصبح والمغرب". (مسلم).
وعن أنس رضي الله عنه قال: " قنت رسول الله شهرا يدعو على
رِعْلِ وذَكْوَان". (البخاري ومسلم ،واللفظ للبخاري).

وهكذا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حقق جميع معاني القنوت فكان يصلي ويطيل الصلاة وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء. قيل له: وما هممتَ؟ قال: هممت أن أقعد وأذر رسول الله". (البخاري ومسلم).
وعن حذيفة رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم
صلى، فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب استجار،
وإذا مر بآية فيها تنزيه لله سبّح". (البخاري ومسلم).

ولما خسفت الشمس في عهده قام يصلي فأطال القيام جدا، ثم
ركع فأطال الركوع جدا، وهكذا في سجوده.
وكان يدعو ربه ويطيل الدعاء ويختار من الدعاء أحسنه وجوامعه
وإذا قرأ القرآن أو قرئ عليه بكى، ولقد قال عبد الله بن الشخير
رضي الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي
صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء". أبو داود والنسائي.





أولاً : معاني القنوت في اللغة

قنت* القنوت:
يرد القنوت في لسان العرب، على المعاني التالية:
1- الإمساك عن الكلام، والسكوت.
2- الدعاء والتسبيح.
3- الصلاة.
4- الدعاء في الصلاة.
5- الخشوع والإقرار بالعبودية.
6- القيام.
7-إطالة القيام.
8- القيام بالطاعة، التي ليس معها معصية.
فيصرف في كل واحد من هذه المعاني، إلى ما يحتمله اللفظ في
سياقه، من آية، أو حديث، أو عبارة.


(أ) قال ابن سيده، فيما نقله عنه ابن منظور، في كتابه (لسان
العرب) :القنوت الطاعة، هذا هو الأصل، ومنه قوله تعالى
(والقانتين والقانتات ) (الأحزاب :35)، ثم سمى القيام في
الصلاة قنوتاً، ومنه قنوت الوتر.. والقانت :المطيع.
القانت :الذاكر لله تعالى، كما قال عزوجل ( أمن هو قانت ءاناء
الليل ساجداً وقائما ً) (الزمر :9).
وقيل: القانت :العابد.
والقانت في قوله عزوجل ( وكانت من القانتين ) (التحريم :12)،
أي من العابدين.
والمشهور في اللغة، أن القنوت الدعاء. وحقيقة القانت أنه القائم
بأمر الله، فالداعي إذا كان قائماً، خص بأن يقال له :قانت، لأنه
ذاكر لله تعالى، وهو قائم على رجليه.. فحقيقة القنوت :العبادة،
والدعاء لله عزوجل، في حال القيام، ويجوز أن يقع في سائر
الطاعة، لأنه إن لم يكن قياماً بالرجلين، فهو قيام بالشئ بالنية.

قال ابن سيده :والقانت القائم بجميع أمر الله تعالى (2).



(ب) وجاء في مفردات الراغب الأصفهاني، في تفسير معنى القنوت، أنه:
لزوم الطاعة مع الخضوع، وفسر بكل واحد منهما في قوله:
1- (وقُومُوا لله قانتين ) (البقرة :238)، وقوله تعالى ( كلٌ له
قانتون ) (البقرة :116)، (الروم :26)، قيل: خاضعون، وقيل:
طائعون.
2-وقيل :ساكتون، ولم يعن به كل السكوت، وإنما عنى به ما قاله
عليه الصلاة والسلام ( إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام
الآدميين، إنما هي قرآن وتسبيح )، وعلى هذا قيل :أي الصلاة
أفضل ؟ فقال : ( طول القنوت )، أي الاشتغال بالعبادة، ورفض كل
ما سواه. وقال تعالى : (إنّ إبراهيم كان أمةً قانتا ً)
(النحل :120)، (وكانت من القانتين ) (التحريم :12)،
(أمن هو قنت ءانآء اليل ساجداً وقآئماً ) (الزمر :9)، (اقنتى
لربك ) (آل عمران :43)، (ومن يقنت منكن لله ورسوله )
(الأحزاب :31)، (والقانتين والقانتات ) (الأحزاب :35)،
(فالصالحات قانتات) (النساء :34) (3).


(ج) وفي زاد المعاد (4) :أن القنوت يطلق على القيام، والسكوت،
ودوام العبادة، والدعاء، والتسبيح، والخشوع، كما قال تعالى
( وله من في السماوات والأرض كل له قانتون ) (الروم :26)،
وقال تعالى (أمن هو قانت ءانآء اليل ساجداً وقآئماً يحذر الأخرة
ويرجوا رحمة ربه ) (الزمر :9).
وقال تعالى (وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين )
(التحريم :12)، وقال ( أفضل الصلاة طول القنوت ) (5)، وقال
زيد بن أرقم: (لما نزل قوله تعالى (وقوموا لله قانتين )
(البقرة :238)، أمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام (6)،
وقد نظم
الشيخ الحافظ زين الدين العراقي، معاني القنوت، على ما يلي
(7):-
ولفظ القنوت أعدُد معانيه تجد مزيداً على عشر معاني مَرْضِيَّة
دعاءُُ، خشوع، والعبادة طاعة إقامتها إقرارُهُ بالعبودية
سكوتُُ، صلاة، والقيام، وطوله كذاك دوام الطاعة الرابح القنية.





ثانياً : معاني القنوت في القرآن الكريم


لقد جاء ذكر القنوت، في القرآن الكريم، في ثمان سور، في اثني عشر موضعاً، وثلاثه مواضع منهن مكية، في النحل، والروم، والزمر، وبقيتهن مدنيات، في سور: البقرة، وآل عمران، والنساء، والتحريم، والأحزاب.


تدور معاني القنوت في هذه المواضع، على الطاعة، والاستجابة، والاستكانة، والخضوع، والخشوع، والإقرار بالعبودية، ثم تأتي بمعنى الطاعة عامة، والطاعة لله عزوجل، ولرسوله ، والطاعة في سكون، والطاعة في خشوع، والخشوع في الصلاة، وطول الركوع في الصلاة.


وعليه، فالقانت هو الخاشع، المطيع لله ورسوله، العابد، الراكع،
المستكين له، الخاضع لأمره، الخاشع في صلاته، الذي يطيل في
صلاته، وركوعه.


والقنوت مرتبة عالية، لأنه يُذْكر بعد الإسلام، والإيمان، ولهذا
فالإسلام بعده مرتبة يرتقى إليها، وهو الإيمان، ثم القنوت ناشيء
عنهما.
وهذا بيان تفصيلي، للمواضع التي جاء فيها لفظ القنوت، مع
تفسير موجز لمعنى القنوت، في كل موضع، مع تصنيف الآيات
موضوعياً:


الكون كله قانت لله:
(وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل
له قانتون ) (البقرة :116)، (وله من في السموت والأرض كل
له قانتون ) (الروم :26). ومعنى (قانتون) في الموضعين :أي
مقرون بالعبودية، مطيعون، خاشعون لله خاضعون.


القنوت صفة الأنبياء:
كما جاء في ذلك في وصف إبراهيم عليه الصلاة والسلام (إن
إبراهيم كان أمة قانتاً ) (النحل: 120)، وقانتاً هنا، تعني:
الخاشع، المطيع.


فضل القانتين وأهل القيام والتهجد:
(أمّن هوقانت ءانآء اليل ساجداً وقآئماً يحذر الأخرة ويرجوا رحمة
ربه ) (الزمر :9). وكلمة قانت هنا، تعني: الخشوع في الصلاة،
والتهجد. (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله
قانتين ) (البقرة :238).


الأمر بالقنوت خطاباً لمريم عليها السلام:
(يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين )
(آل عمران:43). والقنوت هنا، بمعنى :طول الركوع في الصلاة،
امتثالاً لأمر الله تعالى. وفي خطاب القرآن لأمهات المؤمنين
رضوان الله عليهن: (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً
نؤتهآ أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريماً ) (الأحزاب :31).
أي :تطع الله، ورسوله، وتستجيب.


ثم جاء في ذكر القنوت، على أنه صفة ملازمة، للمؤمنين،
والمؤمنات: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
والقانتين والقانتات ) (الأحزاب :35). أي :المطيعين،
والمطيعات، في سكون. (الصابرين والصادقين والقانتين )
(آل عمران :17)، أي: الطائعين ، الخاضعين. (فالصالحت قانتات
حافظات للغيب بما حفظ الله )(النساء :34)، أي :مطيعات
لأزواجهن. (مسلمات مؤمناتٍ قانتت ٍ) (التحريم :5)، مطيعات.
(وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين )
(التحريم :12)، أي :من المطيعات.
 
عودة
أعلى