إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

حرب الإنترنت تشتعل بين الصين والولايات المتحدة.. فمن الذي سينتصر في النهاية؟

المشاركات
7,533
الإقامة
عرب فوركس


خلال الفترة الأخيرة، ظهر صراع من نوع جديد بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حرب خالية من الأسلحة والبارود، تُسمى "حرب الإنترنت"، ومن أهم النقاط التي ارتكزت عليها تلك الحرب، شبكة الجيل الخامس "5G"، حيث ترغب الصين في الفوز بهذه المبادرة، وتصبح المزود الرئيسي لهذه التكنولوجيا على مستوى العالم.

أعرب عن مسؤولي "وادي السليكون" عن قلقهم بشأن مخاطر تغلغل الشركات الصينية في التقنيات الجديدة، كالذكاء الاصطناعي وشبكة "5G" في ذات الوقت، مطالبين بكين بالانفتاح على شركات أمريكية وتنظيم الرقابة التي تفرضها على الإنترنت في سوقها المحلي.

يرى بعض المحللين أن الرقابة التي تفرضها بكين على الإنترنت تعد مثل الهواء الملوث، فالمواطنون متعايشين معه ومنخرطون داخله، ولكنهم يكتشفون أضراره بمجرد الخروج من تحت عباءته، في الوقت ذاته قد تؤدي التنافسية القوية بين واشنطن وبكين إلى انقسام عالمي، ففي واشنطن يشتري المستخدمون ويبيعون عبر الإنترنت من خلال شركة "أمازون" وفي الصين يوجد شركة "علي بابا".

أعلنت الحكومة الصينية حجب "جوجل" و"فيسبوك" وبعض الخدمات الأخرى عن مواطنيها، مما دعم مكانة لاعبين تكنولوجيين آخرين لديها مثل "ويشات" و"علي بابا"، وتسعى منافساتها من أمريكا إلى الحصول على فرصة لدخول الصين ولكن دون أي قيود أو رقابة حكومية.

تفاقم الصراع التكنولوجي بين واشنطن وبكين بسبب شبكة الجيل الخامس، التي من المتوقع أن تُحدث ضجة وطفرة كبيرة في قطاع الاتصالات، سواء من حيث الاتصال بين السيارات ذاتية القيادة أو تنزيل الأفلام في ثوان.

وأكثر ما تخشاه واشنطن هو استخدام شبكة الجيل الخامس في القطاع العسكري، حيث يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في الاتصال داخل ساحات المعارك، والتواصل بين الطائرات دون طيار "درون" والدبابات، من خلال الذكاء الاصطناعي.

ترغب الصين في التوسع في شبكة الجيل الخامس والسيطرة على كل جوانب هذه التكنولوجيا، من إطلاق شبكات أو أجهزة ومنتجات داعمة لها، إلا أن هذه الطموحات اصطدمت بشكوك ومخاوف الغرب، حيث اتخذت لندن وواشنطن خطوات لمنع بكين من تحقيق أهدافها.

فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية حظر توسع شركة "هواوي" الصينية بجميع أجهزتها وتقنياتها ووجهت بعض الدول الغربية لهذه الشركة اتهامات بالتجسس، وسرقة أسرار تجارية وخرق العقوبات الدولية، ونفت "هواوي" كل هذه التهم.

اتجهت الصين إلى الأمم المتحدة من أجل مناقشة إجراءات تنظيم الإنترنت، ودعت مسؤولي كبار القطاع التكنولوجي مثل "جوجل" و"آبل" إلى مناقشة رؤية الرئيس الصيني "شي جين بينج" بشأن الإنترنت.

في البداية، كانت الصين ترحب بالشركات الأجنبية، ولكنها قامت بفرض قيود ورقابة شديدة على أعمال هذه الشركات، وبالرغم من ذلك تحاول بعض الشركات الكبرى استمالة حكومة "شي" للفوز بجزء من كعكة هذا السوق الضخم.

ففي عام 2009، قامت الصين بحجب أنشطة "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، وفي عام 2010 صرحت شركة "جوجل" بأنها لم يعد لديها رغبة في وضع أعمالها تحت الرقابة الحكومية، كما تم حجب مؤسسات ومواقع غربية مثل صحيفة "وول ستريت جورنال".

وبهذا أصبح السوق الصيني خالي من الكيانات التكنولوجية الكبرى، مما دعم دور اللاعبين المحليين مثل "علي بابا" و"علي باي" و"بايدو (NASDAQ:BIDU)".

وخلال الفترة الأخيرة، تعرضت شركة "علي بابا" للعديد من الضغوط في بعض الأسواق مثل اليابان، ومازالت هذه القيود قائمة حتى الآن، بالرغم من استعانة شركة "تنسنت" بمشاهير عالميين مثل لاعب كرة القدم "ليو ميسي" في إطلاق حملات دعائية ضخمة.

وواجهت بعد شركات التكنولوجيا الصينية مشكلات كثيرة في أسواق خارجية، نتيجة وصولها متأخرة بعد سيطرة "فيسبوك" و"جوجل"، وبسبب ارتباط أعمال الكثير منها بالحزب الشيوعي الحاكم في الصين، فشركة "علي بابا" مثلًا يمتلكها "جاك ما" أحد أعضاء الحزب الشيوعي.

قامت الحكومة الأمريكية بعرقلة صفقة استحواذ "برودكوم" على "كوالكوم" – منافس شركة "هواوي" الصينية في براءات اختراع "5G"— خوفًا من فوز الصين في معركة شبكة الجيل الخامس، كما قامت أوروبا بفرض قيود على شركتي "هواوي" و"زي تي إي" خشية تسريب بيانات ومعلومات حساسة إلى بكين.
 
عودة
أعلى