- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
تتوقع الاوساط المالية والاقتصادية على نطاق واسع أن يقوم مجلس بنك الاحتياطيالفيدرالي (البنك المركزي الامريكي) بترك سعر الفائدة دون تغيير وذلك للشهرالتاسع على التوالي، في ختام إجتماعه الذي سينتهي يوم الأربعاء. ولكن، وعلى افتراض أن البنك المركزي الأمريكي سيقوم بما تتوقعه الأسواق منه، فإن المستثمرون يتوقعون أن يكون هنالك تلميحات حول إجراء تغييرات في السياسة النقدية على المدى القريب.
وبشكل عام، لا تتوقع الأسواق أن يقوم مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي باتخاذ أي قرارات شأن أسعار الفائدة فيختام اجتماع السياسة النقدية والذي استمر يومين، وسيتم الإعلان عن نتيجته عند الساعة 2:00 مساءبالتوقيت الأمريكي الشرقي (الساعة 6:00 مسائاً بتوقيت غرينيتش) اليوم الأربعاء، ولذلك سيركز المستثمرون أولاًعلى البيان المرافق لإعلان القرار، والتوقعات المحدثةلمعدلات النمو والتي ستصدر في وقت واحد مع قرارالفائدة.
وبعد ان تترأس السيدة (جانيت يالين) الاجتماع، ستقوم بعقد مؤتمر صحفي سيكون مرتقباً بعد 30 دقيقة من إعلان القرار، وسيراقب المستثمرون كلمات يالين بحثاً عن أي تغيير في لهجتها بشأن صحة الاقتصاد أو رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
الأسباب التي يمكن أن تقنع مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على سياسته النقدية دون تغيير
تظهراستطلاعات الرأي أن المحللين الاقتصاديين يتوقعون أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي علىسياسته النقدية دون تغيير حتى إجتماع كانون الأول/ديسمبر، في حين أظهر استطلاع للرأي أجرته (رويترز) الاسبوع الماضيأن إحتمال رفع أسعار الفائدة هو فقط 25٪ بينما كانت نسبة المحللين الإقتصاديين الذين يتوقعون أن يقوم البنك بذلك خلال اجتماع اليوم هي 6٪ فقط.
وبحسب أداة الأموال الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 15٪ فقط لرفع سعر الفائدة خلال اجتماع اليوم.
وتعليقاً على هذه الفرص الضئيلة، قال محلل بنك غولدمان ساكس الإستثماري (يان هاتزيوس) يوم أمس الثلاثاء: "لم يقم بنك الإحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة عندما كانت توقعات الأسواق ضئيلة بهذا الشكل منذ عام 1984 على أقل تقدير".
وبعد التعليقات الحذرة الأخيرة من قبل محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي الحاليين(ايل برينارد) و(دانيال تارولو)، أشار الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدراليفي مينيابوليس (نارايانا كوتشرلاكوتا) إلى عائق تاريخي أخر أمام البنك المركزيالأمريكي يمنعه من إتخاذ قرار برفع الفائدة اليوم.
فلقد أشار كوتشرلاكوتا أنه من المرجح بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على سياسته دون تغيير، نظرا إلى تعليقات برينارد وتارولو الحذرة. وقال الرئيس السابق: "كانت آخر مرة قام بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي بإجراء تغيير مع وجود إثنين من أعضاء المجاس ضد القرار كانت في عام 1993".
وقد أكدت كل من وسائل الاعلام المالية والمحللين كذلك على انه على الأغلب، فإن إقتراب الانتخاباتالرئاسية الاميركية المقررة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر سيدفع البنك الفيدرالي إلى عدم الرغبة في اتخاذ خطوة من أجل تجنب أي اتهامات بأنه منحاز سياسياً.
ومع ذلك، فإن السجل التاريخي لرفع أسعار الفائدة لا يدعم هذه الحجة لان التاريخ يقول أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قدقام بالفعل بخفض أسعار الفائدة في غضون شهرين من الانتخابات الرئاسية في ثلاث مناسبات منذ عام 1984.
وما ينسجم مع المسار الحالي للسياسة النقدية، هو أنه في الحقيقة قد قامت السلطة النقديةالأمريكية برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر2004، بالضبط 12 سنة قبل قرار اليوم الأربعاء.
الرهانات على رفع أسعار الفائدة لا تحظى بالإجماع
على الرغم من الاحتمال الضئيل لرفع اسعار الفائدة في اجتماع اليوم الاربعاءوكون الغالبية العظمى من المحللين يطالبون بنك الاحتياطي الفيدرالي بالابقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، إلا أن بعض الخبراء قد قالوا أنهم يتوقعون أن يتخذ البنك قراراً بالرفع مساء اليوم.
وفي ضمن هذا الإطار، تجاهل محلل بنك باركليز الاقتصادي (روب مارتن) حقيقة أن دعوته لرفع أسعار الفائدة تقع خارج مناطق التوافق. وقال مارتن: "لقد حافظنا على قناعتنا على أن البنك سيتخذ قراراً بالرفع في أيلول/سبتمبر لأننا نعتقد أن ما قام أعضاء لجنةالسوق المفتوحة بإيصاله لنا، بما في ذلك وجهة نظر الرئيس ونائب رئيس اللجنة، هو ما قالوه خلال ندوة (جاكسون هول).
أما كبيرة الاقتصاديين في بنك (بي ان بي باريبا) في الولايات المتحدة (لورا روزنر)فقالت أناه على قناعة بأن البنك الفيدرالي سوف يتحرك، وأوضحت انه سيكون هناك دائما شكوك فيالبيانات، وأشارت إلى أن بيانات التوظيف القوي تمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي فرصة سانحةللمضي قدما في تطبيع السياسة النقدية.
وقالت روزنر أن الأسواق تراهن على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكرر فقدانه للشجاعة مرة أخرى، ولكنها أرجعت سبب عدم وجود تحرك في الأشهر التسعة الماضية إلى"صدمات محددة للغاية قادمة من جميع الاتجاهات".
وأختتمت كلامها بالقول: "ها نحن الأن، وقد إنقشع الغبار وتضائلت المخاطر، ولدينا بيانات إقتصادية قوية، فحتى لو كان الفيدرالي يرغب في الرفع التدريجي، لماذا لا ينغبي أن يستمر في ذلك؟"
التوقعات الاقتصادية المحدثة وبيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي
على افتراض أن بنك الاحتياطي الفيدرالي اتبع السيناريو الذي تتوقعه الأسواق وترك أسعارالفائدة دون تغيير، فإنه يمكن أن يذهب الاهتمام بأكمله نحو التوقعات الاقتصاديةالمحدثة وكذلك توقعات أسعار الفائدة لتحركات السياسة المستقبلية.
ويتوقع بنك مورغان ستانلي أن يتم تخفيض متوسط الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل إلى 1.8٪ أو أقل في بينا اليوم، من التوقع السابق والبالغ 2.0٪.
وقال البنك في تقرير أصدره لعملائه: " من المحتمل ألا يحدث تغيير كبير على توقعات التضخم ومعدل البطالة". وعلى نفس المنوال، قال بنك جولدمان ساكس أنه يتوقع "تغييرات طفيفة على صعيد التوقعات الاقتصادية".
ويتوقع البنكان خفضاً كبيراً في توقعات رفع أسعار الفائدة في المستقبل، وهي التوقعات التي تراجعت بالفعل من أربعة قرارات رفع في كانون الأول/ديسمبر إلى إثنين فقط في حزيران/يونيو الماضي.
وضمن تقرير أصدره للعملاء قال بنك مورغان ستانلي:"نحننتوقع أن يلمح الفيدرالي إلى مسار ضحل للسياسة على المدى المتوسط، مع ارتفاع تدريجي من توقع برفع مرة واحدة في 2016 إلى مرتين في 2017 إلى ثلاثة مرات في 2018 وأربعة في 2019، ليصل الاحتياطيالفيدراليإلى سعر فائدة يبلغ 2.875٪ في نهاية أفق التوقع للجنة السوق المفتوح في 2019".
فيضوء ذلك، يتوقع هؤلاء المحللون الكثير من التركيز من طرف الأسواق على بيان اللجنة الفيدرالية، ويتوقعون أن يأتي البيان قوياً إلىحد ما، وهو ما سيترك الباب مفتوحا أمام تشديد السياسة النقدية مرة أخرى هذا العام، إذا وافقت البيانات ذلك، وإذا لم تدعم البيانات مثل هذا القرار فسينتقل التركيز على العام المقبل.
وذهب محلل غولدمان ساكس (هاتسزيوس)أبعد قليلا في الإشارة إلى ما اعتبره بنكاً" بعيدا عن الوحدة" في نظره، مشيراً إلى أن سبعة أعضاءفي لجنة السوق المفتوح يفضلون رفع سعرالفائدة حالأً أو في وقت قريب جداً. وقال: "في هذا النوع من الحالات، فإنه من الشائع للجنة أن تقوم بإستخدام البيان الذي سيصدر عقب الاجتماع للتوصل إلى حل وسط، ولذا فإننا نتوقع لهجة أكثر تشددا في تلكالتصريحاتفي المؤتمر الصحفي الذي سيتبع اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
يالين لديها الكلمة الأخيرة
مهما كانت التوقعات التي يمكن إستنباطها من البيان والتوقعات الاقتصادية المرافقة، فإن (جانيت يالين) ستتبوأ المسرح عند الساعة 2:30 مساء بالتوقيت الشرقي (الساعة 6:30 مسائاً بتوقيت غرينيتش) وسيكون لها القول الفصل في دعم او إضعاف توقعات السوق لاستمرار تطبيع السياسة النقدية.
ورغم أن القرارات حول أسعار الفائدة تستند إلى عملية تصويتمتساوية، إلا أن الأسواق تنظر عموما إلى رئيس البنك المركزي على أنه صاحب القول الفصل في هذه القرارات.
وسيترقب المستثمرون بإهتمام بالغ تصريحات يالين بعد آخر خطاب لها والذي كان على أجندة الندوة الاقتصادية في (جاكسون هول) بتاريخ 26 آب/أغسطس، والذي أستغلته للتخفيف من حمائمية لهجتها. وكانت يالين قد قالت في ذلك الوقت: "أعتقد أن الأسباب التي تدعم قضية رفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية قد تعززت في الأشهر الأخيرة".
وإذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يفاجئ الأسواق اليوم الاربعاء بقرار رفع سعر الفائدة الغير المتوقع، أم كان سيقوم بما هو متوقع منه ويثبت أسعار الفائدة حتى الاجتماع القادم، فإن يالين هي صاحبة التأثير الأكبر على إدراك الأسواق المالية للتوقيت المحتمل للخطوة التالية من طرف أكبر بنك مركزي في العالم.