بعد قليل سنكون بانتظار بيانات التغير بالتوظيف في القطاع غير الزراعي فماذا يعني هذا للمتداولين؟
ﺃﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﺪﺙ ﻟﻠﻤﺘﺪاﻭﻟﻴﻦ
يعد معدل خلق فرص العمل مؤشر رائد لقياس إنفاق المستهلك والذي يستخدم في قياس النشاط الاقتصادي بوجهٍ عام، ويلاحظ أن المتداولين يترقبون صدور البيانات، حيث أن معدلات التوظيف قد تشكل نظرة حول الشهر بأكمله، وفي الوقت الذي قام فيه الاقتصاديون بتحسين توقعاتهم على مدار الأعوام فمن غير المعتاد أن نرى قراءة مثيرة للدهشة. ويُذكر أن التقرير الصادر عن مؤسسة " ADP" قد يساعد في تحسين توقعات التوظيف من خلال توفير معلومات مسبقة حول تقرير التوظيف الصادر فيما بعد. ومن خلال تتبع بيانات الوظائف يستطيع المستثمرون تشكيل نظرة حول أوضاع سوق العمل، وفي حالة تشكيل تضخم الأجور تهديدًا فمن المتوقع ارتفاع معدلات الفائدة بالإضافة إلى تراجع أسعار السندات والأسهم وعلى صعيد آخر، في حالة تباطؤ وتيرة معدلات التوظيف أو تراجعها فمن المتوقع تراجع معدلات الفائدة مما يدعم ارتفاع أسعار السندات والأسهم.
أهمية الحدث للمتداولين
على الرغم من أن بيانات المؤشر يتم تجميعها بشكل تراكمي، يعد عدد العاطلين عن العمل بمثابة إشارة مهمة للوضع الاقتصادي بوجهٍ عام، لأن إنفاق المستهلك مرتبط بأوضاع سوق العمل. بالإضافة إلى أن البطالة تؤثر على قرارات لجنة السياسة النقدية في الوقت الذي تكون فيه إعانات البطالة مقياس لقوة سوق التوظيف؛ وكلما كان عدد المتقدمين للحصول على الإعانات قليلًا كلما زاد عدد الحاصلين على وظائف، مما يعطي المستثمرين إشارة حول الوضع الاقتصادي. ويلاحظ أن كل وظيفة تدعم دخل الأسر، حيث أن معدلات الإنفاق تدفع بعجلة الاقتصاد وتحافظ على وتيرة النمو ولهذا فإن قوة سوق التوظيف تسهم في تحسن الاقتصاد. الجدير بالذكر أن هناك آثار سلبية لهذا المؤشر؛ حيث أنه كلما قل عدد الحاصلين على الإعانات أدى ذلك إلى قلة عدد الراغبين في الحصول على وظائف، وبالتالي يضطر أصحاب الأعمال لرفع أجور موظفيهم؛ مما يؤدي إلى تضخم الأجور الذي يضر بسوق الأسهم والسندات. ويقوم أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمراقبة ضغوط الانكماش بدقة. ومن خلال مراقبة بيانات المؤشر، يستطيع المستثمرون تشكيل وجهة نظر حول سوق التوظيف. وفي حالة تضخم الأجور، تزيد احتمالات رفع معدلات الفائدة بالإضافة إلى تراجع أسعار الأسهم والسندات ولهذا يجب تذكر أن تراجع إعانات البطالة يعني قوة سوق التوظيف والعكس صحيح.