إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

تكريم المرأة في الإسلام

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله وسلم

لقد وردت عدة أحاديث نبوية شريفة تدل بكل وضوح إلى تكريم المرأة في الإسلام وهي كالآتي: قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا احسنهم خلقا وخياركم لنسائهم ) وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما النساء شقائق الرجال) وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم ) وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يَفُرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ) ومعنى لا يفرك مؤمن مؤمنة أي لا يبغضها لأنه يتنافى مع حسن العشرة ، أما من أجل توضيح تكريم الإسلام للمرأة سوف أقوم بتفسير قوله عليه الصلاة والسلام ( إنما النساء شقائق الرجال) فهذا الحديث يشير إلى أن المرأة هي تشبه الرجل، أي لا تتطابق معه، وذلك أولا لأن المرأة تشترك وتتشابه مع الرجل في الجسد في بعض الأعضاء والأجهزة الوظيفية كالجهاز الهضمي وتختلف عنه في بعض الأعضاء والأجهزة الوظيفية كالجهاز التناسلي وكذلك نجد أن روح المرأة هي شبيهة لروح الرجل كما هو جسد المراة هو شبيه جسد الرجل وما يدل على ذلك هو إختلاف سلوك وإنفعالات الجسد بين الذكر والأنثى الذي يرجع سببه إلى إختلاف إنفعالات وسلوك الروح بين الذكر والأنثى. ثانيا: في الحقوق والواجبات، فنجد أن المرأة والرجل في الإسلام يشتركوا في كثير من الحقوق ويختلفوا في بعض منها كالميراث مثلا وذلك طبعا لحكمة وهي أن الرجل هو من يدفع المهر وهو من ينفق على بيته وكذلك نجد أن المرأة والرجل يشتركون في كثير من الواجبات ويختلفون في بعض منها كترك الصلاة في حالة الحيض والنفاس وذلك لحكمة لأن في حالة الحيض والنفاس قد يوجد منها ما يمنع الطهارة وهذا يتنافى مع شروط الصلاة مع الإشارة إلى أن ترك المرأة للصلاة في هذه الحالات لا ينتقص من أجرها شيئا على الإطلاق لأن الله الملك العظيم الرؤوف الرحيم هو من أجاز لهن هذه الرخصة رحمة في المراة لأن في القضاء مشقة كبيرة لإحتمال كثرة أيام الحيض والنفاس، إذا يبدو واضحا وجليا أن المرأة هي مناظرة وشبيهة للرجل ولا تتطابق معه. أما بما يخص القوامة في الإسلام فإن الرجل مسؤول عن المرأة لأسباب عدة من أهمها هو أن الرجل أكثر رجاحة في العقل وأكثر تحكما في العاطفة، فعلى وجه العموم القرارات الصائبة والسديدة هي القرارات التي يتم فيها ترجيح العقل على العاطفة، فالقرارات التي تتسم بالعقلانية هي القرارات التي يتم فيها الإعتماد على العقل، أي التفكير، بشكل كبير وفي نفس الوقت يتم الإعتماد فيها على العاطفة، أي الإنفعالات التلقائية، بشكل قليل. بينما في المقابل القرارات التي يتم فيها ترجيح العاطفة على العقل هي قرارات قد تكون خاطئة ولكن ليس بالضرورة ذلك فقد تكون صائبة عندما تكون العاطفة المكنونة في قلب الإنسان هي عواطف نبيلة وسليمة وسوية. وهنا يجب التأكيد والتنبيه على نقطة مهمة جدا وهي أن قوامة الرجل على المرأة لا تنتقص من كرامتها الإنسانية شيئا كما أنها لا تنتقص من منزلتها ومكانتها كأمة مسلمة أو مؤمنة عند الله عزوجل وذلك لسبب مهم وبسيط وهو بما أن قوامة ولي الأمر أو الحاكم على رعيته من رجال ونساء المسلمين لاتنتقص مقدار ذرة من كرامة رعيته الإنسانية وبالتالي فإن قوامة الرجل على المرأة هي لا تنتقص مقدار ذرة من كرامتها الإنسانية. فنجد أن بعض رجال المسلمين يغبطون ولي الأمر على توليه منصب ولاية الأمر أو الحكم وفي واقع الأمر هؤلاء الجماعة هم مصيبون و مخطئون في نفس الوقت لأنه إذا كان ولي الأمر رجل صالح فإن في ذلك نعمة عليه وعلى رعيته وبالتالي هم يعتبرون مصيبون أما إذا كان رجل ظالم وسيء فإن في ذلك نقمة عليه وعلى رعيته وبالتالي هم يعتبرون مخطئون. وبنفس الصورة تماما فإن بعض النساء قد يغبطون الرجل على مسؤولية القوامة وهنا الإسلام يقول للمرأة بأنه يجب عليها الرضى والتسليم بأمر و حكم الله عزوجل وأنه يجب عليها أن تقتنع بحكمة الله عزوجل فيكفيها أن الله الملك الرؤوف الحكيم خفف عنها مسؤولية القوامة رأفة فيها ومن أجل حكمة وهي أن الرجل يزيد عنها في رجاحة العقل وفي ضبط العاطفة ولكن الله عزوجل في المقابل كرم المرأة بأن جعلها شريكة للرجل في رعاية أبنائها وأبنائه وفي بيتها وبيته فإذا أصاب الرجل ساندته ودعمته وإذا أخطأ نصحته وصوبته لقوله عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهومسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) وكذلك عندما خفف الله عزوجل عن المرأة مسؤولية القوامة فإنه في المقابل الله عزوجل أكرم المرأة برحمة ونعمة عظيمة إذا ما أطاعت زوجها في غير معصية الخالق بأن يُخيرها الله الملك العظيم في دخول الجنة من أي الأبواب شاءت لقوله عليه الصلاة والسلام ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) فبالتالي فإن المرأة المطيعة لزوجها هي أفضل وخير من الرجل الذي لا يُحسن قوامته على المرأة تماماً كالمسلم الطائع لولي الأمر الذي يُعتبر أفضل وخيرٌ من ولي الأمرالذي لا يُحسن إدارة شؤون رعيته من المسلمين لأن الأول يقوم بواجبه في طاعة ولي الأمر طالما ولي الأمر يُطبق الشريعة الإسلامية وطالما أن نفع ولي الأمر أعظم وأكبر من ضرره، أما الثاني فهو أسوء من الأول رغم أنه ولي الأمر لأنه مُقصرٌ في واجبه تجاه رعيته. أما بما يتعلق بأن قوامة الرجل لا تنتقص من منزلتها ومكانتهاعند الله عزوجل فإن الله الملك العظيم المقسط العدل ينعم بالثواب على المرأة كماعلى الرجل إذا أحسنوا كما أنه سبحانه وتعالى يعاقب المرأة كما يُعاقب الرجل إذا أساءوا، قال تعالى ( ومن يعمل الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يُظلمون نقيرا).

أما بالنسبة لعلاقة الرجل مع المرأة فإنها في الإسلام هي عبارة عن علاقة روح مع روح وليس جسد مع جسد لأنه عندما تصبح علاقة الرجل مع المرأة هي علاقة جسد مع جسد فإن ذلك يحط الإنسان من منزلة البشرية إلى منزلة البهيمية (أكرمكم الله عزوجل) لأنه عندئذٍ يُصبح الجسد هو الغاية والهدف بغض النظر عن الروح التي تسكن هذا الجسد سواءكانت روح طيبة أو خبيثة وبالتالي تُصبح شهوة الجسد هي التي تتحكم بالإنسان كما تتحكم بالحيوان بدلا من أن يتحكم الإنسان بشهوة الجسد كي يتميز عن الحيوان. أما في المقابل، عندما تكون علاقة الرجل مع المرأة هي علاقة روح مع روح فعندئذ يصبح جسد الروح وكلام الروح وسلوك الروح جميعاً عبارة عن وسائل أو أدوات تستعين بها روح الرجل من أجل مخاطبة روح المرأة والتقرب منها والعكس صحيح. قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع: لمالها،ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) فهنا الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يشير إلى حقيقة أن كل من مال وحسب وجمال ودين المرأة يجذب الرجل المسلم إلى المرأة ولكنه بنفس الوقت يرشد الرجل المسلم إلى الإختيار الصحيح وهو إختيار المرأة الصالحة الملتزمة بالدين أي صاحبة الروح التي يغلُب عليها الطهارة والنقاء بمشيئة الله عزوجل لأن الدين يُطهر الروح وفي ذلك دلالة واضحة إلى أن علاقة الرجل مع المرأة في الإسلام هي علاقة روح مع روح وليست غير ذلك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى