لجنة الأخبار
مشرف
- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
ظهرت العملة البريطانية الجنية الإسترليني وبدأت في التداول في دولة إنجلترا بعد فترة صغيرة من تأسيس البنك المركزي في عام 1694، حيث أن البنك المركزي الإنجليزي يمتلك جميع الصلاحيات لإصدار عملات بفئات مختلفة من الجنيه الإسترليني، وذلك بحسب ما نشره المنتدى الاقتصادي العالمي.
فعندما كانت أوروبا تحت الحكم الروماني، اشتق اسم الجنية الإسترليني من كلمة لاتينية قديمة تسمى "باونداس" وهي تعني الوزن، والتي كانت قديماً تعتبر وحدة لقياس الوزن أثناء العصر الروماني، وخلال فترة حكم الأنجلو سكسونيين مع مطلع عام 775 ميلادياً، كان الجنية الإسترليني هي العملة المحلية خلال تلك الفترة، حيث أن قيمته كانت تعادل نحو رطلاً من الفضة، وبالتالي فإن من كان يمتلك هذه العملة الثمينة وكأنه امتلك ثروة عظيمة.
أما في عام 928 ميلادياً خلال فترة حكم الملك "أثيلستان" في إنجلترا، تم اعتبار الجنية الإسترليني كعملة وطنية للبلاد، وخلال هذه الفترة قام بتدشين عملية "سك العملات" وذلك لكي يكفي احتياجات الدولة من الأموال، وفي هذا الوقت كان بإمكان الجنيه الإسترليني الواحد أن يشتري نحو 15 بقرة تقريباً.
وفي عام 1690 أمر الملك "ويليام" الثالث بتأسيس البنك المركزي في إنجلترا، وذلك بعد الهزيمة التي تلقاها الجيش البريطاني من قبل فرنسا في المعركة البحرية "بيتشي هيد"، وبالفعل تم تأسيسه في عام 1694، وقد تمكن "وليام" من تجميع نحو 1.2 مليون جنيه استرليني خلال 12 يوماً فقط، وحرص على استغلال نصف هذا المبلغ لإعادة بناء الجيش البحري الذي تم تدميره جراء هذه الحرب.
وللمرة الأولى في تاريخ الجنية الإسترليني وفي عام 1717، أعلنت الحكومة البريطانية عن تقييم الجنية الإسترليني بمعيار الذهب بدلاً من الفضة، وقام "إسحاق نيوتن" بتحديد سعر أوقية الذهب عند 4.25 جنية إسترليني، وظل هذا لمدة 200 عام تقريباً.
وخلال القرن التاسع عشر وتحديدا في عام 1914 أوقفت بريطانيا معيار الذهب، وذلك بعد ارتفاع معدل التضخم أثناء الحرب العالمية الأولي، الأمر الذي دفعها إلى خفض قيمة الجنيه الإسترليني حتى نهاية الحرب، حيث كان الجنيه الإسترليني حينها يعادل نحو 4.70 دولار، وفي عام 1925 أعاد "تشيرشل" معيار الذهب مقابل الجنية ليبلغ قيمته نحو 4.86 دولار.
وانخفض الجنية الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ووصل إلى 3.69 دولار خلال عام 1934، ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية في عام 1940 تراجع الجنية مقابل الدولار ليسجل نحو 4.03 دولار، الأمر الذي دفع حكومة المملكة المتحدة إلى ربط أداء عملتها بالدولار الأمريكي، وبعد هيمنة الدولار الأمريكي على السوق وارتفاعه بنسبة كبيرة مقابل الجنية الإسترليني، وبالتالي أصبح هو عملة الاحتياطي الفيدرالي خلال عام 1955.
ومع مرور السنوات الماضية تعرض الجنيه الإسترليني للكثير من الأزمات والانخفاضات والتراجعات بدءاً من الأزمات الاقتصادية البريطانية وارتفاع معدل البطالة والتضخم مروراً بانفجار فقاعة "دوت كوم" وانهيار مجموعة ليمان براذرز المصرفية واندلاع الأزمة العالمية وحتى عام 2016 الذي شهد على تصويت البريطانيون لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، والتي من المنتظر أن تبدأ الخروج في بريكست مارس 2019، ومنذ هذا التاريخ تعرض الجنية الإسترليني لأكبر خسائر يومية مسجلاً أدنى مستوياته أمام الدولار خلال 30 عاماً، ليبلغ حينها نحو 1.33 دولار