- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
بيانات قطاع المنازل تؤكد على تراجع أنشطة القطاع، وبرنانكي يؤكد على أن الاقتصاد الأمريكي يواجه مستقبلاً مجهولاً نوعاً ما
شهد الاقتصاد الأمريكي أسبوعاً مليئاً بالأحداث على الرغم من قلة البيانات والأخبار الاقتصادية التي صدرت عنه، مع الإشارة إلى أن أخبار الأسبوع الماضي تركزت على أداء قطاع المنازل الأمريكي، لتظهر المزيد من التراجع في أنشطة القطاع خلال الفترة الماضية، هذا في الوقت الذي واصلت فيه الشركات الأمريكية الإعلان عن نتائجها المالية الخاصة بالربع الثاني من العام الجاري 2010، إلا أن خبراً هز الأسواق تمثل في تصريحات رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي أكدت على أن الاقتصاد الأمريكي يواجه مستقبلاً مجهولاً نوعاً ما.
بداية الأسبوع كانت مع صدور بيانات المنازل المبدوء إنشائها والخاصة بشهر حزيران، والتي أظهرت تراجعاً بأكثر من التوقعات، إلا أن تصريحات البناء أظهرت ارتفاعاً خلال الفترة ذاتها وبأعلى من التوقعات، الأمر الذي يؤكد على أن قطاع المنازل الأمريكي لا يزال يبحث عن استقراره الكامل وسط التحديات الجمة التي تواجه الاقتصاد الأمريكي.
وما دعم تلك النظرة الضبابية حول مستقبل قطاع المنازل الأمريكي، كان مع صدور بيانات مبيعات المنازل القائمة، حيث شهدنا انخفاض تلك المبيعات خلال شهر حزيران، إلا أن ذلك الانخفاض جاء بأفضل من التوقعات، الأمر الذي وفر للمستثمرين قليلاً من الثقة بأن تراجع أداء قطاع المنازل الأمريكي خلال الفترة الماضية لم يكن عميقاً بالدرجة التي تصورها الجميع.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن أنشطة قطاع المنازل الأمريكي بدأت بالتراجع عقب انتهاء مدة العمل ببرنامج "الإعفاء الضريبي" خلال شهر نيسان، ذلك البرنامج الذي أقرته الحكومة الأمريكية لمساعدة القطاع الذي بدأ الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، وكان يقضي بإعطاء تخفيضات ضريبية لمشتري المنازل لأول مرة، مع العلم بأن عوامل أخرى أسهمت في تراجع أداء القطاع خلال الفترة الماضية، تلخصت في ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، تشديد شروط الائتمان، ناهيك عن ارتفاع قيم حبس الرهونات العقارية، حيث عملت جميع تلك العوامل على إثقال كاهل مستويات الطلب على المنازل في الولايات المتحدة.
وعلى الأرجح فإن قطاع المنازل الأمريكي سيواصل معاناته من تبعات أسوأ أزمة مالية تعم البلاد منذ الكساد العظيم، وذلك وسط ضعف الأنشطة الاقتصادية في كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي، مع الإشارة إلى أن التوقعات تشير إلى أن الأوضاع الاقتصادية لن تتحسن بشكل جيد في المستقبل القريب.
وصولاً إلى المؤشرات القائدة، والتي صدرت قراءتها الخاصة بشهر حزيران عن الاقتصاد الأمريكي، لتؤكد على أن الأنشطة الاقتصادية ستشهد تراجعاً خلال الفترة القادمة، الأمر الذي تأكد أيضاً من خلال تصريحات رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي، والذي أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي يواجه مستقبلاً مجهولاً نوعاً ما، حيث قال برنانكي: "اقتصادنا يواجه احتمالات مجهولة بدرجة غير عادية"، مجدداً على أن الفدرالي الأمريكي يقف على أهبة الاستعداد لاتخاذ المزيد من الخطوات لدعم النمو الاقتصادي في البلاد "بحسب الحاجة"، وسط تباطؤ وتيرة الانتعاش والتعافي في الولايات المتحدة.
وقد أشار برنانكي في شهادته أيضاً إلى أن ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، إلى جانب تشديد شوط الائتمان، واصلت إثقال كاهل مستويات الإنفاق في البلاد، إلى جانب إثقال كاهل الاستثمار في الولايات المتحدة، إلا أن برنانكي جدد إيمانه بأن التضخم سيبقى تحت السيطرة خلال العامين المقبلين.
رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي أكد أيضاً في شهادته حول تقرير السياسة النقدية الأمريكية أمام اللجنة البنكية في الكونغرس الأمريكي على أن البنك الفدرالي الأمريكي يعد العدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات الخاصة بالسياسة النقدية للبنك الفدرالي الأمريكي وبقدر "الحاجة" لذلك، مشيراً إلى ان النظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي لا تزال غير مؤكدة وتكتنفها حالة من الغموض، حيث قال برنانكي: "اقتصادنا يواجه احتمالات مجهولة بدرجة غير عادية"، مجدداً على أن الفدرالي الأمريكي يقف على أهبة الاستعداد لاتخاذ المزيد من الخطوات لدعم النمو الاقتصادي في البلاد.
كما وأسهمت تأكيدات برنانكي على أن البنك الفدرالي الأمريكي سيتدخل عند الضرورة لدعم النمو الاقتصادي في البلاد، في حالة التخوف التي سادت الأسواق فور انتهاء برنانكي من شهادتته، حيث رأى المستثمرون بأن ذلك يعد بمثابة تأكيداً على أن الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة ستشهد المزيد من التراجع في الفترة المقبلة، الأمر الذي قد يقود البنك الفدرالي الأمريكي للعمل ببعض البرامج التحفيزية والتي انتهت مدة العمل بها مجدداً كبرنامج شراء السندات المدعومة بقيمة الرهن العقاري.
وعن أداء الأسواق خلال الأسبوع الماضي، فقد شهدت الأسواق وبالأخص أسواق الأسهم الأمريكية تأرجحاً كبيراً خلال الأسبوع الماضي، وذلك بسبب تخوف المستثمرين حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي من جهة، ومن جهة أخرى تقارير الأرباح الصادرة عن الشركات الأمريكية التي جاءت في مطلع الأسبوع الماضي مخيبة للآمال، إلا أن تلك التقارير نجحت في التغلب على التوقعات عقب بداية الأسبوع لنشهد ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل جيد مع نهاية الأسبوع الماضي.
أما الدولار الأمريكي فقد شهد تأرجحاً أيضاً خلال الأسبوع الماضي، تماماً كما توقعنا مسبقاً، وذلك بسبب ما تشهده الأسواق من حالة عدم يقين بخصوص مستقبل نمو الاقتصاد العالمي من جهة، وبالتالي كان الدولار الأمريكي قادراً على اكتساب زخم جيد بصفته أحد الأصول ذات العائد المتدني، إلا أن تلك المخاوف سرعان ما تلاشت ليبدأ الدولار بخسارة زخمه مرة أخرى.
وفي النهاية فلا بد لنا من التأكيد على أن الأسبوع الماضي كان مليئاً بالارتفاعات من جهة والتراجعات من جهة أخرى، وبالتالي فلا بد لنا من توقع أن تكون الفترة المقبلة مليئة بالتقلبات في الأسواق المالية، في ظل إعلان المزيد من الشركات الأمريكية عن نتائجها المالية، كما وأن المزيد من البيانات والأخبار ستصدر عن الاقتصاد الأمريكي، لذا فقد بات جلياً الآن عزيزي القارئ بأن الاقتصاد الأمريكي بفقد بعضاً من قوة عجلة التعافي والانتعاش، والسؤال المطروح الآن .. ما هو حجم التباطؤ الأخير في الأنشطة الاقتصادية ضمن الاقتصاد الأكبر في العالم؟