بعض الطلب على الذهب بعد انخفاضه
شهدنا في جلسة افتتاح تداولات اليوم موجة هابطة سيطرت على أسواق المعادن الثمينة، إذ أن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي ولد موجة من جني الأرباح من قبل العديد من المتداولين في أسواق المعادن الثمينة، إلى جانب من اتجه نحو الدولار لمحاولة اكتساب فرف سعر الصرف السوقي للدولار، خاصة بعد ارتفاعه الكبير مقابل الين الياباني.
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي هذا اليوم من مستوى 76.00 ليلامس الأعلى له هذا اليوم عند 76.32 أيضا بسبب ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في ضوء استمرار عدم التأكيدات بشأن الإقتصاد العالمي. قام بنك اليابان اليوم في التدخل في أسواق صرف العملات الأجنبية، حيث قام ببيع الين و شراء العملات الأخرى أهمها الدولار الأمريكي، هذا ما ساعد على أن تجتاح الأسواق موجة من قوة الدولار أثرت سلبا على أسعار السلع في العالم، منها أسعار المعادن الثمينة.
سعر الذهب قد انخفض اليوم من الأعلى 1744.79 دولار للأونصة ليلامس الأدنى له عند 1704.60 دولار. كذلك، انخفض سعر الفضة بشكل واضح، حيث اكتفى في الأعلى له هذا اليوم عند 35.40 قبل أن يبدأ في موجته الهابطة لحقق الأدنى له حتى هذه اللحظة عند 34.10 دولار. بالنسبة لسعر البلاتين، فقد انخفض أيضا خلال جلسة اليوم، و نراه في هذه اللحظات يتداول بانخفاض أيضا، حيث حقق خلال جلسة نيويورك الأدنى عند 1607.00 دولار للأونصة بانخفاض من مستوى 1621.00 دولار، هذا و قد كان قد أغلق جلسة الأسبوع الماضي فوق 1640.00 دولار للأونصة.
عند النظر إلى حركة أسعار المعادن الثمينة، سوف نرى بأن انخفاض السعر اجتذب بعض الطلب لها، حيث أن هنالك مضاربات إلى جانب بعض الطلب على الملاذ الآمن و التحوط اتجهت إلى أسواق المعادن الثمينة. فنرى بأن الذهب بعد أن لامس الأدنى له عاد للتداول حاليا حول مستويات 1722.00 دولار للأونصة، فيما سعر الفضة الآن يتداول حول مستوى 34.40 دولار للأونصة، أما البلاتين، فهو يتداول الآن حول سعر 1618.00 دولار للأونصة. إن الارتفاع الذي شهدته أسعار المعادن الثمينة بعد ملامسة الأدنى لها، تدل على أن هنالك طلب جيد في السوق في ظل انخفاض السعر الذي سبب إقبال المضاربين للمعادن الثمينة.
نتساءل هل المضاربون فقط هم الذين قاموا بطلب المعادن الثمينة اليوم بعد انخفاض سعرها، أم أن البيانات الإقتصادية لعبت دورا في ذلك. إذ لدينا موعد هذا الأسبوع مع قرارات البنوك المركزية الرئيسية في العالم منها الفيدرالي الأمريكي و البنك المركزي الأوروبي، إلى جانب بيانات الوظائف الأمريكية، و هذه البيانات تجعل العديد من المتداولين يحاولون تخفيض مخاطرة الأصول، خصوصا مع اجتماع قادة الدول العظمى الـ 20 خلال الأسبوع، و بذلك، نرى بعض الطلبات على المعادن الثمينة في سبيل تخفيض المخاطرة و هي تتخذ شكل طلب احتياطيات تحوط من المخاطر.