إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

بعد مئة عام من العزلة .. ماركيز يرحل بصمت

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
بعد مئة عام من العزلة .. ماركيز يرحل بصمت
استيقظت أمريكا اللاتينية صباح الخميس على وقع خبر رحيل الكاتب والروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، عن عمر يناهز الـ 87 عاماً، وذلك عقب إصابته بالتهاب رئوي حاد في الأيام الأخيرة، مما استدعى دخوله إلى أحد مستشفيات العاصمة المكسيكسة مكسيكو سيتي.

وفاة ماركيز جاءت لتكمل عاماً حزيناً على أمريكا اللاتينية، بالتزامن مع مرور الذكرى السنوية الأولى لرحيل الزعيم البوليفاري هوغو تشافيز، الرئيس الحادي والستين لجمهورية فنزويلا البوليفارية، وللمفارقة، فقد احتفل ماركيز بعيد ميلاده الـ 87 في السادس من آذار/مارس الماضي، أي عقب يوم واحد من مرور الذكرى السنوية الأولى لرحيل تشافيز.

ويعتبر ماركيز أحد أهم كتاب الرواية في أمريكا اللاتينية، بل وفي العالم أجمع، حيث حاز على جائزة نوبل للأدب في العام 1982، وتمثلت جمالية روايته في ما يعرف في عالم الرواية والأدب بالواقعية السحرية، والتي تقوم على مزج العديد من العناصر ضمن إطار أدبي واحد يصعب معه التفريق بين ما هو حقيقي وما هو خيالي.

كانت لماركيز العديد من الروايات التي أصبحت راسخة في الأدب اللاتيني، والتي أظهرت ميوله اليسارية، الأمر الذي يرجعه العديد من النقاد إلى الموروث اليساري في أمريكا اللاتينية، في حين لا بد لنا من الإشارة إلى أن إبداع ماركيز استند أيضاً إلى "حيوية أسلوبه النثري، وثراء اللغة التي كان يعبر بها عن خياله الممتد".



ولد ماركيز في مقاطعة ماجدالينا الكولومبية في العام 1927، علماً بأن سنة ميلاد ماركيز بقيت عصية على جميع، فتضاربت الآراء في ذلك، حتى حسم بنفسه هذا النزاع من خلال روايته الشهيرة "عشت لأروي"، والتي صدرت في العام 2002، حيث أعلن ماركيز أنه ولد في العام 1927.

تلقى ماركيز دراسته الجامعية في مجال القانون في العاصمة الكولومبية بوغوتا، وذلك بناءً على رغبة والديه، إلا أنه لم يتمكن من إنهاء مسيرته الجامعية بسبب أعمال الشغب الدامية التي اندلعت في التاسع من نيسان/أبريل في بوغوتا بسبب اغتيال الزعيم الشعبي خورخي إلييثير جايتان.

ترك المحاماة، وتفرغ للصحافة، حيث عمل كمراسل صحفي للعديد من الصحف، فيما ربطته علاقة صداقة وثيقة بالزعيم الكوبي فيديل كاسترو، ودافع عن كوبا في الكثير من المناظرات الأدبية، الأمر الذي أدى إلى منعه من دخول الولايات المتحدة الأمريكية في فترة زمنية معينة.

تأثر ماركيز بشكل رئيسي بروايات فرانتس كافكا، وبالأخص رواية "المسخ"، وحمل حلماً بأن يكون كاتباً، ناضل من أجل ذلك، ليكون أحد أعمدة الأدب بلا منازع في أمريكا اللاتينية، وتترجم رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة.

توقف ماكيز عن الكتابة في العام 2006، ولكن قلبه لم يتوقف في ذلك العام، واليوم، يرحل ماركيز تاركاً لنا رصيداً غنياً من أدب الواقعية السحرية، "مئة عام من العزلة"، "الجنرال في متاهته"، "الحب في زمن الكوليرا"، "عشت لأروي"، "خريف البطريرك"، "في ساعة نحس".

وداعاً أمير الواقعية السحرية .. وداعاً غابرييل ماركيز.
 
عودة
أعلى