لجنة الأخبار
مشرف
- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
يتساهل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشكل مثير للدهشة مع البنوك ومستثمريها، بحسب رؤية تحليلة حديثة.
وفي الأسبوع الماضي فقط على سبيل المثال، سمح المسؤولين مجدداً للبنوك بالاستمرار في دفع توزيعات الأرباح للمساهمين، على الرغم من أن هذه الممارسة تؤدي لتآكل رأس المال الذي سيحتاجونه للتغلب على الأزمة الحالية.
ويأتي ذلك في سياق رؤية تحليلية نشرتها وكالة "بلومبرج أوبينيون" لأستاذ علوم الاقتصاد بجامعة روتشستر ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في ولاية مينيابوليس خلال الفترة من عام 2009 وحتى عام 2015 "نارايانا كوشرلاكوتا".
لماذا الكرم؟ يرجع جزئياً إلى أن مسؤولي الفيدرالي متشابهون للغاية، ومن المرجح بشدة أن يتعاطفوا مع البنوك والمستثمرين بدرجة أكبر مما يفعلون مع المجموعة الأوسع من الأمريكيين الذين يفترض أنهم يدافعون عن مستوى معيشتهم، وهذا أمر يحتاج للتغيير.
ومع زيادة عدد حالات الإصابة بوباء كورونا التي تعطل محاولات العديد من الولايات الأمريكية في إعادة فتح اقتصاداتها، فإن الولايات المتحدة ربما تواجه ركوداً ممتداً في التوظيف والنشاط الاقتصادي.
ونتيجة لذلك، من المحتمل أن تعاني المؤسسات المالية من خسائر كبيرة، حيث أثبت الكثير من الأشخاص والشركات أنهم غير قادرين على سداد القروض.
وفي ضوء هذه المخاطر السلبية الهائلة، حث المراقبين - بما في ذلك رئيسة الفيدرالي السابقة جانيت يلين ورئيسة شركة تأمين الودائع الفيدرالية شيلا بير - المركزي الأمريكي مراراً على تعليق كافة التدفقات الرأسمالية الخارجة بما في ذلك توزيعات الأرباح.
وحتى الوقت الحالي، تجاهل الفيدرالي النصائح رغم أن نظرائه في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة طالبا البنوك بوقف توزيعات الأرباح.
وفي مقابلة أجريت في الشهر الماضي، قدم نائب رئيس الفيدرالي للإشراف والتنظيم "راندال كوارلز" نوعاً من التفسير: اتخذ المستثمرين القرارات بناءً على توقعات دخل توزيعات الأرباح، كما أن المستثمرين الأمريكيين يعتمدون على مثل هذا الدخل أكثر من الأوروبيين.
وبعبارة أخرى، فإن الفيدرالي ينحي وظيفته جانباً (إلى حد ما) لمنع تكرار عمليات الإنقاذ الممولة بأموال دافعي الضرائب كما حدث في عام 2008؛ نظراً لأنه يرغب جزئياً في حماية مستثمري البنوك من عواقب الوباء.
وبغض النظر عن فكر "كوارلز" غير المنطقي، فإن الافتقار لوجود مدفوعات مضمونة هو ما يميز المساهمين عن الدائنين، وعلى أية حال يمكن للمستثمرين بيع الأسهم إذا كانوا في حاجة فعلية إلى السيولة النقدية (الكاش).
ويكشف تفكير نائب رئيس الفيدرالي النقاب عن دور التعاطف في صنع السياسات.
ويتمتع العديد من كبار المسؤولين في الفيدرالي - بما في ذلك "كوارلز" والرئيس جيروم باول ونائب الرئيس "ريتشارد سلريدا" وعضوة البنك "ميشيل بومان" - بخبرة واسعة في الاستثمار والعمل مع المؤسسات المالية.
لذا فإنه ليس من المفاجئ أن يكون صناع السياسة بالفيدرالي متوافقون بشكل خاص مع مخاوف المستثمرين.
وجاءت المعارضة الوحيدة من جانب عضوة الفيدرالي "ليل برينارد" والتي كانت مسؤولة في المركزي الأمريكي وفي وزارة الخزانة في معظم ربع القرن الماضي.
وبعبارة أخرى، فإن تشابه الخلفيات بين قيادة الفيدرالي وبين ما ينتج عن ذلك من تناغم التعاطف يمنع البنك المركزي من فعل الشيء الصحيح للبلاد.
وهذا هو السبب في أن قانون الاحتياطي الفيدرالي يتطلب أن يكون مجلس المحافظين ممثلاً لمجموعة متنوعة من المصالح الاقتصادية.
ولهذا السبب كذلك يحتاج المجلس إلى المزيد من الأعضاء الذين تسمح لهم تجارب الحياة بالتعاطف مع العاطلين عن العمل والمزيد من الأعضاء الذين يسمح لهم العرق بالتعاطف مع تجارب الأمريكيين السود والأمريكيين اللاتينيين، خاصةً بالنظر إلى الأدلة المستمرة على التمييز العنصري من جانب البنوك وغيرهم من جهات إقراض المستهلكين.
ويمكن للمرء فقط أن يأمل في أن يركز الرئيس ومجلس الشيوخ بشكل أكبر بكثير على التنوع عندما يقومون بالتعيينات ومراجعتها في المستقبل، حيث إن قوة الاقتصاد للبلاد تعتمد على هذا الاختيار.