إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

بعد استقالة باباجان.. ما مستقبل حزب العدالة والتنمية التركي ووحدته؟

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا



لم تكن خسارة حزب العدالة والتنمية التركي لانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى المعادة لتمر دون أن تؤثر في المشهد السياسي، فالحزب الذي لم يخسر أي انتخابات منذ وصوله للسلطة يتعرض لاختبار لشعبيته بعد استقالة أحد مؤسسيه علي باباجان مما قد يؤثر على القاعدة الجماهيرية للحزب.

وبعد استقالته من الحزب شُطب اسمه من مجموعة مؤسسيه على الموقع الرسمي، وقال باباجان في خطاب الاستقالة "كنت أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية عام 2001 وأنا فخور بأنني أسهمت قدر الإمكان في تطوير بلادنا، وخلال تولي منصبي كنت مؤمناً بالمبادئ والقيم التي أعلنها حزبنا، لكن في السنوات الأخيرة نشأت فجوة عميقة بين العمل الحقيقي والمبادئ في كثير من أنواع الأنشطة، مما شكل صدمة كبيرة بالنسبة إلي".

وأضاف "العالم تغير سريعاً، وباتت تركيا تواجه تحديات كثيرة" مبيناً أن البلاد بحاجة إلى رؤية جديدة للمستقبل، وأنه لا بد من محللين وإستراتيجيين وبرامج جديدة تستجيب لروح العصر.

واعتبر أنه يشعر مع كثير من زملائه بالمسؤولية التاريخية للقيام بهذا العمل الذي سيكون حسب رأيه ممكناً في حال إشراك كوادر جديدة، مضيفا "في هذا السياق يعد استمرار عضويتي في حزب العدالة والتنمية أمراً مستحيلا".

ويقول مراقبون: على الرغم من أنه ليس متوقعاً لأي حزب جديد أن يكون بنفس قوة "العدالة والتنمية" في بداياته فإن ذلك ليس مطمئناً للعدالة والتنمية في ظل حالة الاستقطاب وتقارب الحظوظ في المحطات الانتخابية الأخيرة، وفي ظل توحد بعض قوى المعارضة مؤخرا.




بطاقة شخصية
ولد باباجان عام 1967، ودخل غمار السياسة عام 2002 بوصفه أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية وعضو مجلسه التنفيذي، وانتخب عضواً بمجلس النواب عن مدينة أنقرة نفس العام، ثم عين وزيراً للشؤون الاقتصادية ليصبح أصغر عضو بمجلس الوزراء وعمره 35 عاماً.

ساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي محققاً انتعاشه بعد عامين من مباشرة عمله، عقب سنوات عجاف من الأزمات الاقتصادية التي عانت منها البلاد، ثم شغل منصب وزير الخارجية وشؤون المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، قبل أن يتولى وزارة الاقتصاد عام 2007، بعد انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً للوزراء، وعبد الله غل رئيساً للجمهورية، وظل وزيراً للخارجية حتى 2009.

حزب جديد
الكاتبة الصحفية بصحيفة "خبر تورك" ناغيهان آلتشي قالت في مقال إن باباجان يسعى لتأسيس حزب جديد، وكان من المحتمل أن يسمى "الحرية والعدالة" أو "الحرية والرفاه" ثم طلب باباجان ألا يكون هناك تشابه في الاسم مع حزب العدالة والتنمية أو حزب الرفاه الذي أسسه الراحل نجم الدين أربكان.

وأضافت الصحفية أنه بعد ذلك اقتُرح اسم "الحرية والقانون" الذي يعتقد أنصار باباجان أنه الأنسب للفلسفة السياسية وللمطالب الاجتماعية الحالية، موضحة أنهم كانوا يريدون إطلاق الحزب في سبتمبر/أيلول، لكن هناك من يقول إنه قد يعلن عنه في الشهر الحالي.

واعتبرت أن غل سيكون "صانع ألعاب، وموجهاً روحياً للسياسي الطامح، وسيقدم الدعم اللازم له، في حين سيبقى خلف الستار".

كما تتكهن بعض وسائل الإعلام التركية بأنه من الممكن أن تشهد البلاد تشكل عدة أحزاب أخرى، وجميعها على يد سياسيين سابقين بالعدالة والتنمية، أبرزهم أحمد داود أوغلو الذي يختلف في تصوراته عن البقية ولا يزال عضواً بالحزب الحاكم، ووزير المالية السابق وصاحب التصريحات المثيرة محمد شيشمك.

مواجهة التحديات
وفي هذا السياق، قال القيادي بالعدالة والتنمية رسول طوسون للجزيرة نت إن تحركات باباجان وأصدقائه لن تكون بهذه السهولة، خصوصاً أن منافسة أردوغان "تحتاج إلى الكثير من المغامرة".

وأضاف طوسون -الذي عمل مع باباجان في الحزب ووزارة الخارجية- إن باباجان "شخصية اقتصادية وليست ذات خبرة سياسية" ولم يختلط بالجمهور، لذلك "تأثيره على الحزب بوجود أردوغان الذي لا منافس له سيكون ضعيفا، وربما يكون هناك انعكاس سلبي بأنه ترك الحزب بعد تولي المناصب عبره".

وزاد أن "العدالة والتنمية" حقق طموح المواطنين عام 2001 بسبب الانسداد السياسي والأزمات الاقتصادية، فكسب أغلبية البرلمان وشكل الحكومة منفرداً، وليس متوقعاً لأي حزب جديد أن يكون بنفس القوة في بداياته، فظروف البلاد اليوم مختلفة، والحزب الحاكم ما زال قويا.

وتوقع طوسون أن الحزب الجديد الذي سيشكله باباجان سيكسب من قاعدة "العدالة والتنمية" الجماهيرية لأنه يحظى بدعم غل، ومن المتوقع أن ينضم له عدد من نواب "العدالة والتنمية".

ومن أجل مواجهة هذا التحدي، شدد طوسون على ضرورة التغيير وإجراء تصويبات حقيقية واحتواء القيادات السابقة لتلعب دوراً حقيقياً داخل الحزب.

ومؤخرًا، نقلت صحيفة "خبر تورك" عن مصادر أن باباجان سلّم أردوغان ملفاً يتضمن الملاحظات على نظام الحكم الرئاسي الجديد، وعلى الأداء الاقتصادي، وأن أردوغان عرض عليه العمل المشترك لحل المشاكل من داخل الحزب، لكن الأخير أصر على مغادرة الحزب.

وقال أردوغان لباباجان إن "هذا الأمر تكرر كثيراً في السابق، ولم تنجح محاولات تأسيس أحزاب جديدة، فهو أمر صعب، وعليكم ألا تتمسكوا به، ولكن إن كنتم تريدون ذلك فافعلوه بأقرب وقت ممكن".
 
عودة
أعلى