إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

بشار وداعاً لـ"التقية"، وأهلاً بـ"البوشية" ولو على طريقة عادل إمام

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
بشار وداعاً لـ"التقية"، وأهلاً بـ"البوشية" ولو على طريقة عادل إمام

بحوالي 5 آلاف كلمة، من الكلام الأجوف والمكرر، "شنف" جلساء بشار الأسد أسماعهم بمطولة من مطولات الزعيم العبقري، خلال لقاء به في إفطار "ليلة القدر"!
لم يختر بشار أن يظهر على السوريين كالعادة ليحضر "احتفال ليلة القدر" ويصلي في "الصف الأول"، ربما لأنه أدرك أنه لم يعد من مجال ولا فائدة لـ"التقية"، والدليل أن بشار أكد على المذهب البوشي (المنسوب لجورج بوش)، فكرر عبارة من ليس معنا فهو ضدنا، التي قالها منذ الأيام الأولى للثورة عليه وعلى حكمه الطغياني الفاسد.

وبغض النظر عن كثير من الجمل المكررة والتي لامعنى لها –وهي كثيرة-، فقد كان لافتا ذكر بشار لمن سماهم "الوهابيين"، ونعتهم بالإرهاب والدموية، وهو ما كان يردده إعلام النظام منذ بدايات الثورة، وهذا التطرق من بشار لـ"الوهابيين" بالاسم، يثبت أحد أمرين، إما أن الإعلام كان يتلقى "الإلهام" مباشرة من رأس بشار في صورة تعليمات محددة، وإما أن بشار ولكثرة تصديقه إعلامه بات يتبنى خطاب هذا الإعلام!
ذمَّ بشار "الكذب" و"النفاق"، لكنه أصر على أن يبدأ مطولته ويختمها بهما، فقد زعم منذ بداية هذره أنه اجتمع بجلسائه (فعاليات المجتمع!) "على الخير ومحبة الوطن"، و"لنتذكر بأن هناك رجالاً ضحوا بحياتهم من أجل رفع شأن الوطن وإعلاء كلمة الحق".

وبعد سنوات طوال من تكريس نظام الأسد (الوالد والولد) للعبادات كطقوس وأمور احتفالية، ولاسيما منها رمضان، خرج "الفقيه" بشار ليقول لملأه إن شهر رمضان ليس "شهرا للاحتفال كما يمارس طقوسه البعض، بل هو شهر للعبادة نطهر فيه النفس من الشوائب التي تراكمت عبر الأيام وعلى مدار العام، وهو شهر للتربية نكرس فيه الأخلاق الحميدة ونرمم ما تآكل منها".

انفصام بشار لم يقف عند هذا الحد، فالشخص الذي تربى على المذهب "النعامي"، حيث لا مكان للاعتراف بأي مشكلة في نظام الأسد، والأمور كلها بخير، يقول بملء فمه: "نحن بحاجة لحوار صريح بعيد عن كل المجاملات التي هي في مثل هذه الظروف بالنسبة للمجتمع كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال لكي لا ترى ما الذي يحصل من حولها.. ودفن الرأس في الرمال من قبل المجتمع الآن يعني دفن الوطن في الرمال".
ومن منطلق "فهمه" باختصاص العيون، خاطب بشار جلساءه: "علينا أن نرى الأمور بعينين لكي تكون الرؤية ثلاثية الأبعاد"!
وعلى عكس ما كان يروج له حين أطلق هو ومؤيدوه عبارة "خلصت" أقر بشار في عبارة شديدة السذاجة: "نحن لا نستطيع أن نحدد متى تنتهي الأزمة، إن لم نكن قادرين على تحديد من ينهيها أولا، وهذا يعني أنه يجب أن نعرف من هو المسؤول عن إنهائها وكيف.. وبعدها يأتي سؤال متى"!
لكن من أخطر ما قاله بشار الأسد، وهو يتحذلق أمام جلسائه، عبارة وصف فيها من سماهم الإرهابيين بأنهم نتاج المجتمع السوري، فقال: "نحن نتحدث الآن أن هناك إرهابياً ولصاً ومرتزقاً يقتل من أجل المال ومتطرفا سورياً فهل هذا إنتاج خارجي.. هذا إنتاج المجتمع السوري.. ويجب أن نكون واضحين حول هذه النقطة وهذه واحدة من الثغرات ولولا هؤلاء لما أتى الآخرون من الخارج".

وهذه العبارة إن دلت على شيء فإنما تدل على مواصلة سياسة "التطهير" بحق السوريين الذين ثاروا على النظام، وليس ذلك وحسب، بل "تطهير" الأسر والأماكن التي تربوا في كنفها، كونهم "إنتاجا محليا" سهل للآخرين القدوم من الخارج!
واستعاد بشار نَفَسه "البوشي" بقوة، مستبدلا عبارة بأخرى، فبعد حديثه مطولا عما أسماه "الرمادية السياسية" عدلها في خطاب "ليلة القدر"، لتكون "الرمادية الوطنية"، موضحا بلغة استعلائية تقرر للناس ما يجب أن يفعلوه: "قلت، في السياسة هناك أطياف كثيرة، ويحق لأي مواطن أن يختار الطيف الذي يريده في السياسة، أما في الوطن فلا يوجد سوى طيفين أبيض مع الوطن وأسود ضد الوطن".

ولعل هذه العبارة تذكر مختلف السوريين والعرب بعبارة "الكوميديان" عادل إمام، التي كان يرددها في إحدى مسرحياته ساخر: "يا أبيض يا أسود".

وأبعد من ذلك، ذهب بشار إلى أن "الرمادية الوطنية عمليا هي حاضن للفوضى والإرهاب.. وهذه الحاضنة أو تلك الحاضنات أطلقت الوحوش إلى الساحة".

ولأنه في احتفال "ديني"، فقد عاد بشار ليستعرض "ثقافته الشرعية" مميزا بين "التواكل و"التوكل"، فقال: "البعض يتحدث عن الوضع الخارجي ويقول دول كبرى ويسلم أمره لله.. يعني على مبدأ التواكل وليس على مبدأ التوكل.. على مبدأ التوكل عندما نقوم بواجبنا فالله سيكون معنا بمعنى أننا سننتصر.. إذا وقفنا كلنا يدا واحدة أبيض ضد الأسود فأنا متأكد من دون أي تردد ومن دون مبالغة، وأنا لا أبالغ بأننا سنتمكن بسهولة وليس بصعوبة مع كل هذا الثمن القاسي والدماء التي سفكت سنتمكن بسهولة من الخروج من هذه الأزمة".

ولئن حاول بشار تخبئة كثير من سلوكه مفرط العدائية والتطرف تحت غشاوة من الكلمات، فقد قال كلامه الكثر تطرفا بلا مواربة، حين صرح أمام جلسائه: "بكل بساطة وبكل مرونة وبكل براغماتية وبكل الوسائل الممكنة إذا كان المطلوب الخروج من أزمة وطنية تؤثر على الجميع سلبا وتدمر الوطن فلا يوجد استثناءات لأي وسيلة يمكن أن تساعدنا في الخروج من هذه الأزمة، وأنا أقول كلاما مطلقا، لذلك هذا ما اتبعناه منذ بداية الأزمة".

أي إن بشار اعترف بأمرين، أولهما أنه لايقر بأي "محرمات" أو"خطوط حمر"، فكل شيء مباح في حربه على الشعب، لكن الأهم اعترافه بأنه اتبع هذه القاعدة الوحشية منذ بداية الأزمة، أي منذ كان السوريون يخرجون بقبضاتهم العارية، ينادون بالحرية.

وبوصفه حامي حمى الشرق الأوسط من "الإرهاب"، كان لابد لبشار أن يردد هذه الكلمة ومشتقاتها قرابة 35 مرة في مطولته الإنشائية، وقد قال في أحد مقاطعها: "الإرهاب والسياسة هما نقيضان بشكل كامل لا يمكن أن يكون هناك عمل سياسي وتقدم على المسارات السياسية والإرهاب يضرب في كل مكان فلا بد من ضرب الإرهاب لكي تتحرك السياسة بشكل صحيح.. هذا لا يمنع أن يكون هناك مسار مواز.. إذا كنا نضرب الإرهاب وهناك مسار سياسي يسير بالتوازي لا يوجد مانع، من دون أن يكون هذا مبررا للتوقف عن مكافحة الإرهاب".

وادعى بشار أن "معظم الدول الإقليمية العربية وغيرها بدلت رؤيتها باتجاه الواقع بعد سنتين ونصف السنة تقريبا وأصبحت الأمور شبه واضحة لها، ما عدا عدد قليل منها ذات الفكر الوهابي والنهج الإخواني فهي ما زالت مستمرة وستستمر في سفك الدم السوري وفي غيها".

وانطلق بشار إلى لعبتي "التقسيمات" و"توزيع الشهادات" اللتين يحبهما، فقال: "لدينا في سوريا معارضة وطنية زجت بنفسها منذ الأيام الأولى في العمل السياسي والوطني، وجزء من هذه المعارضة يتواجد معنا في هذه القاعة!، وهناك معارضة لا وطنية لم يكن لها هدف سوى تحقيق المكاسب، وهناك معارضة حاولت أن تبتزنا في بداية الأزمة تحت عنوان نحن نوقف المظاهرات مقابل أن تعطونا مواقع في الدولة والحكومة، وطبعا لم يكن لهم علاقة حقيقية بالمظاهرات".

وهنا أقر بشار بشيء اسمه المظاهرات، كما أقر عن عمد وسبق إصرار بوجود "معارضة مصنوعة أسديا"، تحرص قبل الجميع على حضور خطابات من تدعي معارضته ومناوءته، بل ولا تجد غضاضة في الجلوس على موائد طعامه، باعتبارها معارضة "شريفة"، لايمكن أن تنطبق عليها عبارة "اطعم الفم تستح العين"!
ومباشرة وبعد أن وصف قسما من المعارضة قائلا: "هذه المعارضة ساقطة شعبيا وأخلاقيا ولا دور لها في حل الأزمة لأنها تسعى فقط للمكاسب"، قال بشار: "هذا الكلام ليس هجوما على الآخر.. لم أهاجم المعارضة في أي كلمة أو خطاب سابقا".

وكدليل جديد ودامغ على انقياده الأعمى لطائفيته، لم يسم بشار الأسد من بين كل المجازر التي ارتكبها في سوريا، إلا 4 مناطق هي جسر الشغور، حطلة، كرم الزيتون، خان العسل، وهي الأماكن التي قتل فيها شبيحته الطائفيون، الذين باتت فظائعهم معروفة للجميع.

وقطع بشار نهائيا مع كل من يريد الوقوف على الحياد، حين قال: "العناوين أصبحت واضحة، فالمواجهة هي بين الوطن وأعدائه وبين الجيش والإرهابيين وبين الدولة والخارجين عن القانون، وأي عنوان آخر لم يعد مقبولا على الإطلاق، ولم نعد في وارد أن نجامل بعض الغافلين عن الحقائق أو فاقدي الوعي الوطني والسياسي.. كل الطرق جربت ولم يبق سوى خيار واحد هو أن ندافع عن أنفسنا وبلدنا بأيدينا وفي مثل هذه الحال الكل يتطلع بشكل طبيعي وبديهي إلى القوات المسلحة..كلنا نحلم ولكن بالمحصلة الحلم لا يقفز فوق الواقع لو أردنا أن نقيم ما قامت به القوات المسلحة حتى الآن".

وتبين الجملة الأخيرة لوحدها أن كل ما ردده إعلام بشار عن "انتصارات الجيش" لم يكن سوى سلسلة من الأكاذيب، وإلا لما قال بشار بلسانه إن هناك واقعا يصعب القفز عليه عندما يريد تقييم عمل جيشه!
وعاد بشار ليؤكد من حيث لا يدري هزالة ما حققه جيشه، وأنه نفسه كان يستبعد تحقيقه، قائلا: "إذا أردنا أن نقيم القوات المسلحة أقول إنها تمكنت من تحقيق شيء ما يشبه المستحيل في هذه الظروف الصعبة.. لو أردنا أن نقيم الإنجازات على الخارطة السورية فمن الطبيعي أن نرى أن هناك تفاوتا بين منطقة وأخرى، لأن هناك عوامل متعددة تلعب دورها في أي معركة.. ومن البديهي أن يتفاوت معها الإنجاز".

وبعد إقراره بضعف جيشه في ميدان ما سماها "حرب العصابات، رأى بشار أن "الحل في هذا الموضوع هو الحرب الشعبية".. أي حرب تنشب بين كل مكونات الشعب!
ويبدو أن بشار أدرك فداحة ما قاله، فحاول الاستدراك لكنه زاد من قبح كلامه، فقال: "الآن في الإعلام لو سمعوا هذا الكلام سيقولون إن الرئيس السوري ألقى خطابا ودعا الشعب السوري إلى الحرب الشعبية.. نحن لا ندعو إلى ذلك لأن هذه الحرب بدأت منذ أكثر من عام وهي موجودة على الأرض والشعب السوري ساهم فيها بدافع ذاتي".

وكعادته، لم ينس بشار تلقين دروس الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة في توزيع الثروة الوطنية، فعرج على دول "يمنعون عن شعوبهم الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية.. دول تنتمي أنظمتها السياسية إلى العصور الوسطى وربما إلى العصور الجاهلية فلا برلمانات ولا انتخابات ولا مشاركة في القرار ولا في الثروة ولا في الوطن ولا في أي شيء".

وكبراءة اختراع سمى بشار خصومه بـ"الإسلاميين الجدد"، معتبرا أن "الغرب استخدم "المسيحيين الجدد" من أجل خدمة إسرائيل تحت عنوان المسيحية، والآن هو يستخدم "الإسلاميين الجدد" لتكريس الإسلام عبرهم لخدمة إسرائيل"!
ثم استدرك: "ربما أن كلمة "إسلاميون" لا يجوز أن نستخدمها، والأصح أن نسميهم "الجاهليون الجدد".. هذه هي الحقيقة".

إذن هي مطولة جديدة من مطولات بشار الإنشائية الجوفاء، حاولت "زمان الوصل" أن تلخصها، فخرجت بنتيجة واحدة وهي أن خطاب بشار كان في "ليلة الغدر"!!
 
عودة
أعلى