- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
ابرز تطور في السوق بعد المقررات الباردة للفدرالي الاميركي يوم امس كان تحذيرا صادرا عن صندوق النقد الدولي يحذر من مخاطر كبيرة تواجه الاقتصاد العالمي وهي ناتجة عن ازمة الديون الاوروبية كما من تجاوز الخطوط الحمر في عمليات التقشف الحادة التي حدثت في بعض البلدان المتقدمة. التقرير حث المعنيين على المستوى العالمي من اجل تنسيق عمل مشترك سريع يهدف الى تشجيع النمو وبالتالي خفض مستويات البطالة المرتفعة.
عن الولايات المتحدة توقع التقرير حدوث تقشف مالي قوي لا بد منه وهذا سيكون خطيرا جدا وهذا يجعل الخروج من ازمة اليورو مهمة ملحة وضرورية جدا.
التقرير هذا جاء ساعات قليلة بعد الاجتماع الدوري للفدرالي الاميركي الذي فاجأ السوق ببرودة قراراته وتردد رئيسه في مؤتمره الصحافي في توصيف الامور وتسميتها باسمائها ما جعل السوق متقلبا ومتوترا وساعد على استعادة الدولار بعضا من خسائر الايام الماضية التي حدثت بفعل رهانات على خروج المجتمعين بقرار يقضي بالمزيد من طباعة العملة.
قرار الفدرالي قضى بالاستمرار بسياسة بيع السندات للمدى المتوسط وشرائها للمدى البعيد بهدف تخفيض الفائدة البعيدة المدى ولم يقرر المزيد من التيسير الكمي فيما اكد رئيس الفدرالي برنانكي على جهوزية كاملة للتحرك فيما لو دعت الحاجة. السوق اعتبر كما هو حال المسؤولين في صندوق النقد الدولي ان الحاجة تدعو الان ولكن سادة الفدرالي يتحدثون عن تكلفة موجعة ترتبها عمليات طباعة العملة مجددا وبدوا مترددين في التسرع باللجوء الى هذا القرار.
قرار الفدرالي اراح الاسواق وطمأنها ام انه زادها توترا وخشية؟
في الواقع نرجح الحالة الثانية لان عدم لجوء الفدرالي الى التيسير الكمي لا يبدو انه نتج فقط من انعدام الحاجة الملحة الى مثل هذا القرار ولكن أكثر م نذلك من الخشية من كون مثل هذا القرار ستكون له مترتبات ونتائج مكلفة خاصة وانه سيأتي - فيما لو أتى - بعد قرارين سابقين كلفاه الفي مليار دولار واضعفا العملة الاميركية في حينه.
هذا الواقع يعني باستمرار اننا في مرحلة دقيقة وصعبة ليس فقط اوروبيا بل ايضا اميركيا وبالتالي على المستوى العالمي ككل.
على المستوى العالمي نرقب ما يستجد كل يوم في الصين والسلبيات غالبة عليه. اليوم اصدر مصرف " اتش اس بي سي " مؤشره للقطاعات التصنيعية الصينية فجاء على تراجع ومستقرا دون الخط الاحمر في المنطقة الخطرة على 48.1 نقطة. هذا يرتب على الصينيين مسؤوليات تحرك جديدة لتخفيض الفائدة خاصة فيما لو صدر المؤشر الرسمي لاحقا على هذا الاتجاه.
اوروبيا ثمة انقشاع ضئيل حدث اثر تصريحات تصالحية للمستشارة الالمانية اظهرت فيها بعض الليونة تجاه خيار اصدار سندات اوروبية معتبرة ان المانيا قد توافق على ضمان سندات تغطي ديون البلدان المعنية بالازمة. هذا التصريح اعاد الامل للمستثمرين الذين لم يفقدوا الامل من امكانية الاتفاق على سندات مشتركة كما يطالب الفرنسيون والايطاليون.
انفراج صغير من اليونان حيث نجح رئيس الحزب المحافظ بتشكيل الحكومة الجديدة التي ستكون حتما امام امتحانات عدة دقيقة وصعبة في المرحلة القادمة. ما حدث من تطورات ايجابية يبقى تحت خانة النجاحات السياسية والسوق يدرك جيدا ان المشكلة المالية هي الاساس وان ما تحقق من ايجابيات حتى الان لا يعدو كونه مقدمة فقط لما يجب تحقيقه.
*