إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

اوروبا في عطلة والبيانات الاميركية تحدد وجهة نهاية ...

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,633
الإقامة
قطر-الأردن
البيانات الاقتصادية التي صدرت من منطقة اليورو في الساعات الاربع والعشرين الماضية جاءت مخيبة للآمال ومثيرة لرهانات اضافية على اضطرار المركزي الاوروبي قبل نهاية العام الجاري لاقرار اجراءات تيسيرية جديدة دعما للاقتصاد ومنعا للانزلاق الى حالة من الانكماش يكون خطرها مديدا. الاجراءات المقدر قدومها من المرجح ان تكون على الطريقة الاميركية البريطانية اليابانية بطباعة العملة وضخها في عروق الاقتصاد المتردي بخاصة في الجنوب، والمقبل على جمود حتى في اول واكبر اقتصاد اوروبي- عنينا به الاقتصاد الالماني.

ما حدث مؤخرا هو التراجع الجديد للناتج المحلي الاجمالي في المانيا في الفصل الثاني، وتصحيح نتيجة الفصل الاول تراجعا ايضا بقراءة أخيرة. ايضا في فرنسا الوضع ليس على افضل حال، وفي منطقة اليورو عامة غني عن القول ان التعثر مستمر.

في الولايات المتحدة لا زالت الصورة مختلفة. بيانات التجزئة التي صدرت مؤخرا بقيت دون التوقعات ولكنها مع ذلك اعطت صورة لنمو مطرد ومطمئن لان الطلب الداخلي هو الركيزة الاساسية لتصريف الانتاج المحلي.
بناء عليه فان التوقعات لبيانات الانتاج الصناعي المنتظرة اليوم جيدة، ولا ننسى ان مؤشر " اي اس ام " الصادر مؤخرا اعطى فكرة حسنة بارتفاعه الى مستوى غير مسبوق للاعوام الثلاثة الماضية.
بيانات اليوم منتظرة اذا على وجهة حسنة ولكن تجاوزها التوقعات يبقى في خانة التشكك.. من هنا فاننا نبقى متحفظين جدا ( بورصة انفو ) على امكانية ان تكون سببا لتقوية الرهانات على رفع الفائدة في موعد مقرّب، وافادة الدولار بذلك.
التحفظ على امكانية تقوية الرهانات على رفع قريب للفائدة يتأتى ايضا من التقديرات المتعلقة بالتضخم، والتي تتضح ناحية مهمة اليوم منها، وهي المتعلقة باسعار المنتجين. التوقعات هنا غير عالية الحماس وضغوط تضخمية تبقى مستبعدة جدا ( ان بالنسبة للقيمة العامة للاسعار، او للقيمة النواتية ) ، ما يبقي لسادة الفدرالي النافذين مساحة مناورة كافية باتجاه عدم التعجيل برفع الفائدة قبل الفترة المقدرة حاليا، وهي الفصل الاول من العام القادم.

ايضا الانتباه مسلط اليوم الى مؤشر مديري المشتريات لقطاعات التصنيع من منطقة نيويورك، وهو الاول الخاص بالمناطق المختلفة لهذا الشهر. على هذا الصعيد لن نتفاجأ برؤية تراجع محدود، ولكن لن نكون هلعين لحدوث هذا الامر ، خاصة وان الشهر الماضي شهد ارتفاعا كبيرا لم يكن متوقعا. ان بقاء الرقم على المستوى المرتفع جدا البعيد عن الخط الاحمر على ال 50 نقطة يبقي الطمأنينة قائمة بان الانتاج بخير، وسيناريو النمو صحي للغاية.

اليورو ينهي الساعات الاولى من اليوم الاخير للاسبوع على راحة واضحة وهو مستمر بالعمل في المساحة دون ال 1.3400 مطمئنا كسواه من قطاعات المخاطرات الى تراجع التوترات نسبيا ، ان في اوكرانيا او الشرق الاوسط. قول الرئيس الروسي بان روسيا لا تريد القطيعة مع العالم طمأن الاسواق وادخل اليها نبضا جديدا لناحية ارتفاع الطلب على قطاعات المخاطرة، وتراجع الاقبال على الملاذات الامنة. ايضا غياب قطاعات واسعة اوروبية اليوم عن السوق يبقيه دون المستوى العادي من السيولة ويجعل المراوحة طاغية عليه، الى حين صدور المعطيات البيانية الاميركية.
بالمجمل لا يجب الانخداع بالصمود الجديد لليورو. الازمات هدأت ولم تُحل. الاقتصاد الاوروبي غير مطمئن على الاطلاق. كل ارتفاع للعملة الموحدة ستصطدم حتما بعروض قوية تحد منها وتدفع بها مجددا الى التراجع.
الاسترليني من جهته ارتاح اليوم الى صدور بيان النمو على استقرار وبحسب التوقعات له. الراحة هذه لم تنعتق طبعا بالتمام من مفاعيل تصريحات رئيسا لمركزي البريطاني " كارني " الذي اقفل الطريق كليا امام اي رفع للفائدة هذا العام ، وبالرغم من بوادر التحسن الاقتصادي المبشر. الارتفاعات ان حدثت لن تكون بقوة ذاتية بقدر ما هي استغلال لضعف طارئ ومؤقت للدولار، في حال فرضت البيانات المنتظرة جديدا عليه.
























 
عودة
أعلى