اليورو: ليس بالضعف الذي يعتقده الكثيرون

[طارق جبور]

الحركة الصعودية التي كانت مدفوعة منذ نوفمبر الماضي والى بداية فبراير بالتفاؤل بمسيرة الاقتصاد العالمي ومآل الازمة الاوروبية المنفرجة انتهت. هنا بدات المتاعب في اسبانيا ثم المأزق الايطالي فالازمة القبرصية. هذا سحب اليورو مجددا الى الوراء ولكن..
اسعار اليورو لا تتحدد فقط بفعل المستجدات الاوروبية بل ان ما يجري في الولايات المتحدة له الدور الفاعل ايضا.
*
بداية العام سرت مخاوف بان تكون اجراءات التخفيض في الانفاق التي تم اعتمادها ستنعكس على الوضع الاقتصادي سلبا. في الواقع العكس بدا صحيحا والبيانات الاقتصادية تتالت على منحى ايجابي . الى ذلك دخلت الرهانات على ان يعجل الفدرالي في انهاء دورة التيسير الكمي التي يعتمدها ما مكّن الدولار ودفع به الى الارتفاع.. ايضا مقابل اليورو.
*
في الاسابيع القليلة الماضية بدا من جديد ان اجراءات التقشف الاميركية بدأت تعطي مفعولها السلبي ولو بغير حدة. بيانات سوق العمل جاءت في هذا الوقت غير مطمئنة والكل يعلم اهمية مسار سوق العمل بالنسبة لسياسة الفدرالي النقدية. احتمالات تعديل هذه السياسة في العام الحالي تراجعت مجددا ما اعاد الضغط نسبيا على الدولار وقلل من تاثيرات الازمة القبرصية على اليورو وحد منها.
*
والان؟
*
قبرص لا تزال امام احتمالات عدة وال 17 مليار يورو لن تكون كافية.
ايضا ايطاليا في المجهول* .. وسلوفانيا .. ومالطا..
*
تقنيا يبدو واضحا ان الترند التراجعي لشهرين ماضيين انتهى بالارتفاع الواثق فوق ال 1.3000.
اليورو غير محصن بوجه تراجعات جديدة ولكنه محصن ضد انهيارات. مقاس ال 1.2850 مجددا غير مقفل ولكن تجاوز ال 1.3130 سيكون مبشرا جدا.
*
الخلاصة..
ان تطبع الوضع الاوروبي وانحسر تركيز السوق عليه فاليورو مؤهل لمزيد من الارتفاع. هو على المستويات الحالية مقابل الدولار متراجع عن القيمة التي يستحقها.
بالمدى المتوسط نحن في مساحة افقية عريضة. لن يخرج منها صعودا الا ان بدا بثقة ان اوروبا باتت على ارضية صلبة من حيث وضعها الاقتصادي ومستوى النمو فيها. هذا سيتطلب وقتا. ال 1.3300/25 من الممكن ان تكون سقف المساحة الافقية التي سنتحرك ضمنها.
إلا !!!
إن أصيب الدولار بمكروه كبير...

*
​