إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

الملك سلمان يكسر التقاليد...تحليل وانفوجراف من بريطانيا

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
محلل متخصص في شؤون الشرق الأوسط*
بالنسبة للمملكة السعودية، التي بنهجها المحافظ وعدم ميلها للتغييرات المفاجئة، فإن الأسابيع القليلة الماضية كانت غير عادية.
وكانت سرعة ونطاق القرارات التي اتخذها الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ أن خلف أخيه الملك الراحل عبدالله في يناير/ كانون الثاني الماضي، مفاجئة وفقا للمقاييس السعودية، كما أنها غير مسبوقة داخل المملكة.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فقد تخلت المملكة عن نهجها الحذر في التعامل مع الأزمات الإقليمية وتفضيلها للدبلوماسية الهادئة، بقرار شن غارات جوية في اليمن.
وأخذت السعودية فجأة دور القيادة، فيما يعرف على نطاق واسع في المنطقة على أنه حملة عسكرية مدعومة من الدول العربية السنية لكبح التمدد الشيعي الإيراني.
تعاقب الأجيال
لكن التغيرات داخل المملكة لم تكن أقل إثارة.
ففي يناير/ كانون الثاني الماضي، عُين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بشكل مفاجئ وليا لولي العهد، ليأتي في ترتيب وراثة الحكم بعد ولي العهد حينها الأمير مقرن بن عبدالعزيز.
ويعد الأمير محمد بن نايف الأول من بين أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة، الذي يضع قدمه على سلم تولى عرش البلاد.
كما اختار الملك سلمان ابنه الأصغر محمد ليتولى حقيبة الدفاع.
وكانت هذه التعيينات مهمة للغاية، لكن ما تلاها من تغييرات أكثر إثارة للدهشة.
وحل محمد بن نايف محل الأمير مقرن في منصب ولي العهد، وأصبح محمد بن سلمان وليا لولي العهد.
وبين عشية وضحاها، أصبحت المملكة التي اعتادت أن يحكمها ملوك في السبعينات أو الثمانينات من العمر تواجه مستقبلا قد يحكمها فيه ملك في الخمسينات من عمره، ويليه في سلم الحكم ولي للعهد في الثلاثينات من العمر.
وفي الحقيقة كان هناك تخمين بأن الملك الراحل عبدالله اختار الأمير مقرن لخلافة سلمان، لكي يشرف مقرن بنفسه على هذا الانتقال الحساس للسلطة بين الأجيال.
لكن الملك الجديد، وبجرة قلم، تخلى عن الحاجة لهذا الدور واستغنى عن الأمير مقرن.
مخاوف إيرانية
وأحد أكبر التغيرات في الساحة السياسية السعودية هو استبدال وزير الخارجية، سعود الفيصل، بعد أربعة عقود في منصبه.
ورحيل الفيصل بسبب ظروفه الصحية ليس أمرا مفاجئا. لكن لم يكن متوقعا تعيين بديل من خارج العائلة المالكة لأول مرة في تاريخ المملكة.
والوزير الجديد هو عادل الجبير، سفير المملكة إلى الولايات المتحدة. ويرجح أن اختياره كان عن قصد، لدرايته بسياسات القوة العظمى الوحيدة في العالم.


تولى محمد بن سلمان الابن الأصغر للملك منصب ولي ولي العهد
وتهتم المملكة العربية السعودية ودول الخليج باحتمال فرض الولايات المتحدة لاتفاق بين المجتمع الدولي وإيران فيما يخص الملف النووي، مما قد يؤدي إلى نفوذ إيراني أكبر في المنطقة.
وكما أظهر التدخل في الأزمة اليمنية، فإن الشأن الإيراني يأتي على رأس اهتمامات القادة السعوديين في الوقت الحالي.
ومن بين قرارات الملك سلمان مؤخرا، صرف مكافأة راتب شهر للعاملين بمؤسسات الجيش والشرطة.
وفي نفس الوقت، فإن ترقية الشخصين البارزين في حملة اليمن، وزيري الداخلية والدفاع، يعد إشارة لكل من يشكك في جدوى قرار العملية العسكرية، ويؤكد التزام القيادة السياسية بالخطة التي اختارتها.
وقد يثور لغط حول معارضة سرية داخل العائلة المالكة. لكنها في الغالب ستكون من أمراء كبار في السن ممن استبعدوا في التعيينات الأخيرة، أو ممن يرون أن التعيينات الأخيرة جاءت على عجلة ودون إعطاء فرصة للتوصل لإجماع داخل العائلة.
ويبدو أن الملك كان يفكر في هذا الاحتمال، فذكر في قرار تعيين أصغر أبنائه نائبا لولي العهد، أن القرار يحظى بدعم أغلبية أعضاء هيئة البيعة المعنية بضمان انتقال الحكم في السعودية.

الأسرة الحاكمة في السعودية
حقيقة جديدة
وربما يكون الملك ومستشاروه الشباب قد توصلوا إلى أن الطرق التقليدية لم تعد صالحة لمواجهة التحديات التي تواجهها المملكة في الداخل والخارج.
وفي الأيام الأخيرة، ألقي القبض على العشرات، واتهموا بالتخطيط لأعمال "إرهابية" باسم تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويستغل تنظيم "القاعدة" حالة الفوضى في اليمن لتقوية قاعدتها هناك، لشن هجمات على المملكة. كما تلعب إيران دورا كبيرا في العراق، وسوريا، وغيرها من مناطق الصراع.
ويتزامن ذلك مع استمرار انخفاض أسعار النفط وزيادة الإنفاق العام، بالإضافة إلى الحرب على اليمن.
وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة البترول السعودية المملوكة للدولة "أرامكو" خالد الفالح رئيسا لمجلس إدارة الشركة خلفا لوزير البترول الحالي على النعيمي.
ويتوقع أن تغيير النعيمي خلال الأشهر القادمة ربما بالأمير عبدالعزيز بن سلمان، أحد أبناء الملك سلمان.
وتعين على السعوديين التأقلم مع فكرة أن كل شيء ممكن في هذه الأيام.
*غيرالد بوت هو محلل متخصص شؤون الشرق الأوسط ومستشار إقليمي لمكتب الاستشارات "أوكسفورد أناليتيكا".
 
عودة
أعلى