اللؤلؤ فى الإسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,805
الإقامة
مصر
اللؤلؤ فى الإسلام
اللؤلؤ فى القرآن :
مما يخرج اللؤلؤ؟
بين الله للناس أن المسلمين فى الحدائق عندهن قاصرات الطرف وهن غضيضات البصر لم يطمثهن أى لم يجامعهن إنس من قبلهم ولا جان وهذا يعنى أن هذه النساء ليست نساء الدنيا جسمانيا عند موتهن ولكن هن كما كن قبل الزواج وهن يشبهن الياقوت والمرجان فى تعدد أشكالهن وألوانهن
وفى هذا قال تعالى :
" فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان"
الحور تشبه اللؤلؤ:
بين الله لنبيه(ص)أن المقربين فى الجنة لهم فى الجنة حور عين أى غضيضات البصر والمراد زوجات الدنيا المسلمات قبل زواجهن كأمثال اللؤلؤ المكنون والمراد كأشباه الدر المخفى وهذا يعنى أن جمالهن موجود فى الخيام التى تخفيهن عن أعين غير صاحبهم وكل هذا جزاء بما كانوا يعملون والمراد ثواب بالذى كانوا يحسنون فى الدنيا
وفى هذا قال تعالى :
" وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون "
اللؤلؤ من حلي المسلمين فى الجنة:
بين الله أنه يدخل أى يسكن فى الجنات الذين أمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات وهذه الجنات تجرى من تحتها الأنهار والمراد تسير فى أسفل أرضها العيون ذات الأشربة اللذيذة وهم يحلون فيها أساور من ذهب ولؤلؤا والمراد ويرتدون فيها حلى من الذهب واللؤلؤ وهو حبات لامعة تستخرج من البحر من القواقع والأصداف
وفى هذا قال تعالى :
"إن الله يدخل الذين أمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا "
الغلمان فى الجنة يشبهون اللؤلؤ :
بين الله أن المسلمين فى الجنة يطوف والمراد يدور عليهم ولدان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون أى در مخفى أى منثور مصداق لقوله :
"ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا".
وفى هذا قال تعالى "و يطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون"
وبين الله لنبيه (ص)أن الأبرار فى الجنة يطوف عليهم ولدان مخلدون والمراد ويدور عليهم غلمان مقيمون فى الجنة بالكئوس والصحاف مصداق لقوله :
"ويطوف عليهم غلمان مخلدون"
وبين للنبى (ص)أنه إذا رآهم حسبهم لؤلؤا منثورا والمراد إذا شاهدهم ظنهم درا متفرقا فى أنحاء الجنة
وفى هذا قال تعالى :
" ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا "
اللؤلؤ فى الفقه :
واللؤلؤ فى التعريف العلمى الحالى هو :
إفراز صلب كروي يتكون داخل صدفة والمقصود محارة بعض أنواع الرخويات ويعد من الأحجار النفسية
ويقال أنه سمى بهذا الاسم لأن ينير فى الظلام أو لأن الضوء عندما يسقط عليه يتسبب فى ظهور أضواء فى مكان وجوده
وقد تحدث الفقهاء عن اللؤلؤ فى مسائل عديدة منها :
1-الزكاة :
ففى زكاة اللؤلؤ اختلفوا ما بين أراء :
الأول ليس فيه زكاة لأنه معد للاستعمال فى رأيهم وما يستعمل لا زكاة فيه وهو رأى الجمهور وفى رأى أخر نجد سبب أخر وهو قول ابن قدامة :
"والصّحيحُ أنّهُ لا شيْء فيه، لأنّهُ صيْدٌ فلمْ يجبْ فيه زكاةٌ كصيْد الْبرّ"
الثانى تجب فيه الزكاة بكونه خارج عن معدن وهو كلام ليس علميا
الثالث اللؤلؤ هو من باب الركاز وليس من باب الزكاة ففيه الخمس وهو قول الزُّهْريُّ:
" يجبُ الْخُمُسُ في اللُّؤْلُؤ"
والحقيقة ان كل ما يطلق عليه مال يدخل ضمن الزكاة طالما هو ومن معه من أصناف المسلم بلغ النصاب
2- رمى الجمار باللؤلؤ وهو موضوع مضحك فقد بلغت السفاهة ببعض الأغنياء أنهم يلقون بالجوهر الثمين على حجر ورمى الجمار لم يذكر فى كتاب الله وهو تشبه بأعمال الكفار وتكذيب لكون الشيطان فى النفوس يوسوس كما قال تعالى :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "
وهو عمل يدخل ضمن التبذير الذى حرمه الله بقوله :
" ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا "
وقد حرم الفقهاء هذا الرمة وذكروا سببا لا يعقل وهو :
" كوْن الْمرْميّ منْ أجْزاء الأْرْض، وكوْن الْمرْميّ حجرًا، ولأنّ رمْي الْجمار باللُّؤْلُؤ فيه إعْزازٌ لا إهانة "
وهو قول منقول عن الحنفية
وكل ما فى الأرض من ماء وغيره هو من الأرض
3- السلم فى اللؤلؤ:
السلم هو بيع يسلم فيه البائع الشىء للمشترى على أن يسدد ثمنه فيما بعده للبائع فهو بيع مؤجل
اختلف الفقهاء فى المسألة لآراء متعددة وهى :
الأول لا يصح السلم فى اللآلىء الكبار لندرة وجودها
الثانى يصح السلم فى اللؤلؤ الصغير بالكيل والوزن لانضباطهما بالمكاييل والموازين
الثالث يصح السلم فى اللؤلؤ الكبير والصغير
الرابع لا يصح السلم فى أى شىء من اللؤلؤ نظر لاختلافاته فى الحجم والحسن وشدة الضوء
والحق هو :
أن تثمين اللؤلؤ وبعض المعادن فى الأوضاع الحالية والسابقة هو عملية نصب واحتيال ومن ثم إذا اتفق القوم على وحدة تثمين عادلة فيصح بيعه فمن المعروف أن أى سلعة تقوم مكوناتها وهى موادها الخام ويقوم جهد الإنسان فيها بما يستخدم من وسائل وفى النهاية الربح يجب ألا يتفوق على ثمن المادة الخام وجهد الإنسان فيها إلى حد أكثر من الضعف كما قال تعالى :
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة"
4-اللؤلؤ فى بطن الأسماك المباعة وما شابهها وقد اختلف الفقهاء فى المسألة إلى أراء متعددة ذكرت فى الموسوعة الفقهية الكويتية هى :
قول الْحنفيّةُ:
"لو اشْترى سمكةً فوجد في بطْنها لُؤْلُؤةً فإنْ كانتْ في الصّدف تكُونُ للْمُشْتري، وإنْ لمْ تكُنْ في الصّدف، فإنْ كان الْبائعُ اصْطاد السّمكة يرُدُّها الْمُشْتري على الْبائع، وتكُونُ عنْد الْبائع بمنْزلة اللُّقطة يُعرّفُها حوْلاً ثُمّ يتصدّقُ بها، ولوْ وجد لُؤْلُؤةً في بطْن السّمكة الّتي في بطْن السّمكة فهي للْبائع، ولوْ وجد في بطْنها صدفًا فيه لحْمٌ وفي اللّحْم لُؤْلُؤةٌ كما تكُونُ اللُّؤْلُؤُ في الأْصْداف فهي للْمُشْتري، وكذا لو اشْترى أصْدافًا ليأْكُل ما فيها من اللّحْم فوجد في بعْضها لُؤْلُؤةً في اللّحْم فهي لهُ.
قالُوا: ولو اشْترى دجاجةً فوجد فيها لُؤْلُؤةً فهي للْبائع "
قول المالكية :
" لو اشْترى سمكةً فوجد في بطْنها لُؤْلُؤةً، فإنْ كانتْ مثْقُوبةً فلُقطةٌ موْضعُها بيْتُ الْمال، وإلاّ فقيل للْبائع وهُو الصّوابُ، وقيل للْمُشْتري .
قول الشافعية:
" لا تدْخُل في الْبيْع لُؤْلُؤةٌ وُجدتْ في بطْن سمكةٍ على الْمُعْتمد، بل هي للصّيّاد إلاّ إنْ كان فيها أثرُ ملْكٍ كثُقْبٍ ولمْ يدّعها فتكُونُ لُقطةً لهُ، لأنّ يد الْمُشْتري مبْنيّةٌ على يده، وهذا كُلُّهُ إنْ صادها في بحْر الْجواهر وإلاّ فهي لُقطةٌ مُطْلقًا ."
قول الحنابلة :
" إن اصْطاد سمكةً في الْبحْر فوجد في بطْنها دُرّةٌ غيْر مثْقُوبةٍ فهي للصّائد، لأنّ الظّاهر ابْتلاعُها منْ معْدنها لأنّ الدُّرّ يكُونُ في الْبحْر، قال تعالى: {وتسْتخْرجُوا منْهُ حلْيةً تلْبسُونها} ؛ وإنْ باع الصّائدُ السّمكة غيْر عالمٍ بالدُّرّة لمْ يزل ملْكُهُ عنْها فتُردُّ إليْه، لأنّهُ إذا علم ما في بطْنها لمْ يبعْهُ ولمْ يرْض بزوال ملْكه عنْهُ فلمْ يدْخُل في الْبيْع، وإنْ كانت الدُّرّةُ مثْقُوبةً أوْ مُتّصلةً بذهبٍ أوْ فضّةٍ أوْ غيْرها فلُقطةٌ لا يمْلكُها الصّيّادُ بل يُعرّفُها، وكذا لوْ وجدها في عيْنٍ أوْ نهْرٍ - ولوْ كان النّهْرُ مُتّصلاً بالْبحْر - فلُقطةٌ، على الصّيّاد تعْريفُها.
ومثْلُهُ لو اصْطاد السّمكة منْ عيْنٍ أوْ نهْرٍ غيْر مُتّصلٍ بالْبحْر فكالشّاة في أنّ ما وُجد في بطْنها منْ دُرّةٍ مثْقُوبةٍ لُقطةٌ، لأنّ الْعيْن والنّهْر غيْر الْمُتّصل ليْس معْدنًا للدُّرّ، فإنْ كان النّهْرُ مُتّصلاً بالْبحْر وكانت الدُّرّةُ غيْر مثْقُوبةٍ فهي للصّيّاد ."
وكل هذا الكلام هو فى بلاد الفوضى حيث لا يتم تنظيم العمل فالصيد فى بلاد المسلمين يكون منظما حيث يعطى المجتمع الصيادين أجورا كبقية العمال فى المجتمع أيا كانت وظيفتهم وما يخرج من صيد أيا كان نوعه هو ملك للمجتمع حيث تبيع المؤسسات العامة المصطادات وتورد أثمانها لبيت المال الذى يقسمها على مجموع سكان الدولة بالعدل
5- لبس الرجال للؤلؤ:
وكما اختلفوا فى كل المسائل اختلفوا فى تلك المسألة فحرم البعض لبس الرجال للؤلؤ وكرهه بعضهم والبعض أباحه
والحق أن التحريم والكراهة تتناقض مع إباحة تحلى الكل بما يخرج من البحر من الحلى فى قوله تعالى :

" وتستخرجوا منه حلية تلبسونها "
 
عودة
أعلى