إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

السترليني: هل من أمل له مقابل اليورو؟ أو حتى الدولار؟

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,633
الإقامة
قطر-الأردن
منذ ما يزيد على السنتين تعمل العملة الاوروبية الموحدة مقابل الجنيه السترليني في مساحة بين ال 0.8200 وال 0.9200 دون تحقيق نجاح ملموس بالانعتاق من الأسر هذا، نزولا، لكون السترليني يضعف باستمرار ولا يجد المستثمرون مبررا كافيا للجوء اليه في زمن الوترات الاقتصادية العالمية. أيضا الإنعتاق من هذا الأسر صعودا بدا ( وقد لا يزال ) صعبا نظرا لكون العملة الموحدة تستمر بدورها أسيرة أزمة الديون الأوروبية التي لم ولن تجد لها حلا بالمدى المنظور.
*
السترليني يعكس بأمانة حالة الاقتصاد البريطاني الحالية، ويترجم باسعاره الحالية المترددة السياسة النقدية البريطانية، ان تجاه اقرار المزيد من إجراءات التيسير الكمي لدعم الإقتصاد، أو لتحريك الفائدة تصديا للتضخم الذي لا يزال الرهان على تراجعه غالبا في أوساط البنك المركزي البريطاني.
*
السترليني يعكس من جهة أخرى أيضا وضع البنوك البريطانية التي تعاني بقوة من تورطها أوروبيا في ديون بلدان تواجه صعوبة في الالتزام والوفاء بمواعيد استحقاق سنداتها، وهذا ينعكس بجدية على خزانة الدولة لكونها لا تزال شريكا رئيسيا في ملكية بعض البنوك التي تعاني من هذا الواقع .
*
الأحداث الأمنية التي جرت مؤخرا في شوارع لندن لا يمكن ان تمر بدورها دون ترك لمساتها على الوضع المالي والاقتصادي للبلاد. انها بالدرجة الاولى تعبير صارخ عن عدم الرضا الشعبي على سياسات الحكومة التقشفية التي تم اعتمادها، والتي لم تعطِ بعد أية إشارة إيجابية مبشرة بإمكانية بلوغها الهدف المرسوم لها حتى العام 2014.
*
وما تقوله البيانات الإقتصادية:

البيانات الاقتصادية البريطانية لم تخرج عن هذا السياق مؤخرا. هي عكست بأمانة المأزق الذي يواجهه البنك المركزي. الناتج القومي الاجمالي للفصل الثاني 2011 أظهر تباطؤا اقتصاديا جديدا. مكافحة التضخم المرتفع برفع الفائدة سيكون مستحيلا نظرا للحاجة الماسة لفائدة منخفضة تيسيرا لنمو مطلوب ومُنتظر، ولكنه لا يأتي...الإنتاج الصناعي من جهته أظهر مؤخرا تراجعا بنسبة 1.6%. هو التراجع الأكثر حدة منذ الفصل الاول للعام 2009 في أوج الأزمة الإقتصادية الأخيرة.
ما تقدم يعني : لا بدّ ان يكون واضحا لكل مستثمر في الجنيه السترليني أن الأشهر القادمة يستحيل أن تشهد حديثا عن رفع قريب للفائدة. هذا الواقع يبقي اليورو متقدما لا لكون الفائدة الاوروبية على وشك تحقيق ارتفاع جديد، بل لكونها الآن*( 1.50% )*تشهد فارقا محترما يساوي 1.0% بينها وبين الفائدة البريطانية ( 0.50%).
*
ولجهة برامج التيسير الكمي؟
*
لهذه الجهة لا شك إطلاقا بكون اليورو يبقى أكثر حصانة أيضا، ليس فقط مقابل السترليني بل أيضا مقابل الدولار. حتى ولو أن البنك المركزي الاوروبي يتلقى الانتقادات نظرا لتدخله في سوق السندات الأوروبية، فإن هذا التدخل يبقى متواضعا جدا إن هو قيس ليس فقط بما تم إنجازه أميركيا وبريطانيا على هذا الصعيد، بل بما هو قيد الإعداد مستقبلا. الوضع هذا يظهر بوضوح على نتائج استفتاءات ثقة المستهلك المنهارة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة، والمستقرة نسبيا في اوروبا ولاسيما المانيا من جهة اخرى.
*
ولجهة سوق السندات؟
*
فوائد السندات البريطانية تبقى حاليا على مستوى منخفض ( 2.46 - 2.49% ) ، كما هو الحال بالنسبة لفوائد السندات الاميركية والألمانية. المستثمر في هذه القطاعات هو مجرد لاجئ يسعى الى الأمان ولا يأمل بفائدة تُذكر. ما يُميز الاستثمار في السندات البريطانية عن الاميركية والالمانية سلبا هو أن المستثمر في السترليني عليه أن يتكبد الخسارة الناتجة عن الفارق بين التضخم المرتفع والفائدة المنخفضة، وبهذا يكون رهانه فقط على مجرد تحقق نبؤات رئيس المركزي " كينج " بحدوث تحول تراجعي في التضخم يكون لصالحه في المدى المنظور.
*
بناء على كل ما تقدم فان الرهانات على ارتفاع للسترليني يكون ملموسا وثابتا ومُترجما بصورة ترند صعودي - ان مقابل اليورو أو مقابل الدولار - هو أمر غير مرتكز ولو على معطى أساسي واحد يكون مقنعا ومُطَمئنا...
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
 
عودة
أعلى