الذهب: بصيص أمل لا يزال باديا

[طارق جبور]

العديد من العوامل التي دفعت الذهب للارتفاع في السابق تراجعت وجعلتنا نعايش التراجع للاسبوع الثاني على التوالي.
بالطبع هدوء الوضع نسبيا في اوكرانيا ولو عن طريق الحسم لصالح الجبهة الروسية على الارض انعكس راحة في الاسواق لان شبح الحرب المباشرة تم استبعاده. هذا الواقع يفقد المعدن الاصفر صفته كملاذ آمن ويدفع الى المزيد من التخلي عنه بحثا عن موضع استثمار اكثر فائدة.
ايضا تصريحات رئيسة الفدرالي الاميركي " جانيت يللين" عقب اجتماع الفدرالي الاسبوع الماضي جاءت لتصب الزيت على النار وتشجع على المزيد من المخاطرات شراء للدولار فكان بيع الذهب على رأس القائمة المعتمدة لذلك.
حاليا نشهد التراجع الاقسى منذ ستة اشهر .
كل هذا صحيح ولكن..
ما يشجع على الاعتقاد بان التراجع الحالي سيتم احتواؤه هو كونه مدفوعا بعمليات جني ارباح نعتقد انها طاغية على الرهانات المبنية على عوامل بيانية وجيوسياسية ، نظرا لكون عقود رهانات اللونج في سوق الفيوتشر اتسعت للاسبوع السادس على التوالي وبلغت نهاية الاسبوع الماضي 121.1 الف عقد وهو المستوى الاعلى منذ نوفمبر العام 2012.
الصورة التقنية ليست بدون أمل حتى الان. نشير الى منطقة طلب قوي منتظر على ال 1302 وال 1296 . صمود هذه المحطة من شأنه ان يبقي الامل بارتدادة صعودية جديدة باتجاه ال 1400$.
*

ال 1302 يتواجد عليها متوسط ال 50 يوم، بينما يتواجد متوسط ال 200 يوم الموثوق من قبل العديد من العاملين في السوق كمحطة دفاع او مقاومة مهمة على ال 1296$. هنا يتواجد ايضا الخط السفلي للقناة التراجعية للترند المنطلق من 17 مارس الجاري على ال 1392$.
الملفت الان هو التلاقي النادر حدوثه *بين الخطين هذين في ما يسمى ( التقاطع الذهبي ) والذي يرجح ان يكون جاذبا لطلبات مؤثرة. هذا بعد ان عايشنا منذ ما يزيد على العام صورة ( التقاطع القاتل ) بين الخطين المذكورين وكان التراجع الهائل الذي انهى حركة الارتفاع السابقة.
كسر ال 1275/1285 والثبات دونه سيكون بالطبع تطورا سلبيا يدعو الى الحذر الشديد...

​