ارتفع الدولار الأمريكي أمام معظم العملات الرئيسية يوم الاثنين، بعد توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق إطار تجاري، في أحدث تحرك ضمن سلسلة من الاتفاقات الرامية إلى تجنب اندلاع حرب تجارية عالمية. كما يترقب المستثمرون هذا الأسبوع اجتماعات البنوك المركزية في الولايات المتحدة واليابان.
وخلال لقاء في اسكتلندا يوم الأحد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتفاق ينص على فرض تعريفة جمركية بنسبة 15% على الواردات الأوروبية، وهو نصف المعدل البالغ 30% الذي كان ترامب قد هدد بتطبيقه اعتباراً من الأول من أغسطس.
ويأتي هذا الاتفاق بعد اتفاق الأسبوع الماضي بين الولايات المتحدة واليابان، في حين من المقرر أن تستأنف المحادثات الاقتصادية بين كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين في ستوكهولم اليوم الاثنين، سعياً لتمديد الهدنة التجارية لمدة ثلاثة أشهر وتفادي فرض رسوم أعلى.
سجل اليورو آخر تداولاته عند1.1693 دولار، منخفضاً بنسبة 0.4% خلال اليوم، بعدما تراجع من ارتفاع مبكر سجله في التداولات الآسيوية، حيث تحوّل تركيز المستثمرين نحو ما يعنيه تراجع التوترات التجارية العالمية بالنسبة لأداء الدولار.
وقال بول ماكل، رئيس أبحاث العملات العالمية في إتش إس بي سي: "نبرة المحادثات التجارية الأميركية باتت أكثر إيجابية عقب الاتفاقات مع اليابان والاتحاد الأوروبي. إذا تم التوصل إلى مزيد من 'الصفقات التجارية'، فقد يساعد ذلك في تقليص حالة عدم اليقين التي لطالما ضغطت على الدولار. وفي هذه الحالة، قد تصبح عوامل أخرى مثل الفروقات في العائدات أكثر تأثيراً."
وكان الدولار قد تراجع بشكل حاد في وقت سابق من هذا العام، خاصة أمام اليورو، مع تنامي المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية المرتفعة إلى إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الأمريكي، مما دفع المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الأصول الأمريكية.
وبالرغم من أن فروق العائدات على السندات الحكومية عادة ما تكون عاملاً أساسياً في تحركات أسعار العملات، فإن اليورو حالياً أعلى مما تشير إليه تلك الفروقات بين العائدات الأميركية ونظيرتها في منطقة اليورو.
كما انخفض اليورو قليلاً أمام الين الياباني والجنيه الإسترليني، بعدما سجل أعلى مستوى له في عام مقابل الين، وأعلى مستوى له في عامين مقابل الإسترليني مع بداية التداولات.
وسجل الدولار مكاسب طفيفة في أسواق أخرى، إذ ارتفع بنسبة 0.15% أمام الين ليصل إلى 147.83 ين للدولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.13% إلى 1.3428 دولار.
ومع انحسار القلق بشأن تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي، تحوّل اهتمام المستثمرين نحو نتائج أرباح الشركات واجتماعات السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان هذا الأسبوع.
ورغم أنه من المتوقع أن يبقي البنكان المركزيان على أسعار الفائدة دون تغيير، سيركز المستثمرون على التصريحات المصاحبة لاجتماعاتهم، لتقييم توقيت التحركات القادمة.
كما سيترقب المستثمرون ردة فعل ترامب على قرار الفيدرالي، إذ يواصل الرئيس الأميركي الضغط من أجل خفض كبير لأسعار الفائدة، وكان قد اقترب الأسبوع الماضي من محاولة إقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، مشيراً إلى احتمال تسبب ذلك في اضطراب الأسواق المالية.
وفي سوق العملات الرقمية، قفز سعر الإيثريوم (Ethereum) بنسبة 1.7% لتصل إلى3,940.25 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ ديسمبر كانون الأول عام 2024.