لجنة الأخبار
مشرف
- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
تسبب حقيقة "الدولار الملك" صداعاً جديداً للاقتصادات المتضررة بسبب فيروس كورونا على مستوى العالم، مع تعرض الأسواق الناشئة بشكل خاص للخطر وسط محاولاتها التعامل مع انهيار العملة وانخفاض الطلب.
ويهرب المستثمرون من الأسواق الناشئة بوتيرة قياسية ويتكالبون على الدولار كملاذ آمن، حتى مع خفض الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة مرتين هذا الشهر، تلك الخطوة التي لم تفعل أي شيء لتقليل جاذبية الدولار.
وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي للدولار والذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام 6 عملات رئيسية إلى أعلى مستوى منذ منتصف 2017.
ويرى الكاتب "ميشيل جامريسكو" في رؤية تحليلية عبر وكالة "بلومبرج" أنه مع تداخل الدولار في الاقتصاد العالمي أكثر من أي وقت مضى، فإن مكاسبه تشكل ضغطاً إضافياً على الشركات والحكومات لأنها ستشهد ارتفاع تكاليف ديونها بالدولار.
معاناة الأسواق الناشئة أمام الدولار
فيما تكمن معضلة البنوك المركزية في الأسواق الناشئة في أنها عندما تخفض معدلات الفائدة لدعم النمو الاقتصادي، فإنها تخاطر بزعزعة استقرار عملاتها أيضاً إذا خفضت الفائدة كثيراً.
ويقول "ميتول كوتيشا" كبير المحللين الاستراتيجيين للأسواق الناشئة لدى "تي.دي سيكيورتس" في سنغافورة: "ارتفاع الدولار يمثل ضربة أخرى للأسواق الناشئة، حيث تجاوز الطلب على الدولار أي ضربة للورقة الخضراء من انخفاض معدلات الفائدة الأمريكية".
ويضيف "كوتيشا" أن أصول الأسواق الناشئة سوف تستمر في المعاناة طالما يتجنب المستثمرون الأصول الخطرة نسبياً ويحافظون على تحيزهم للملاذ الآمن".
وكان البنك المركزي في تركيا آخر الأسواق الناشئة التي قامت بخفض طارئ لمعدل الفائدة بعد تحركات مماثلة لكوريا الجنوبية وشيلي وفيتنام وسريلانكا وباكستان بالفعل هذا الأسبوع عقب الخفض المفاجئ من الاحتياطي الفيدرالي الأحد الماضي، وسط توقعات بعملية خفض جديدة في أسواق ناشئة أخرى.
(قرارات خفض الفائدة في العالم منذ بداية من العام الجاري)
وأظهر بحث جديد صادر عن بنك التسويات الدولية أنه منذ الأزمة المالية العالمية أدى الارتفاع غير المتوقع للدولار إلى انخفاض نمو التجارة العالمية، وقد يكون سبب ذلك تشديد الأوضاع المالية مع تباطؤ إقراض الدولار للأسواق الناشئة.
وبحسب معهد التمويل الدولي، بلغت التدفقات الخارجة من الأسواق الناشئة بالفعل مستويات قياسية، حيث وصلت إلى 30 مليار دولار في 45 يومًا منذ تفشي الفيروس.
كما تراجعت جميع عملات الأسواق الناشئة الرئيسية التي تتبعها "بلومبرج" مقابل الدولار منذ 20 يناير/ كانون الثاني - بداية مخاوف "كوفيد 19" في آسيا - مع انخفاض الروبل الروسي والبيزو المكسيكي بنسبة 20 بالمائة تقريبًا.
والخسائر ملحوظة أكثر في الأسواق الناشئة في آسيا، حيث أعاد تراجع السوق ذكريات الأزمة المالية الآسيوية منذ أكثر من عقدين من الزمن، فالروبية الإندونيسية هي الأسوأ أداءً في آسيا هذا العام بانخفاض 8.9 بالمائة، كما يتم تداول الوون الكوري الجنوبي قرب أضعف مستوى منذ عام 2010، وانخفضت الروبية الهندية إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي.
ويرى "خون جوه" رئيس قسم الأبحاث الآسيوية في مجموعة "أستراليا ونيوزيلندا" المصرفية، أن الأسواق الناشئة في آسيا تحاول بعناية تطبيق تخفيضات معدلات الفائدة في نفس الوقت مع إدارة العملات.
ويقول "جوه: "الأسواق الناشئة ستستمر في استخدام احتياطياتها من العملات الأجنبية لتقليل تقلبات العملة، لكنها لن تسعى لوقف الاتجاه أو الدفاع عن أي مستويات معينة".
"في البيئة الحالية عندما يكون الطلب الخارجي ضعيفًا للغاية، فإن السماح ببعض ضعف العملة إلى جانب خفض معدلات الفائدة هو أفضل طريقة لمحاولة تيسير الظروف المالية"، بحسب المحلل.
إجراءات السياسة النقدية
ليست الأسواق الناشئة وحدها التي عانت بسبب ارتفاع الدولار، فقد تراجعت العملة الأسترالية إلى أضعف مستوى لها منذ عام 2003 - وهو مدعاة للقلق نظراً لأنه من المحتمل أن تزيد تكاليف الاستيراد دون أي الفوائد التقليدية التابعة في مجالات مثل السياحة الداخلية والتعليم، مع إجراءات غلق الحدود بسبب كورونا.
كما انخفضت الكرونة النرويجية بأكثر من 16 بالمائة هذا العام إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مع تهاوي أسعار النفط.
ويقوم صناع السياسة في العالم المتقدم بالتنسيق لضمان استمرار تدفق الدولارات حول العالم حيث خفض الاحتياطي الفيدرالي يوم الأحد معدل الفائدة على مقايضة الدولار مع خمسة بنوك مركزية أخرى، وأخذ درس من دليل السياسات خلال الأزمة المالية العالمية.
ويقول "تود شوبرت" رئيس أبحاث الدخل الثابت في "بنك سنغافورة": "إن الدولار القوي عادة ما يكون بمثابة رياح معاكسة لعملات الأسواق الناشئة وأكثر من ذلك بالنسبة للدول التي تعتمد على تمويل الدولار في الخارج ولديها أنظمة أسعار صرف حرة".