
يشهد الدولار أسوأ بداية عام له منذ الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى ركود في الولايات المتحدة، إذ يرى بنك "مورغان ستانلي" أن العملة الأميركية ستواجه المزيد من المتاعب مع تصاعد المخاوف بشأن صحة الاقتصاد.
حذر استراتيجيو الاقتصاد الكلي لدى البنك في مذكرة إلى العملاء يوم الخميس، من أن خطر إغلاق الحكومة الفيدرالية وتباطؤ النمو في الولايات المتحدة وارتفاع قيمة الأصول في الخارج كلها عوامل مرشحة لدفع الدولار نحو مزيد من التراجع قبل حلول موعد الرسوم الجمركية النهائي التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2 أبريل المقبل.
وتراجع مؤشر "بلومبرغ" الذي يقيس أداء الدولار بأكثر من 3% منذ بداية عام 2025، وهو أسوأ أداء له منذ 2008.
الدولار الأميركي تحت الضغط
كتب استراتيجيون من بينهم ماثيو هورنباخ وأندرو واتروس في مذكرة للعملاء: "العوامل التي كانت تُعتبر داعمة للنمو الأميركي باتت الآن تُعتبر أنها قد تثقل كاهل الاقتصاد الأميركي". وأضافوا: "إمكانية حدوث إغلاق حكومي وشيك في الولايات المتحدة قد تزيد من الضغوط على الدولار بشكل عام، حيث يقيّم المستثمرون تداعيات ذلك على النمو والسياسة المالية المستقبلية".لطالما كانت النظرة التشاؤمية لـ"مورغان ستانلي" بشأن الدولار مثيرة للاهتمام بالنسبة إلى "وول ستريت" منذ أواخر العام الماضي، في وقت كانت فيه العديد من البنوك تتوقع استمرار قوة العملة الأميركية. حتى الآن في 2025، ثبتت صحة توقعات البنك.
تراجع عوائد السندات الأميركية، مع مراهنة المتداولين على مزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، إلى جانب بيانات اقتصادية ضعيفة والارتباك المحيط بسياسات التجارة للإدارة الجديدة، كانت عوامل رئيسية في تغيير مسار الدولار منذ يناير.
يراقب المستثمرون عن كثب المناقشات الجارية في الكونغرس الأميركي حول الإنفاق الحكومي قبيل الإغلاق المتوقع للحكومة الفيدرالية يوم السبت، حيث قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، يوم الأربعاء، إن حزبه سيعرقل مشروع قانون الإنفاق الذي طرحه الجمهوريون.
عملات قد تصعد مقابل الدولار
منذ يناير، أوصى "مورغان ستانلي" بالرهان على صعود سعر اليورو مقابل الدولار، إضافة إلى الجنيه الإسترليني والين الياباني، وجميعها حققت مكاسب قوية أمام الدولار في الأسابيع الأخيرة. ويوم الخميس، حدّث البنك أهدافه بشأن توصيات التداول لتشمل شراء الين بهدف تحقيق ارتفاع بنحو 2% إلى مستوى 145، وشراء اليورو بهدف تحقيق ارتفاع بنحو 3% إلى مستوى 1.12، إضافة إلى شراء الجنيه الإسترليني بهدف تحقيق مكاسب تقارب 3% ليصل إلى 1.33.وحقق الين مكاسب بلغت نحو 6.5% مقابل الدولار منذ بداية 2025، متفوقاً على معظم أقرانه من العملات الرئيسية، إذ يراهن المستثمرون على تشديد السياسة النقدية من قبل بنك اليابان، في تناقض حاد مع دورات التيسير النقدي الجارية حالياً لدى بنوك مركزية أخرى، بما في ذلك "الاحتياطي الفيدرالي" الأميركي.
أما اليورو، فقد ارتفع هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى له مقابل الدولار منذ أكتوبر، بعد القرار التاريخي لألمانيا بالتخلي عن عقود من الحذر المالي عبر إعلانها خططاً لزيادة الإنفاق الدفاعي والاستثماري في البنية التحتية.
أشار "مورغان ستانلي" إلى أن مراكز المتداولين في سوق الخيارات الآن تميل لصالح شراء اليورو، وهو تاريخياً إشارة إلى أن العملة الموحدة لديها مجال لمزيد من المكاسب.
كتب هورنباخ وواتروس وفريقهما: "في الأسابيع الأخيرة، جعلت احتمالات التوسع المالي في ألمانيا وخطط أوسع على مستوى المفوضية الأوروبية الاستثمار في أوروبا يبدو أكثر جاذبية نسبياً". أضافوا: "نرى بالتالي مجالاً إضافياً للدولار للحاق بركب تحركات التقييمات النسبية للأسهم".