إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

الخوف من فقدان الفرصة وراء القفزة التاريخية للأسهم الأمريكية

المشاركات
7,533
الإقامة
عرب فوركس




تشهد الأسواق المالية الأمريكية عودة مرة أخرى إلى الإقبال على المخاطرة، لكن ما هو الدافع وراء هذه الشهية الإيجابية؟.

ويرى خبير الأسواق المالية "جون أوثرز" عبر تقرير نشرته وكالة "بلومبرج أوبينيون" أن الحافز الأكبر الذي يحرك المستثمرين ليس له علاقة بالسياسة أو الاقتصاد أو قطاع الشركات، ولكن بدلاً من ذلك، يكمن الدافع في أكثر شعور إنساني أساسي: "الخوف من ضياع الفرصة".

ولم يقدم خطاب الرئيس دونالد ترامب في نيويورك يوم الثلاثاء الماضي، الذي كثر الكلام بشأنه، شيئاً جديراً بالاهتمام لكنه منحه الفرصة للتباهي - بدقة تامة - بحال أسواق الأسهم.

وكانت الأسهم الأمريكية تبعد قليلاً عن تسجيل مستويات قياسية جديدة، مع حقيقة أن غالبية مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية خرجت من النطاقات التي كانت عالقة عندها منذ أوائل العام الماضي وتمكنت من الوصول لمستويات تاريخية جديدة.

وحققت البورصة الأمريكية تلك المستويات حتى بالرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع معدلات الفائدة بشكل متكرر في العام الماضي - وهو الأمر الذي لم يتوقف الرئيس عن الشكوى بشأنه أبداً - قبل أن يعكس يتحول لخفض الفائدة خلال الثلاثة أشهر الماضية.

وتكمن المعضلة في تحديد سبب القوة المفاجئة لأسواق الأسهم، وهنا نجد أن الصعود لم يكن بسبب نهاية الحرب التجارية، فبالرغم من الآمال، إلا أن ترامب فشل في محاولة التراجع عن أيّ تعريفات خلال خطابه أو تقديم أيّ وعود حول الموعد الذي قد يشهد توقيع الصفقة مع الصين.

وأجبر الإعلان المفاجئ للرئيس بشأن فرض تعريفات جديدة يوم 1 أغسطس/آب الماضي، مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" على الهبوط بشكل واضح.

ولم يحدث أيّ شيء منذ ذلك الحين على الجبهة التجارية من شأنه تبرير الصعود البالغ نسبته 9 بالمائة في الأسهم منذ أن هبطت الأسواق عقب الخبر سالف الذكر.

ومن الصعب كذلك أن يُنسب الفضل في صعود أسواق الأسهم إلى الاقتصاد، حيث أن الموجة البيعية التي تعرضت لها أسواق الأسهم في نهاية العام الماضي جاءت على خلفية المفاجآت السلبية في البيانات الأمريكية، كما يوضح مؤشر بلومبرج للمفاجأة الاقتصادية في الولايات المتحدة.

وفي فصل الصيف الماضي، بدأت البيانات في إرسال مفاجآت أكثر إيجابية، لكن الأسهم كانت تشهد أداءً خافتاً خلال تلك الفترة.

ولم يبدأ الارتفاع في أسواق الأسهم إلا منذ توقف مؤشرات المفاجأة الاقتصادية في منتصف سبتمبر/أيلول.





كما تزامن ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تقريباً مع موسم إعلان نتائج أعمال الشركات عن الربع الثالث، والذي شهد إيرادات أعلى بنحو 3.8 بالمائة عن توقعات المحللين، طبقاً لبيانات "فاكت ست".

لكن الأرباح دائماً تفوق التوقعات بدعم "الألاعيب" التي تمارسها أقسام علاقات المستثمرين في الشركة.

وعلى مدى الخمس سنوات الماضية، كانت نتائج الأعمال في المتوسط تهزم توقعات المحللين بأكثر من 4.9 بالمائة.

وعلاوة على ذلك، فإن أرباح الربع الثالث كانت مصحوبة بالتقييمات المتشائمة حيال المستقبل، لدرجة أن إجماع التقديرات عن نمو الأرباح في الإثنى عشرة شهراً المقبلة انتقل إلى النطاق السالب، بحسب وحدة البحث الكمي التابعة لبنك "سوسيتيه جنرال ".

ورغم كل ذلك، فإنه ليس هناك شك بأن معنويات السوق تحولت بسرعة.

وخلال منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، انقلب منحنى العائد على سندات الخزانة الأمريكية، وهي إشارة كلاسيكية على الركود الاقتصادي، كما استعد كثيرون لاتجاه هبوطي في الاقتصاد.

لكن كل هذه المشاعر المتشائمة انتهت حالياً، حيث وجدت نتائج مسح حديث أجراه "بنك أوف أمريكا ميريل لينش"، لمديري الصناديق العالمية، أننا قد شهدنا للتو أفضل تحسن على أساس شهري في المعنويات الاقتصادية منذ بدء إجراء الاستطلاع في عام 1994.

وقبل شهر مضى، توقع صافي 37 بالمائة من مديري المحافظ الاستثمارية أن يتدهور الاقتصاد العالمي في غضون الإثنى عشرة شهراً المقبلة لكن الآن يتوقع 6 بالمائة تحسناً في الأوضاع الاقتصادية.

ما الذي يمكن أن يكون الدافع وراء ذلك؟، من المحتمل أن الرئيس أعطى إيماءه على الأقل بزعمه خلال الخطاب أن المؤشرات الأمريكية كان يمكن أن تشهد صعوداً بنحو 25 بالمائة عن مستواها الحالي إذا كان لدى الفيدرالي معدلات فائدة سالبة.

ويُعد هذا الأمر محاطاً بالشكوك، حيث أن الظروف الاقتصادية الكارثية فقط هي الأمر الذي من شأنه أن يدفع البنك المركزي الأمريكي لاتخاذ إجراءات متهورة كهذه.

لكن التحسن المفاجئ في معنويات المستثمرين جاء في الواقع مع قيام الفيدرالي بعكس سياسته النقدية التي دامت لنحو خمس سنوات، والبدء في زيادة ميزانيته العمومية مجدداً.

وقام الفيدرالي بذلك من أجل استعادة السيولة في سوق الريبو (عمليات إعادة شراء أوراق الدين)، حيث تقوم البنوك بجمع التمويل الخاص بها على المدى القصير،

ونفى المركزي الأمريكي بصورة متكررة اعتبار أن هذا الأمر يمثل عودة إلى برنامج شراء الأصول "التيسير الكمي".

ورغم كل هذه النقاط الاعتراضية، إلا أن السوق تعامل معها على أساس أنها تمثل "نقاط تحول كبيرة" تستدعي صعود الأسهم.





ويضاف إلى ذلك، المعتقد القديم الخاص بـ"الخوف من فقدان الفرصة".

ومع اقتراب نهاية العام الحالي، سيتم الحكم على أداء مديري الصناديق الاستثمارية، وبالتالي فإن هؤلاء الذين لايزالوا متأخرين في الترتيب بين الأفضل أداءً حتى الآن لديهم الحافز لدخول السوق ومحاولة تحقيق بعض المكاسب.

ولم يكن الارتفاع متوازناً، حيث استحوذت مجموعة صغيرة من أسهم الشركات الأمريكية الكبيرة على غالبية المكاسب.

وإذا كان هناك إشارات إيجابية على تعافي واسع النطاق، فإن هناك إمكانية كبيرة لارتفاعات حادة من قبل الشركات الأصغر والأسهم من خارج الولايات المتحدة.

وبالفعل، انضمت الأسواق حول العالم إلى هذه الموجة الصعودية، لكن لا يزال هناك طريقاً طويلاً قبل اللحاق بالركب، ويدرك مديري المحافظ الاستثمارية هذه الحقيقة بمزيد من القلق.





من الأمور المغرية أن يتم إدخال قصص التفاؤل الاقتصادي والتجاري مع التعافي لتفسير شهية الإقبال على المخاطر.

لكن مع الأسف، يبدو هذا الأمر كالعودة إلى التفسيرات التي تسيطر على الجميع منذ نهاية الأزمة المالية الماضية: الأسواق تنتظر الأموال المجانية من البنوك المركزية، وتخشى فقدان الفرصة عندما تصل تلك الأموال.
 
عودة
أعلى