الخنق في الإسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,977
الإقامة
مصر
الخنق في الإسلام
الخنق في القرآن :
بين الله للمؤمنين أن الأطعمة التى حرمت أى منعت عنهم والمراد والممنوع من الأكل على المسلمين هو :
- الميتة وهى المتوفاة وفاة عادية
-الدم وهو السائل الأحمر الذى ينزل عند الجرح أو الذبح وفيه قال بسورة الأنعام"أو دما مسفوحا" أى دما جاريا وقد كانوا يشربونه أو يأكلونه .
-لحم وهو شحم الخنزير وهو كل الأعضاء اللينة فيه.
-ما أهل لغير الله به وهو الذى لم يذكر اسم الله عليه مصداق لقوله "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه".
-المنخنقة وهى الحيوان الذى ضغظ على مجرى تنفسه شىء منع الهواء عنه فمات خنقا.
-الموقوذة وهى الحيوان الذى ضرب حتى مات.
-المتردية وهى الحيوان الذى وقع من مكان عالى فمات .
-النطيحة وهى الحيوان الذى تشاجر مع حيوان أخر فنطحه الأخر فقتله.
-ما أكل السبع وهى الحيوان الذى اصطاده الوحش وأكله ويستثنى من الخمس الأخيرة ما ذكى الإنسان من الأنعام قبل أن تلفظ أنفاسها .
-ما ذبح على النصب والمراد ما قتل على المذبح المعد للآلهة المزعومة
-الاستقسام بالأزلام والمراد الذى تم لعب الميسر عليه بالأقداح حيث يكون هناك حيوان أو شىء يشتريه الخاسرون ويستفيد من ذبحه الكاسبون باللحم وغيره .
ويبين الله للمؤمنين أن كل الأطعمة وممارسة الأعمال الأخرى معها من ميسر وغيره هى فسق أى كفر بالإسلام
وفى هذا قال تعالى :
"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق "
الخنق في الفقه :
الخنق هو الضغط على حلق الإنسان وهو :
رقبته حتى يتوقف تنفس الإنسان ودمه عن الوصول للدماغ ومن ثم تزهق النفس
والضغط وهو عصر الرقبة قد يتم باليد في حالة الإنسان أو الحيوانات الصغيرة وقد يتم عن طريق لف حبل أو التفافه دون قصد حول الرقبة كما يحدث من خلال آلات وهى مكنات الرى التى قد تمسك طارتها بحبل أو بلفاعة ... وتظل تضغط على الرقبة على تخرج نفس الإنسان او الحيوان فيموت
وقد تحدث الفقهاء عن مسائل متعددة في الخنق منها
في الصّيْد والذّبائح:
الحيوان الذى قتل خنقا يحرم أكله لفساد لحمه بسبب الخنق المانع لهواء التنفس
وفى هذا قال تعالى :
"حُرّمتْ عليْكُمُ الْميْتةُ والدّمُ ولحْمُ الْخنْزير وما أُهل لغيْر اللّه به والْمُنْخنقةُ"
وكذلك الحيوان الذى تم صيده بشىء خنق الحيوان محرم لنفس السبب
الْقتْل:
من ضمن أساليب قتل الناس الخنق وقد اختلف الفقهاء في حكم الخانق إلى التالى :
الفريق الأول قال :
الْقتْل بالْخنْق قتْل عمْدٍ يُوجبُ الْقود، فيُقْتل به الْجاني قصاصًا، لأنّ الْعمْد قصْدُ الْفعْل الّذي وقع به الْقتْل بما يُتْلفُ غالبًا جارحًا أوْ لا،
الفريق الثانى قال:
لا قصاص في الْقتْل بالْخنْق والتّغْريق والْقتْل بالْمُثقّل، لأنّهُ ليْس عمْدًا، بل شبْه عمْدٍ
والحقيقة أن القتل العمد يكون بنفس الطريقة كما قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
وقال تعالى :
"وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ"
واختلف من حكموا بالقصاص في كيفية القصاص فالبعض قال :
أنّ الْجاني (الْخانق) لا يُقْتصُّ منْهُ إلاّ بالسّيْف، لقوْله صلّى اللّهُ عليْه وسلّم:
لا قود إلاّ بالسّيْف
والبعض قال :
الْقاتل يُقْتل بمثْل ما قتل إلاّ في حالاتٍ خاصّةٍ لقوْله تعالى:
"وإنْ عاقبْتُمْ فعاقبُوا بمثْل ما عُوقبْتُمْ به"
وعلى ذلك فيُخْنقُ الْخانقُ حتّى يمُوت إلاّ إذا اخْتار مُسْتحقُّ الْقود السّيْف فيُمكّنُ منْهُ، لأنّهُ أخفُّ منْ غيْره غالبًا، ولأنّهُ الأْصْل في الْقصاص.
والحقيقة :
أن الخانق يخنق ولا تستعمل وسيلة أخرى
الأْيْمان:
الأيمان هى :
القسم أو الحلف
ومن تلك الحلفانات التى يحلفها الزوج :
والله لأضربك
أو يحلفها الأب لابنه :
والله لأضربك
أو حلف الأم لابنتها :
والله لأضربك
ثم قام أيا منهما بخنق من حلف بضربه أو بضربها أو عضه فإن تلك الأقسام حنث في قسمه
ومن ثم عليه إما عليه الكفارة ما لم يمت المخنوق وإما القصاص إذا مات مخنوقا
والكفارة هى :
إما إطعام عشرة مساكين وإما كسوة المساكين العشرة وإما تحريرة الرقبة وهذا هو عقاب من معه مال للكفارة
وأما من ليس معه مال فكفارته هى :
صوم ثلاثة أيام
وفى هذا قال تعالى :

"لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
 
عودة
أعلى