رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,784
- الإقامة
- مصر
الجذام فى الإسلام
الجذام أحد الأمراض التى رافقت البشرية منذ كفرها بوحى الله وهو من الأمراض التى تنتقل بين الناس ولكن على مدد طويلة لأن فترة الحضانة عشرين سنة حتى تظهر أعراض المرض
المرض فى تراثنا محاط بالجهل فقد عرفته الموسوعة الفقهية الكويتية كالتالى:
"التّعْريفُ:
الْجُذامُ: علّةٌ تتآكل منْها الأْعْضاءُ وتتساقطُ .
ولا يخْرُجُ الاسْتعْمال الْفقْهيُّ عنْ هذا الْمعْنى
ونقل ابْنُ عابدين عن الْقُهُسْتانيّ أنّهُ داءٌ يتشقّقُ به الْجلْدُ وينْتُنُ ويقْطعُ اللّحْم ."
والحقيقة أن المرض لا تتآكل منه الأعضاء ولا تتشقق وإنما الحادث كما يقول أهل الطب هو :
حدوث حالات من الخدر بسبب فقدان محسات الأعصاب
تشوه الأطراف
ومظهره الرئيسى هو :
تكون حبيبات جلدية فى الجلد وقبل ظهور الحبيبات تظهر بقع مختلفة عن الجلد العادى
والمرض طبيا لا ينتقل من المصاب إلى الصحيح إلا عبر الاتصال الوثيق بمعنى :
التلامس الجسدى المتكرر يوميا أو أسبوعيا وأما اللمس مرة كل فترة طويلة فلا يتسبب فى انتقال المرض والذى ينتقل إما عن طريق لمس الجلد المصاب أو عن طريق التنفس بالأنف
قطعا المرض يصيب الجهاز العصبى والجهاز التنفسى خاصة وأحيانا يتسبب فى العمى
والفقهاء رتبوا على المرض أحكاما متعددة أولها :
التفرقة بين زوجين أحدهما أصيب بالمرض وفى هذا قالت الموسوعة :
"يرى الْمالكيّةُ والشّافعيّةُ والْحنابلةُ ثُبُوت خيار الْفسْخ لكُل واحدٍ من الزّوْجيْن إذا وجد بصاحبه الْجُذام، لأنّهُ يُثيرُ نفْرةً في النّفْس تمْنعُ قُرْبانهُ ويُخْشى تعدّيه إلى النّفْس والنّسْل فيمْنعُ الاسْتمْتاع.
ويشْترطُ الْمالكيّةُ لثُبُوت الْخيار للزّوْجيْن بعيْب الْجُذام كوْنهُ مُحقّقًا ولوْ قل، أمّا الْجُذامُ الْمشْكُوكُ فيه فلا يثْبُتُ به الْخيارُ عنْدهُمْ .
وحكى إمامُ الْحرميْن - من الشّافعيّة – عنْ شيْخه أنّ أوائل الْجُذام لا تُثْبتُ الْخيار، وإنّما يثْبُتُ إذا اسْتحْكم، وأنّ اسْتحْكام الْجُذام إنّما يحْصُل بالتّقطُّع.
وتردّد إمامُ الْحرميْن في هذا وقال: يجُوزُ أنْ يُكْتفى باسْوداد الْعُضْو، وحُكْم أهْل الْمعْرفة باسْتحْكام الْعلّة .
وذهب أبُو حنيفة وأبُو يُوسُف إلى أنّهُ ليْس لواحدٍ من الزّوْجيْن خيارُ فسْخ النّكاح بجُذام الآْخر، وبهذا قال عطاءٌ والنّخعيُّ وعُمرُ بْنُ عبْد الْعزيز وأبُو زيادٍ وأبُو قلابة وابْنُ أبي ليْلى والأْوْزاعيُّ والثّوْريُّ والْخطّابيُّ.
وفي الْمبْسُوط أنّهُ مذْهبُ عليٍّ وابْن مسْعُودٍ رضي اللّهُ عنْهُما.
وقال مُحمّدُ بْنُ الْحسن: لا خيار للزّوْج بعيْب الْجُذام في الْمرْأة، ولها هي الْخيارُ بعيْب الْجُذام في الزّوْج دفْعًا للضّرر عنْها، كما في الْجبّ والْعُنّة، بخلاف جانب الزّوْج لأنّهُ مُتمكّنٌ منْ دفْع الضّرر بالطّلاق "
والكلام الفيصل كان يجب أن يصدر عن أهل الطب وليس الفقهاء والطب يقول أن أى زوج أو زوجة تظهر أو يظهر عليه أعراض المرض من الشائع أن الطرف الثانى سيكون مصابا بعد فترة قليلة ولو عدت بالسنوات بنفس المرض لأن سبب المرض طبيا الاتصال الوثيق بين طرفين والاتصال الوثيق بالجماع والنوم على سرير واحد موجود فى الزوجية الطويلة
ومن ثم يجب اولا الكشف الطبى على الطرف الذى لم تظهر عليه أعراض المرض وهى الحبيبات فإن تم التأكد من عدم الاصابة خير الطرف الثانى فى الطلاق لعلة أو البقاء مع الطرف الأخر
وأما فى حالة التأكد من وجود المرض عند الطرف الثانى فى مراحل أولية فهذا معناه أنه ليس هناك سبب للطلاق لأن كلاهما مصاب
قطعا الأمر عائد فى حالة عدم الاصابة إلى الطرف غير المصاب أن يبقى مع الطرف الأخر أو لا يبقى
والأفضل هو عدم البقاء ولكن كل شىء يتم بالتراضى
وتحدث الفقهاء عن تعامل المجذوم مع الناس ونقلت الموسوعة من بطون كتبهم التالى فى الموضوع :
" ذهب الْمالكيّةُ والشّافعيّةُ والْحنابلةُ إلى منْع مجْذُومٍ يُتأذّى به منْ مُخالطة الأْصحّاء والاجْتماع بالنّاس لحديث فرّ من الْمجْذُوم فرارك من الأْسد
وقال الْحنابلةُ: لا يحل لمجْذُومٍ مُخالطةُ صحيحٍ إلاّ بإذْنه فإذا أذن الصّحيحُ لمجْذُومٍ بمُخالطته جاز لهُ ذلك لحديث لا عدْوى ولا طيرة .
ولمْ نر للْحنفيّة نصًّا في الْمسْألة.
وإذا كثُر عددُ الْجذْمى فقال الأْكْثرُون: يُؤْمرُون أنْ ينْفردُوا في مواضع عن النّاس: ولا يُمْنعُون من التّصرُّف في حوائجهمْ.
وقيل: لا يلْزمُ الانْفرادُ ولو اسْتضرّ أهْل قرْيةٍ فيهمْ جذْمى بمُخالطتهمْ في الْماء فإنْ قدرُوا على اسْتنْباط ماءٍ بلا ضررٍ أُمرُوا به وإلاّ اسْتنْبطهُ لهُمُ الآْخرُون، أوْ أقامُوا منْ يسْتقي لهُمْ وإلاّ فلا يُمْنعُون . وقد اخْتلفت الآْثارُ عن النّبيّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم في مُخالطة الْمجْذُوم الأْصحّاء، فجاء في صحيح الْبُخاريّ فرّ من الْمجْذُوم كما تفرُّ من الأْسد وأخْرج مُسْلمٌ منْ حديث عمْرو بْن الشّريد الثّقفيّ عنْ أبيه قال: كان في وفْد ثقيفٍ رجُلٌ مجْذُومٌ فأرْسل إليْه النّبيُّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم إنّا قدْ بايعْناك فارْجعْ .
وروى أبُو نُعيْمٍ منْ حديث ابْن أبي أوْفى أنّ رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم قال: كلّم الْمجْذُوم وبيْنك وبيْنهُ قيْدُ رُمْحٍ أوْ رُمْحيْن .
وروى أبُو داوُد عنْ جابرٍ أنّ رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم أخذ بيد مجْذُومٍ فأدْخلهُ معهُ في الْقصْعة ثُمّ قال: كُل باسْم اللّه ثقةً باللّه وتوكُّلاً على اللّه"
والملاحظ هو تناقض الروايات بين روايات مانعة لتعامل المجذوم مع غيره إلا عن طريق التباعد المكانى وروايات تبيخ التقارب المكانى والجسدى بينه وبين غيره
والطب يقول أن المرض لا ينتقل إلا عبر تكرار التلامس الجسدى أو القرب المكانى ومن ثم التعامل مع المجذوم دون تلامس جسدى ودون اقتراب من أنفه لا يسبب العدوى
وحاليا أصبح علاج المرض متاحا فى مراحلة الأولى من خلال العلاج المتعددة الذى يتكون من ثلاث أدوية :
دابسون وريفاميسين وكلو فازيمين
وهو يقضى على المرض فى خلال فترة قليلة
والموضوع الثالث الذى تحدث عن الفقهاء هو إمامة المجذوم حيث نقلت الموسوعة أراءهم فقالت :
" ذهب الْحنفيّةُ إلى كراهة الصّلاة خلْف الْمجْذُوم .
وأجاز الْمالكيّةُ إمامة منْ قام به داءُ الْجُذام، إلاّ أنْ يشْتدّ جُذامُهُ بحيْثُ يضُرُّ بالنّاس فيُنحّى وُجُوبًا عن الإْمامة وكذا عن الْجماعة، فإنْ أبى أُجْبر على التّنحّي .
هذا ولمْ نجدْ في الْمسْألة نصًّا صريحًا عنْد الشّافعيّة والْحنابلة إلاّ أنّهُمْ يقُولُون بمنْع مجْذُومٍ يُتأذّى به منْ حُضُور مسْجدٍ وجماعةٍ ."
وكما سبق القول الطب الحالة يقول أن الابتعاد عن التلامس الجسدى والقرب المكانى بحيث يشم أحد تنفس الأخر يجعل إمامة المجذوم مباحة وإن كان الأفضل للمجذوم أن يصلى فى بيته أفضل له نفسيا من نظرات البعض لأن الناس يخافون بحكم المعتقد الشعبى من القرب منه
كما تحدث القوم عن مصافحة المجذوم وقد نقلت الموسوعة أرائهم فقالت :
"مُصافحةُ الْمجْذُوم:
" تُكْرهُ مُصافحةُ وتقْبيل ومُعانقةُ منْ به داءُ الْجُذام بهذا قال الشّافعيّةُ"
وطبيا المصافحة المتكررة هو الممنوعة وأما مرة كل فترة طويلة أو مرة فى العمر فلا تسبب انتقالا للعدوى وأما التقبيل والعناق فيمتنع عنه الناس لأن انتقال البكتريا عن طريق التنفس أسرع من انتقال المرض بالتلامس
وحاليا يمكن للناس التعامل مع المجذوم عن طريق القفازات الطبية والكمامات الطبية بالتصافح والعناق
وقد توقفت الدول عما كان يسمونه مستعمرات الجذام حيث كان يتم تجميع المصابين به فى قرية صغيرة حيث يعيشون معا فيها ويمنعون من تركها
الجذام أحد الأمراض التى رافقت البشرية منذ كفرها بوحى الله وهو من الأمراض التى تنتقل بين الناس ولكن على مدد طويلة لأن فترة الحضانة عشرين سنة حتى تظهر أعراض المرض
المرض فى تراثنا محاط بالجهل فقد عرفته الموسوعة الفقهية الكويتية كالتالى:
"التّعْريفُ:
الْجُذامُ: علّةٌ تتآكل منْها الأْعْضاءُ وتتساقطُ .
ولا يخْرُجُ الاسْتعْمال الْفقْهيُّ عنْ هذا الْمعْنى
ونقل ابْنُ عابدين عن الْقُهُسْتانيّ أنّهُ داءٌ يتشقّقُ به الْجلْدُ وينْتُنُ ويقْطعُ اللّحْم ."
والحقيقة أن المرض لا تتآكل منه الأعضاء ولا تتشقق وإنما الحادث كما يقول أهل الطب هو :
حدوث حالات من الخدر بسبب فقدان محسات الأعصاب
تشوه الأطراف
ومظهره الرئيسى هو :
تكون حبيبات جلدية فى الجلد وقبل ظهور الحبيبات تظهر بقع مختلفة عن الجلد العادى
والمرض طبيا لا ينتقل من المصاب إلى الصحيح إلا عبر الاتصال الوثيق بمعنى :
التلامس الجسدى المتكرر يوميا أو أسبوعيا وأما اللمس مرة كل فترة طويلة فلا يتسبب فى انتقال المرض والذى ينتقل إما عن طريق لمس الجلد المصاب أو عن طريق التنفس بالأنف
قطعا المرض يصيب الجهاز العصبى والجهاز التنفسى خاصة وأحيانا يتسبب فى العمى
والفقهاء رتبوا على المرض أحكاما متعددة أولها :
التفرقة بين زوجين أحدهما أصيب بالمرض وفى هذا قالت الموسوعة :
"يرى الْمالكيّةُ والشّافعيّةُ والْحنابلةُ ثُبُوت خيار الْفسْخ لكُل واحدٍ من الزّوْجيْن إذا وجد بصاحبه الْجُذام، لأنّهُ يُثيرُ نفْرةً في النّفْس تمْنعُ قُرْبانهُ ويُخْشى تعدّيه إلى النّفْس والنّسْل فيمْنعُ الاسْتمْتاع.
ويشْترطُ الْمالكيّةُ لثُبُوت الْخيار للزّوْجيْن بعيْب الْجُذام كوْنهُ مُحقّقًا ولوْ قل، أمّا الْجُذامُ الْمشْكُوكُ فيه فلا يثْبُتُ به الْخيارُ عنْدهُمْ .
وحكى إمامُ الْحرميْن - من الشّافعيّة – عنْ شيْخه أنّ أوائل الْجُذام لا تُثْبتُ الْخيار، وإنّما يثْبُتُ إذا اسْتحْكم، وأنّ اسْتحْكام الْجُذام إنّما يحْصُل بالتّقطُّع.
وتردّد إمامُ الْحرميْن في هذا وقال: يجُوزُ أنْ يُكْتفى باسْوداد الْعُضْو، وحُكْم أهْل الْمعْرفة باسْتحْكام الْعلّة .
وذهب أبُو حنيفة وأبُو يُوسُف إلى أنّهُ ليْس لواحدٍ من الزّوْجيْن خيارُ فسْخ النّكاح بجُذام الآْخر، وبهذا قال عطاءٌ والنّخعيُّ وعُمرُ بْنُ عبْد الْعزيز وأبُو زيادٍ وأبُو قلابة وابْنُ أبي ليْلى والأْوْزاعيُّ والثّوْريُّ والْخطّابيُّ.
وفي الْمبْسُوط أنّهُ مذْهبُ عليٍّ وابْن مسْعُودٍ رضي اللّهُ عنْهُما.
وقال مُحمّدُ بْنُ الْحسن: لا خيار للزّوْج بعيْب الْجُذام في الْمرْأة، ولها هي الْخيارُ بعيْب الْجُذام في الزّوْج دفْعًا للضّرر عنْها، كما في الْجبّ والْعُنّة، بخلاف جانب الزّوْج لأنّهُ مُتمكّنٌ منْ دفْع الضّرر بالطّلاق "
والكلام الفيصل كان يجب أن يصدر عن أهل الطب وليس الفقهاء والطب يقول أن أى زوج أو زوجة تظهر أو يظهر عليه أعراض المرض من الشائع أن الطرف الثانى سيكون مصابا بعد فترة قليلة ولو عدت بالسنوات بنفس المرض لأن سبب المرض طبيا الاتصال الوثيق بين طرفين والاتصال الوثيق بالجماع والنوم على سرير واحد موجود فى الزوجية الطويلة
ومن ثم يجب اولا الكشف الطبى على الطرف الذى لم تظهر عليه أعراض المرض وهى الحبيبات فإن تم التأكد من عدم الاصابة خير الطرف الثانى فى الطلاق لعلة أو البقاء مع الطرف الأخر
وأما فى حالة التأكد من وجود المرض عند الطرف الثانى فى مراحل أولية فهذا معناه أنه ليس هناك سبب للطلاق لأن كلاهما مصاب
قطعا الأمر عائد فى حالة عدم الاصابة إلى الطرف غير المصاب أن يبقى مع الطرف الأخر أو لا يبقى
والأفضل هو عدم البقاء ولكن كل شىء يتم بالتراضى
وتحدث الفقهاء عن تعامل المجذوم مع الناس ونقلت الموسوعة من بطون كتبهم التالى فى الموضوع :
" ذهب الْمالكيّةُ والشّافعيّةُ والْحنابلةُ إلى منْع مجْذُومٍ يُتأذّى به منْ مُخالطة الأْصحّاء والاجْتماع بالنّاس لحديث فرّ من الْمجْذُوم فرارك من الأْسد
وقال الْحنابلةُ: لا يحل لمجْذُومٍ مُخالطةُ صحيحٍ إلاّ بإذْنه فإذا أذن الصّحيحُ لمجْذُومٍ بمُخالطته جاز لهُ ذلك لحديث لا عدْوى ولا طيرة .
ولمْ نر للْحنفيّة نصًّا في الْمسْألة.
وإذا كثُر عددُ الْجذْمى فقال الأْكْثرُون: يُؤْمرُون أنْ ينْفردُوا في مواضع عن النّاس: ولا يُمْنعُون من التّصرُّف في حوائجهمْ.
وقيل: لا يلْزمُ الانْفرادُ ولو اسْتضرّ أهْل قرْيةٍ فيهمْ جذْمى بمُخالطتهمْ في الْماء فإنْ قدرُوا على اسْتنْباط ماءٍ بلا ضررٍ أُمرُوا به وإلاّ اسْتنْبطهُ لهُمُ الآْخرُون، أوْ أقامُوا منْ يسْتقي لهُمْ وإلاّ فلا يُمْنعُون . وقد اخْتلفت الآْثارُ عن النّبيّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم في مُخالطة الْمجْذُوم الأْصحّاء، فجاء في صحيح الْبُخاريّ فرّ من الْمجْذُوم كما تفرُّ من الأْسد وأخْرج مُسْلمٌ منْ حديث عمْرو بْن الشّريد الثّقفيّ عنْ أبيه قال: كان في وفْد ثقيفٍ رجُلٌ مجْذُومٌ فأرْسل إليْه النّبيُّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم إنّا قدْ بايعْناك فارْجعْ .
وروى أبُو نُعيْمٍ منْ حديث ابْن أبي أوْفى أنّ رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم قال: كلّم الْمجْذُوم وبيْنك وبيْنهُ قيْدُ رُمْحٍ أوْ رُمْحيْن .
وروى أبُو داوُد عنْ جابرٍ أنّ رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم أخذ بيد مجْذُومٍ فأدْخلهُ معهُ في الْقصْعة ثُمّ قال: كُل باسْم اللّه ثقةً باللّه وتوكُّلاً على اللّه"
والملاحظ هو تناقض الروايات بين روايات مانعة لتعامل المجذوم مع غيره إلا عن طريق التباعد المكانى وروايات تبيخ التقارب المكانى والجسدى بينه وبين غيره
والطب يقول أن المرض لا ينتقل إلا عبر تكرار التلامس الجسدى أو القرب المكانى ومن ثم التعامل مع المجذوم دون تلامس جسدى ودون اقتراب من أنفه لا يسبب العدوى
وحاليا أصبح علاج المرض متاحا فى مراحلة الأولى من خلال العلاج المتعددة الذى يتكون من ثلاث أدوية :
دابسون وريفاميسين وكلو فازيمين
وهو يقضى على المرض فى خلال فترة قليلة
والموضوع الثالث الذى تحدث عن الفقهاء هو إمامة المجذوم حيث نقلت الموسوعة أراءهم فقالت :
" ذهب الْحنفيّةُ إلى كراهة الصّلاة خلْف الْمجْذُوم .
وأجاز الْمالكيّةُ إمامة منْ قام به داءُ الْجُذام، إلاّ أنْ يشْتدّ جُذامُهُ بحيْثُ يضُرُّ بالنّاس فيُنحّى وُجُوبًا عن الإْمامة وكذا عن الْجماعة، فإنْ أبى أُجْبر على التّنحّي .
هذا ولمْ نجدْ في الْمسْألة نصًّا صريحًا عنْد الشّافعيّة والْحنابلة إلاّ أنّهُمْ يقُولُون بمنْع مجْذُومٍ يُتأذّى به منْ حُضُور مسْجدٍ وجماعةٍ ."
وكما سبق القول الطب الحالة يقول أن الابتعاد عن التلامس الجسدى والقرب المكانى بحيث يشم أحد تنفس الأخر يجعل إمامة المجذوم مباحة وإن كان الأفضل للمجذوم أن يصلى فى بيته أفضل له نفسيا من نظرات البعض لأن الناس يخافون بحكم المعتقد الشعبى من القرب منه
كما تحدث القوم عن مصافحة المجذوم وقد نقلت الموسوعة أرائهم فقالت :
"مُصافحةُ الْمجْذُوم:
" تُكْرهُ مُصافحةُ وتقْبيل ومُعانقةُ منْ به داءُ الْجُذام بهذا قال الشّافعيّةُ"
وطبيا المصافحة المتكررة هو الممنوعة وأما مرة كل فترة طويلة أو مرة فى العمر فلا تسبب انتقالا للعدوى وأما التقبيل والعناق فيمتنع عنه الناس لأن انتقال البكتريا عن طريق التنفس أسرع من انتقال المرض بالتلامس
وحاليا يمكن للناس التعامل مع المجذوم عن طريق القفازات الطبية والكمامات الطبية بالتصافح والعناق
وقد توقفت الدول عما كان يسمونه مستعمرات الجذام حيث كان يتم تجميع المصابين به فى قرية صغيرة حيث يعيشون معا فيها ويمنعون من تركها