
استقرت تكاليف اقتراض الليرة التركية في السوق الخارجية والتأمين على ديون البلاد ضد التخلف عن السداد قرب مستويات الأسبوع الماضي، في إشارة على استمرار حالة الترقب الشديد التي تسيطر على المتعاملين بعد فترة اضطراب شهدتها السوق. وانخفض سعر صرف الليرة مقابل الدولار.
بلغ المعدل الخارجي، المعروف باسم "العائد الضمني على عقود الليرة التركية المستقبلية لليوم التالي"، 187% عند الساعة 8:18 صباحاً في إسطنبول، قرب أعلى مستوى منذ يونيو 2023. فيما بلغت عقود مقايضة العجز الائتماني لتركيا لأجل خمس سنوات 327 نقطة أساس، دون تغيير يُذكر منذ مستوى الجمعة الذي أظهر ارتفاعه إلى أعلى مستوى في عام.
تشير التحركات إلى استعداد المتعاملين لمزيد من التقلب في الأصول التركية يوم الإثنين، بعد توقيف عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو رسمياً وحبسه بتهم فساد يوم الأحد. يُعد السياسي التركي على نطاق واسع المنافس الأكبر للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة. فيما استمرت الاحتجاجات ضد التوقيف والاشتباكات مع قوات الشرطة في المدن الكبرى يوم الأحد.
تراجع سعر صرف الليرة نحو 0.1% أمام الدولار إل 38.0086 ليرة للدولار في الساعة 8:21 صباحاً في إسطنبول، وفق البيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
تركيا ودعم الليرة والسوق
أدى اعتقال إمام أوغلو الأسبوع الماضي إلى اضطراب السوق، ما أفضى إلى هبوط الليرة وسوق الأسهم، وارتفاع عائدات السندات. وسارعت أكبر المؤسسات الاقتصادية والمالية إلى التحرك سعياً للحد من التداعيات.عقد البنك المركزي التركي الأحد اجتماعاً مع مسؤولين تنفيذيين ببنوك لمناقشة التقلب المتوقع في السوق والخطوات المستقبلية، بحسب ما كشفته "بلومبرغ" نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر. وكشف اتحاد البنوك التركية لاحقاً أن السلطات النقدية والمقرضين عقدا "اجتماعاً فنياً".
على جانب آخر، عقد وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك اجتماعاً مع الجهات التنظيمية بشأن التدابير المرتقب اتخاذها لمواجهة اضطراب السوق، بحسب ما كشفته "بلومبرغ إتش تي" نقلاً عن مصادر لم تسمّها.
كما أعلنت الجهة التنظيمية للسوق ليل الأحد عن مجموعة واسعة من التدابير لدعم السوق، وشملت هذه الإجراءات حظر البيع على المكشوف، وتخفيف أكبر في شروط إعادة شراء الأسهم، وخفض الحد الأدنى لمتطلبات حماية رأس المال في التداول بالهامش.