- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
قضى الانهيار الأخير لعالم البيتكوين على أكثر من تريليوني دولار من قيمة تعاملات هذا النوع من الأصول في الفترة الأخيرة، فكيف يمكن تفادي أي انهيارات مستقبلية للبيتكوين؟
في صحيفة فاينانشال تايمز نقرأ مقالا لجوليان تيت يتحدث فيه عن قرار سابق لشركة كوليجن الأيرلندية بالاحتفال بالعملات المشفرة ونجوم هذا القطاع في إطار مؤتمر سنوي للتكنولوجيا تنظمه في الهواء الطلق في مدينة تورنتو ويحضره مستثمرون في الأصول الرقمية وخبراء في القطاع ومهتمون به.
لكن ثمانية من أبرز من الشخصيات في عالم العملات الرقمية، الذين كان من المفترض أن يتحدثوا إلى 35000 ألف مشارك في هذا الحدث الكبير، اعتذروا عن الحضور مبررين ذلك بطوارئ عائلية وصحية.
وبدلا من شمس الهواء الطلق، دخل هؤلاء في موجة صقيع بسبب ما تعرضت له أسواق الأصول الرقمية من كوارث في الفترة الأخيرة. فسوق العملات المشفرة فقد حوالي 70 في المئة من قيمة السوق، وتراجعت البيتكوين، أكبر العملات المشفرة من حيث حجم التعاملات وأوسعها انتشارا على مستوى العالم، إلى مستويات دون 20000 دولار للوحدة.
كما تعرضت عملات مشفرة مثل تيرا ولونا لانهيار كامل في الفترة الأخيرة مع قرارات أثارت قلقا بالغا حيال مستقبل تعاملات هذا النوع من الأصول تمثلت في وقف السحب من قبل بعض الشركات المقرضة للعملات المشفرة، أهمها بابل وسلزيوس.
وزاد من قلق الأسواق ذلك القرار الذي أعلنه سام بانكمان فرايد، الملياردير البالغ من العمر 30 سنة ومؤسس شركة إف تي إكس المشغلة لمنصة عملات مشفرة تحمل الاسم نفسه، بإطلاق خطة إنقاذ مالي لعدد من شركات التداول في هذا النوع من الأصول، وهو التحرك الذي يشبه إلى حدٍ كبيرٍ ما قام به جون بيربون مورغان عام 1907 عندما أنقذ بنوكا أخرى من الإفلاس أثناء الأزمة المالية الأمريكية.
وكان هذا كافيا كي يؤكد الغياب الكامل لكيان مركزي يمكن الاستعانة به لمساعدة شركات التداول في العملات المشفرة أثناء الأزمات التي قد تتعرض لها. كما كشف التدهور السريع في حجم تعاملات تلك الأصول عن قلق بالغ حيال إمكانية اعتماد المجتمعات على هذا النوع من العملات.
وظهرت تلك المخاوف بوضوح فيما أعلنته الحكومة في سنغافورة من أنها ستتخذ موقفا صارما مع البيتكوين، كما حذرت سنغافورة من أن إطلاق البنوك المركزية عملات مشفرة خاصة بها قد يكون من العوامل التي تؤدي إلى انهيار كامل للعملات المشفرة التي تطلقها جهات خاصة.
رغم كل ذلك، لا يزال هناك من يراهن على أن المستقبل للعملات المشفرة، أبرزهم الرئيس التنفيذي لشركة بينانس للعملات المشفرة في الولايات المتحدة براين شرودر الذين قال: "على مدار الأسابيع القليلة المقبلة، قد يكون هناك مزيد من ضحايا العملات المشفرة، إنها نتيجة طبيعية للتحركات العنيفة التي تشهدها الأسواق في الوقت الراهن".
وأضاف: "فقد خرجت أمازون من رحم فقاعة المواقع الإلكترونية، ونحن نريد أن نكون أمازون في قطاعنا. هذه هي المرة الثالثة التي أرى فيها (هذا النوع من انهيار العملات المشفرة). إنه شيء جيد للقطاع".
وتحدثنا الثقة التي ظهرت في تصريحات شرودر عن بعض العوامل التي من شأنها أن تجنب القطاع كوارث وانهيارات مستقبلية. فشركة بينانس التي يقودها، على سبيل المثال، لا تعتمد على تداولات الهامش أو إقراض العملات المشفرة، مما يجعلها أقل عرضة لخطر الخسارة. كما أن الشركة نجحت في زيادة رأس المال بواقع 200 مليار دولار في الفترة الأخيرة يرجح أنها ستستخدمها في تنويع استثماراتها، وهو ما يوفر لها قدرا أكبر من الأمان.