إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

البيانات تعاود تأثيرها في الأسواق بعد انحسار ازمة ...

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,633
الإقامة
قطر-الأردن

وانتهى الأسبوع الماضي على بهجة عارمة في الأسواق كانت قد بدت طلائعها مع بدايته. التفاؤل بخصوص ما ستؤول اليه الاوضاع في اليونان كان بمحله، فقد سارت الامور بحسب ما اشتهته سفن رئيس الوزراء. هو حصل على إقرار البرلمان خطته التقشفية التي أصر عليها الاوروبيون وصندوق النقد الدولي كشرط ضروري للإفراج عن المساعدات المطلوبة.

ألإنفراج تحقق اذا، ولكنه مؤقت، والأزمة مؤهلة للبروز في المدى المنظور مجددا. إقرار البرلمان اليوناني لخطة الإنقاذ الحكومية لا يعتبر نهاية المطاف. السبب؟

ألإتجاه العام الذي تسلكه الأحداث حاليا يقضي باعتماد الاقتراح الفرنسي القائم على تحمل البنوك التجارية المقرضة لليونان بعض ثمن إنقاذ أثينا (عن طريق تأجيل سداد بعض قروضها للحكومة اليونانية)، لكن المستثمرين والمحللين الإستراتيجيين يعتقدون أن هذه الخطوة لن تستطيع مساعدة اليونان في تسديد ديونها على المدى البعيد.


لماذا؟
تفسير العوائق هذه يستند الى تبيان آلية الحل المقترح بالأرقام. بات الآن معلوما انه مقابل كل 100 يورو (145.2 دولارا) من القروض اليونانية التي تستحق السداد قبل منتصف 2014 التي توافق البنوك على تأجيل استحقاقها ستحتفظ البنوك لديها بـ30 يورو، بمعنى أن الحكومة اليونانية ستكون قادرة على الحصول على 70 يورو فقط من الناحية النظرية من كل 100 يورو.

يضاف إلى ذلك أن أثينا لن تحصل بالفعل على كل الـ 70 يورو، إذ إنها ستحصل فقط على 50 يورو سائلة بينما يتم وضع 20 يورو في محفظة استثمارية لشراء سندات مرتفعة القيمة لتكون ضمانا لل 70 يورو التي تقترضها من البنوك.

ولذلك فإن الثمن الذي ستدفعه اليونان سيكون باهظا من أجل تأجيل استحقاق القروض، وبهذا تكون الأزمة دائرة في حلقة مفرغة وما الاجراءات الحالية الا تبريدا مؤقتا وتأجيلا لتفجرها ( وربما ايضا لانتقال عدواها الى بلدان الجوار)..

وبمَ تحتفل الأسواق اذا؟

إنه العامل السيكولوجي الذي أطلق احتفال المستثمرين المفرطين في التفاؤل بعد زوال عامل الخوف والترقب الذي تحكم بالأسواق لأسابيع خلت، واحتفال أولئك المأخوذين بظواهر الأمور، أو هؤلاء السائرين مع التيار الجارف بردة فعل أولية على نتيجة لحدث طال انتظاره وهم سيكونون سباقين الى الهروب من السوق فور بروز الإشارات الأولى على تعثر الحركة الصعودية. هؤلاء يشككون بقدرة ال داكس الالماني على تجاوز حاجز ال 7600 نقطة مهما تجبر وتقوى. هل يكونون على حق؟ ننتظر فنرى.

والآن؟

في حال بقيت أخبار اليونان على الوجهة الإيجابية هذا الأسبوع فالأنظار ستتجه مجددا الى مواعيد البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الاسبوع، وتفاعل الأسواق سوف تكون معها. انها بيانات من قطاعي الصناعة والبناء، ولكنها ايضا قبل كل شيء من حيث الأهمية بيانات البطالة التي تصدر يوم الجمعة القادم.
الاسبوع الماضي كان قد حمل اشارات بيانية ايجابية من بياني ISM وشيكاجو للصناعات التحويلية، والسؤال حاليا ينطلق من هذا المستجد، ويتمحور حول ما اذا كان الضعف الاقتصادي الذي شهده الفصل الثاني هو عامل طارئ نتج عن كارثة التسونامي الياباني، أم هو بداية لانزلاق جديد في أزمة مديدة مشابهة للانكماش الذي عانى منه الاقتصاد العالمي في العام 2008. الجواب على هذا السؤال قد يكون ممكنا بعد تحليل ارقام بيانات الايام القادمة وما ستحمله من جديد. بعد عطلة يوم الاثنين في الولايات المتحدة التحسب واجب لاسبوع متقلب في الاسواق...

وفي أوروبا؟

اجتماع البنك المركزي الاوروبي يجذب الاهتمام الاوروبي هذا الاسبوع وبخاصة حديث رئيسه " تريشه" يوم الخميس القادم.
رفع الفائدة من 1.25 الى 1.50% مرجح الى حد التأكيد. تريشه كان قد حضّر الأسواق لهذا القرار في تصريحاته السابقة.
المفاجأة ستكون في عدم رفع الفائدة وليس في رفعها. القرار هذا مستوعب في جزء منه في أسعار اليورو الحالية ومن المستبعد اللجوء الى جني الارباح قبل سماع القرار وتعليقات تريشه بعده، خاصة وانه سيكون من المفيد الانتباه الى ما اذا كان هذا القرار سابق لآخر سيتبعه قريبا، أم هو الأخير في دورة انتهت...
إستمرار الأخبار الايجابية من اليونان، ان تتابع هذا الاسبوع، سيكون بدوره مصدر قوة لليورو وضغوط على اسعار فوائد السندات الالمانية وارتفاع لفوائدها، بعكس ما سيكون عليه الامر بالنسبة لسندات بلدان الجنوب التي تستفيد اسعارها من الانفراجات وتتراجع فوائدها.


unemployment_2.jpg




 
عودة
أعلى