- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
تقرير التوظيف في القطاع الخاص كان على وجه حسن (ارتفع الى* + 230 الف وظيفة مستحدثة ) ، لكن مؤشر " اي اس ام " لقطاع الخدمات الاميركي لم يكن كذلك( تراجع الى 57.1 نقطة من 58.6 ).
تراجع مؤشر " اي اس ام " لغير القطاعات الصناعية ينعكس بالعادة سلبا على الاسواق، ولكن هذا لم يحدث بالامس. لماذا؟
نعتقد ان الحجة في ذلك تعود الى كون قطاع التوظيف في المؤشر سجل ارتفاعا من 58.5 الى 59.6. كانت هذه هي النتيجة الافضل منذ العام 2005. ان هذا المعطى يثير موجة تفاؤل كبيرة حيال نتائج بيانات سوق العمل الرسمية التي ستصدر يوم الجمعة . ان شئنا اجراء معادلة تقديرية لنتائج بيانات سوق العمل المنتظرة انطلاقا من نسبة ارتفاع قطاع التوظيف في* مؤشر " اي اس ام " فان العدد التقريبي لاستحداث الوظائف سيكون حول ال 300 الف وظيفة وهذا بالطبع سيشكل مفاجأة ايجابية كبيرة جدا للاسواق اول ما يفيد منها الدولار .
رغم كل هذا الاقبال على امتلاك الاسهم، ورغم كل هذه الاشارات الاميركية الايجابية فان ألأمان مفقود في اوساط المستثمرين وكما ندر في السابق. سبب ذلك يعود الى تناقض المؤشرات التي يمكن البناء عليها وكلها صادرة من* المعطيات الاساسية.
بشهادة تاريخية موثوقة فانه من النادر ان شهد السوق تقلبات حادة كما شهد في الاسابيع الستة الاخيرة، ولا يزال. مؤشر داكس الالماني من ال 9800 نقطة الى ال 8350 ( -15% ) وثم ارتفاع في ايام قليلة الى ال 9300 مجددا. مؤشر اس اند بي 500 تراجع من 2020 الى 1820 ومنها مجددا الى ال 2025 في فترة وجيزة جدا. وهذا لم يكن في سوق يفتقر الى السيولة يصح وصفه بانه آني وغير موثوق. ما السرّ في ذلك؟ أليست بداية نهاية المرحلة الصعودية التي عمت الاسواق طيلة سنوات ست مضت؟
الجواب يبقى تقديريا لان المعطيات المتوفرة متساوية من حيث ثقلها وتأثيرها. نقطتان ايجابيتان، وأختان لهما سلبيتان.
النقطة الايجابية الاولى التي تدعم الاسواق وتدفع بها صعودا تتمثل بالسياسة النقدية للبنوك المركزية التي تتسابق على طباعة العملة، وتترك الفائدة على مستوى منخفض جدا. ان تاثير السياسة النقدية هذه يمكن ان يكون هائلا. هذا ما أثبته اعلان بنك اليابان الاسبوع الماضي عن رفعه قيمة المبلغ المطبوع من 50 الى ما يوازي 80 مليار دولار.هذا الاعلان اثار موجة تسابق على شراء الاسهم كما انه دفع بالين الى حضيض سحيق.
النقطة الايجابية الثانية تتمثل بالوضع الاقتصادي الاميركي المتحسن وبالرهانات على اقتراب موعد البدء برفع الفائدة. هذا يفيد الدولار حتما. انه قد يثقل على الشركات الاميركية ولكنه سيسهل عمل الاوروبية التي ستستفيد من ارتفاع الدولار وتراجع اليورو .
النقطة السلبية الاولى تتمثل بالبيئة الاقتصادية الاوروبية الموغلة في الضعف . ارتفاع اسواق الاسهم هنا لا يستند الى وضع اقتصادي مريح. تقييم الاسواق بات عاليا جدا من هذا المنطلق.
النقطة السلبية الثانية تاتي من الوضع الجيوسياسي المتفجر والمفتوح على المفاجآت في كل لحظة.
قبل اسبوعين من الان كان الجميع في وضعية خوف كبير . خوف من انهيار حاد للاسواق. ثم بسحر ساحر انقلبت الوجهة ومن كان خائفا سارع الى الشراء. هذا يدعو الى الحذر. يدعو الى التخمين باننا في نهاية مرحلة.
نهاية المرحلة لا يعني بالضرورة اننا امام انهيار قريب على غرار ما شهدناه في العامين 2000 و 2008. لا نعتقد ( boursa.info* ) اننا امام انهيار حاد بل نتحضر لاستقبال مرحلة مراوحة افقية تحصينية عريضة تتحدد الوجهة بعدها صعودا او تراجعا بناء على نجاح اجراءات البنوك المركزية او فشلها. ومن يدري قد يكون الفدرالي الاميركي مضطرا مجددا للاعلان عن برنامج تحفيز اقتصادي رابع.
اليوم سنكون على إصغاء دقيق لرئيس المركزي الاوروبي ماريو دراجي. أقواله ستكون بالتأكيد مؤثرة. ليس فقط على اليورو ، بل على الاسواق كافة.
ايضا المركزي البريطاني سيعلن عن نتائج اجتماعه.
من الولايات المتحدة ستصدر طلبات اعانات البطالة.
من بريطانيا يصدر الانتاج الصناعي.