
تجاوز المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية مستوى مقاومة رئيسي وهو 12 ألف نقطة في بداية تداولات اليوم الخميس، وسط توقّعات بتحسّن الأداء بعد عطلة العيد، لكن استدامة الصعود تبقى رهناً باستمرار المعنويات الإيجابية بعد ارتفاع أسعار النفط واستقرار الأسواق العالمية.
كان المؤشر "تاسي" قد ارتفع بنسبة 2.26% في الجلسة الماضية ليغلق عند 11,970 نقطة، مع صعود جميع قطاعات السوق بقيادة البنوك والطاقة، بينما بلغت قيمة التعاملات 6.1 مليار ريال.
وقال محمد عادل، المحلل المالي لدى "الشرق"، إن "الارتباط الإيجابي بين أسعار النفط وتحركات 'تاسي' وصل إلى أعلى مستوياته خلال عام تقريباً"، مضيفاً أن مكاسب السوق السعودية تمثّل تحركات متأخرة بعد مكاسب النفط خلال الأسبوع الماضي.
حافظت أسعار النفط على مكاسبها بعد أن سجّلت مخزونات الخام الأميركية أكبر انخفاض منذ ديسمبر، مما يشير إلى احتمال نقص المعروض على المدى القريب.
ويرى أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول لدى صحيفة "الاقتصادية"، أن السوق من الناحية الفنية تستهدف مستوى 12,130 نقطة في الوقت الحالي، لكنه استبعد حدوث ذلك في جلسة اليوم. جرى تداول خام "برنت" قرب 74 دولاراً للبرميل، بعدما أغلق مرتفعاً بنسبة 1.1% الأربعاء، بينما انخفض "غرب تكساس الوسيط" إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل.
لكنه قال في مقابلة مع "الشرق" إن "ارتفاعات الأربعاء ترفع الآمال بأن يكون الأداء جيداً، وأن نرى مستويات 12 ألف نقطة قبل أن تتوقف السوق لعطلة العيد".
لا تسويات نقدية جديدة قبيل عطلة العيد
عزا الرشيد التحركات الإيجابية في السوق أمس إلى انتهاء فترة التسوية النقدية استعداداً لعطلة العيد، متوقّعاً أن تشهد السوق أداءً إيجابياً مماثلاً في جلسة اليوم.وقال: "السوق تتداول في فترة لا يستفيد فيها البائعون من النقدية، حيث كان الثلاثاء اليوم الأخير للتسوية النقدية... بالتالي من كان يرغب في البيع قد باع بالفعل، ولم يتبقَّ كثير من البائعين في السوق. وانخفاض قيم التداول يجعل العمليات الشرائية مؤثرة بشكل أكبر".
أداء متقلب لقطاع البنوك
أسهم قطاع البنوك بدأت تداولات اليوم على ارتفاع طفيف، إذ لم تتجاوز نسبة ارتفاع أغلب الأسهم 1%. يواصل بذلك القطاع الذي يشكّل نحو 35% من الوزن النسبي لمؤشر "تاسي" ارتفاعه، بعد أن ارتدّ في جلسة أمس بمكاسب تجاوزت 3%، عقب خسائر بنحو 1% في الجلسة السابقة.وأشار وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد "CISI"، إلى أن أسهم البنوك تستفيد هي الأخرى من ارتفاع أسعار النفط، وكذلك من تحركات أسعار الفائدة.
وفي مقابلة مع "الشرق"، قال الطه: "أسعار النفط لا تؤثر في أسهم قطاع الطاقة فحسب، فالسعودية بلد نفطي. واستقرار أسعار النفط يعطي ارتياحاً عاماً للأسواق لأنه يرتبط بالمالية العامة".
وأضاف: "البنوك السعودية ستكون الأقل تأثراً من بين القطاعات المصرفية في مجلس التعاون الخليجي لو تم رفع الفائدة. كما ستستفيد في 2025 من الوضع الحالي... خصوصاً أن استقرار الفائدة أو الميل للانخفاض لا يؤثر سلباً على ربحية الشركات، بل ربما يؤدي إلى زيادة في معدل الدورة أو في طلبات القروض لتنفيذ بعض المشاريع المرتبطة برؤية المملكة".
هل يستمر صعود أرامكو؟
واصل سهم "أرامكو" ارتفاعه أمس للجلسة الخامسة على التوالي، منذ أن سجّل أدنى مستوياته في 5 سنوات، لكن مواصلة الصعود تبقى رهناً باستمرار ارتفاع أسعار النفط.وقال أشرف جرار، الوسيط الدولي لإدارة الأصول في "المتحدة للأوراق المالية"، خلال مقابلة مع "الشرق": "ننتظر بعض الأرقام خلال الأشهر القادمة التي قد تؤثر في أسعار النفط وزيادة الطلب عليه، خصوصاً من الصين. كما أن استقرار الأوضاع السياسية والجيوسياسية في المنطقة، وهدوء نبرة البيت الأبيض والإدارة الأميركية بخصوص الضرائب، كل ذلك قد يجعل مسار النفط مستقراً على المدى المتوسط على الأقل، وهو ما سينعكس بالتأكيد على سهم 'أرامكو'."
ويرى عادل، المحلل لدى "الشرق"، أن سهم "أرامكو" يستهدف حالياً اختبار مستوى 27 ريالاً للسهم.