الأتراك يمتلكون عملات رقمية أكثر من أي دولة أوروبية

[mohammad-k]

فجرت مدير قسم الاستراتيجيات في شركة "كوين شيرز"، ملتم دميرورز، عدد من المفاجآت في تغريدة نشرتها على حسابها في موقع "تويتر" يتعلق بعدد مستخدمي العملات الرقمية في الدول الأوروبية.

أعلنت دميرورز أن الأتراك هم الأكثر عددا في استخدام العملات الرقمية بنسبة 18% مقارنة ببقية الدول الأوروبية التي تمتلك معدل متوسط بنسبة 9% وفقا لبيانات شركة "ING".

وأشادت دميرورز بالنجاح الكبير للشركات الناشئة والمستثمرين في تركيا، بجانب العديد من الأسباب التي تجعل الشعب التركي من أكثر الشعوب المهتمة بامتلاك وتداول العملات الرقمية مثل معاناة الدولة من أزمة ديون بالدولار أثرت على أداء العملة الرسمية للبلاد "الليرة"، وأضرت بمدخرات العديد من العائلات التركية.

وفي يوم واحد فقدت الليرة التركية حوالي 20% من قيمتها في العاشر من أغسطس من العام الماضي، في سيناريو شبيه بما تعاني منه فنزويلا وعملة البوليفار، وهو ما يخلق الجو المثالي لنمو سوق العملات الرقمية.

ومع تضاؤل الإقتصاد التركي وتراجع العملة الرسمية، من غير المفاجيء أن يتجه الأتراك إلى العملات الرقمية وخاصة عملة البيتكوين، التي شهدت ارتفاعا في عدد المستثمرين الأتراك منذ أغسطس الماضي، وارتفع حجم تداولها في الأسواق التركية بنسبة 37% في نوفمبر الماضي، على الرغم من أن العملة تعاني من التقلب الشديد وسجلت خسائر قياسية في الأسواق العالمية على مدار العام الماضي.

وبجانب الوضع الإقتصادي، أوضح أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كورنيل، ايمي غون سيرير، أن الثقافة تلعب دورا كبيرا في تشجيع الأتراك على الاستثمار في البيتكوين، إذ ترتفع نسبة الشباب المنفتحين على استخدام التقنيات الجديدة في الدولة أكثر بكثير من نسبة الشباب في أوروبا، بالإضافة إلى اهتمام الأتراك بالمخططات المالية ذات هوامش الربح العالية، مما يعني أن الأتراك يمتلكون العملات الرقمية كوسيلة للدفع وأيضا كأداة للمضاربة.

أما بالنسبة لموقف الحكومة، فلم تحظر حكومة أردوغان تداول أو امتلاك العملات الرقمية في الدولة، ولكنه حاول إقناع الشعب بتحويل ممتلكاتهم من الدولارات إلى الليرة بدلا من البيتكوين. وأصدرت السلطة الدينية في الدولة "ديانات" مرسوما يوضح أن المسلمين لا ينبغي لهم التجارة في العملات الرقمية دون تفاعل من الشعب الذي لا يعمى عن السلوك المتقلب لحكومته.