اسعار الذهب تحوم حول مستويات 1600.00$ بعد اتفاق قبرص

[mohammad-k]

حامت أسعار الذهب حول مستويات 1600$ في المعاملات المبكرة من اليوم بعد أن تراجعت بالأمس إلى ما دون ذلك المستوى على إثر توصل الحكومة القبرصية إلى اتفاق مع المقرضين الدوليين يحول دون انهيار القطاع المصرفي لديها في اللحظات الأخيرة إلا ان الاتفاق لم يكن ذو جانب ايجابي فقط بل حمل معه جانب سلبي زاد من قلق المستثمرين في الأسواق.
أسعار الذهب سجلت مستويات 1602.21$ للأونصة بعد أن حققت الأعلى اليوم عند مستويات 1605.90$ و الأدنى 1599.71$ للأونصة، بالأمس تراجعت الأسعار إلى مستويات 1589.63$ الأدنى في سبعة أيام وذلك بعد أن تم الموافقة على منح قبرص حزم الانقاذ المالية بقيمة 10 مليارات يورو من قبل الترويكا "المفوضية الأوروبية و البنك الأوروبي بجانب صندوق النقد الدولي" وفي المقابل تقوم الحكومة بتوفير نحو 5.8 مليارات يورو من ضمنهم 4.2 مليارات يورو سيتم تمويلها من إعادة هيكلة أكبر البنوك لديها.
الاتفاق ينص على إغلاق بنك "لايكي" ثان أكبر البنوك و تحويل حساباته إلى بنك "قبرص"، بينما لا يتم المساس بالودائع دون 100 ألف يورو، بينما الودائع الأكبر من ذلك المستوى في كلا البنكين سيتم استخدامها في عملية التمويل، أما بالنسبة للمساهمين و حائز سندات البنك "لايكي" سيتحملون كافة الخسائر الناجمة عن تلك العملية.
حتى الآن يبدو للوهلة أن أزمة قبرص قد تم حلها، لكن في واقع الأمر الأزمة لم تنتهي بعد، القرارات السيادية الاخيرة فرضت مد فترة اغلاق البنوك إلى يوم الخميس المقبل، بينما وضع حد للسحب اليومي من ماكينات الصرف الآلي بقيمة 100 يورو فقط في اليوم الواحد. فيما ستقوم الحكومة بفرض قيود على تحركات رؤوس الأموال و الودائع من و إلى قبرص حتى يتم السيطرة على عدم خروج الأموال من قبرص عقب فتح البنوك ابوابها.
الأمر الذي كان أكثر رعباً للأسواق هو ما تأكد لدى الكثيرين و لدينا أيضا بأن يمتد تأثير الأزمة القبرصية إلى دول أخرى متعثرة في المنطقة كإسبانيا و ايطاليا، ويكفينا تصريح وزير المالية الهولندي و رئيس مجموعة وزراء مالية اليورو " يروين ديسلبلوم" عندما أشار بالأمس أن ما حدث في البنوك القبرصية من إعادة هيكلة قد يعتبر نموذجا جديدا من الممكن تطبيقه في دول أخرى".
على أية حال لم يستطع اليورو الصمود أمام هذه المخاوف في الاسواق على الرغم من توصل قبرص للاتفاق بعد اكثر من اسبوع من المفاوضات و الشد و الجذب، ولم يظهر أي نوع من التفاؤل لدى المستثمرين حتى بعد الاختراق الفاشل لمستويات 1.3000 بالأمس عندما سجل 1.3046 دولار فيما أنه كان بمثابة تقلبات و عمليات إعادة تسعير للأحداث قبل استيعاب الاثار المترتبة على الاتفاق.
اليورو انحدر بالأمس إلى مستويات 1.2828 دولار الأدنى منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني من العام السابق، بينما ساهم ذلك في دفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر و نصف 82.91 وهو الأمر الذي كان عاملا في الضغط سلبا على اسعار الذهب في وقت لايزال يفضل فيه المستثمرين الأصول الدولار الأكثر آمنا مثل السندات الأمريكية وقت الازمات.
أسعار الذهب في الوقت الحالي تتحرك ضمن مناطق حرجة في ظل ضعف الزخم الكافي لرفع الاسعار نحو الاعلى وإن كانت الأزمة القبرصية ساهمت في دعم الذهب نوعا ما إلا أنه لم يستطع اختراق مناطق المقاومة 1620.00$ وكان آخر محاولات الاختراق عند مناطق 1615.00$ للأونصة، و إذا ما استمر الضغط السلبي على الذهب قد يعاود اختبار مناطق 1585.00$ للأونصة ثم 1575.00$ للأونصة.