إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

استمرار تراجع أسعار النفط وسط اختلال الطلب والعرض

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
واصلت أسعار النفط الخام تراجعها اليوم الاثنين بعد ان تعافت قليلا في نهاية معاملات يوم الجمعة السابق، فيما أن الضغوط السلبية لاتزال تلوح في الأفق إزاء الوضع في أسواق النفط العالمية بعد ان سجلت أسعار النفط الخام أدني مستوى منذ عام 2010.

أسعار عقود النفط الخام تسليم يناير/كانون الثاني انخفضت اليوم بنسبة 1.19% لتسجل مستويات 74.89$ للبرميل بينما تراجعت يوم الجمعة السابق إلى مستويات 73.00$ للبرميل وتسجل أدنى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2010.

بالنسبة لعقود برنت تسليم يناير/كانون الثاني انخفضت اليوم بنسبة 1.07% لتسجل 78.34$ للبرميل، هذا بعد ان سجلت يوم الجمعة مستويات 76.75$ للبرميل و هو الادنى منذ سبتمبر/أيلول 2010.

ارتفاع جانب العرض بشكل مفرط

"عهد جديد تشهده أسواق النفط العالمية" هكذا ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الذي صدر في الأسبوع السابق، هذا في ظل عدم توازن العلاقة بين العرض والطلب الأمر الذي يؤثر على أسعار النفط بالسلب.

ملامح العهد الجديد في أسواق النفط تحدد من حيث ارتفاع جانب العرض بشكل مفرط وفي المقابل وجود ضعف لمستويات الطلب بفعل تراجع وتيرة نمو الاقتصاديات الرئيسية العالمية.

من حيث جانب العرض، الازمة تكمن في طفرة الإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن اعلى مستوى في ثلاثة عقود.

هذا الارتفاع في الإنتاج ساهم في عزم الدول المصدرة للبترول بقيادة المملكة العربية السعودية المسيطرة على الأسواق منذ عقود إلى المناورة والحفاظ على حصتهم السوقية في مقابل التسامح إزاء انخفاض أسعار النفط وتحقيق الضغط المطلوب على المنتجين في الولايات المتحدة.

السوق مشبع بارتفاع مستوى العرض من النفط الخام، ليس فقط مع ارتفاع حجم الإنتاج من الولايات المتحدة لكن في ظل عدم رغبة دول الأوبك في خفض الإنتاج.

وربما الاجتماع الهام والمرتقب لمنظمة الأوبك في وقت لاحق هذا الشهر يتوقع ان لا يتخذ فيه اية قرارات بشأن خفض الإنتاج.

الطلب الضعيف

من الصين إلى اليابان وحتى منطقة اليورو، الركود الاقتصادي يلوح في الأفق ومستويات الطلب تشهد ضعفا منذ بداية النصف الثاني من العام الجاري 2014.

النمو في الصين – ثان أكبر مستهلك للنفط عالميا-شهدت تراجعاً للنمو الاقتصادي في الربع الثالث 7.3% من 7.5% في الربع الثاني ووسط توقعات بعدم وصول الاقتصاد الصيني لمستهدف نمو 7.5% بنهاية العام الجاري لأول مرة منذ عقدين من الزمان.

بينما سقطت اليابان في فخ الركود التقني بعد ان حققت ربعين متتالين من الانكماش، فيما ان الضعف لايزال مسيطر على اقتصاديات منطقة اليورو وسط تباين أداء الأعضاء في المنطقة.

قوة الدولار الأمريكي

كون ان أسعار النفط مقيمة بالدولار الأمريكي فإن التغيرات في سعر الصرف تؤثر بشكل ما او بآخر على أسعار النفط ضمن العلاقة العكسية بينهما.

الدولار الأمريكي لايزال مرتفعا امام سلة من العملات ضمن اعلى مستوى منذ يونيو/حزيران 2010 في ظل تحركات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة إزاء وقف سياسات التخفيف الكمي.

بالرغم من ان تراجع أسعار النفط يعتبر امر إيجابي إذا ما تم النظر إلى مستويات إنفاق المستهلكين في الاقتصاديات الرئيسية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لكن من ناحية أخرى يشكل ذلك عامل سلبي إزاء قطاع النفط.

سعر 75$ للبرميل من شأنه ان يضر بقطاع النفط في الولايات المتحدة والذي يعتبر متوسط السعر التوازني بين التكلفة والعائد لمتوسط الشركات الامريكية والتي يقع بعضها في الإفلاس بالفعل.

من ضمن التأثيرات السلبية الأخرى على الاقتصاديات العالمية هو الضغط سلبا على مستويات التضخم ويغذي ذلك مخاطر الانكماش التضخمي عالمياً.

روسيا ضحية انخفاض اسعار النفط

روسيا تعتبر أكبر منتج للنفط عالميا وتساهم بنحو 13.28% من حجم الإنتاج العالمي، فيما ان انخفاض أسعار النفط يمثل صدمة للاقتصاد الروسي.

بينما تمثل الصادرات المواد البترولية نحو 50% من إيرادات الحكومة الروسية فإن الوضع المستقر للموازنة يقع عند سعر 100$ للبرميل، فيما ان استمرار انخفاض النفط من شأنه يضع الاقتصاد الروسي ضمن وضع حرج ويضاف إلى العقوبات الأوروبية والعقوبات الروسية العكسية مما قد يدفع بتحقيق نمو صفري على مدار الثلاث أعوام المقبلة وفقا لتقديرات البنك المركزي الروسي.

توقعات وكالة الطاقة الدولية

وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الذي صدر الأسبوع السابق حمل نبرة متشائمة إزاء أسعار النفط وهي عادة ما تتجنب الإعلان عن اية توقعات لأسعار النفط، لكن ترى الوكالة استمرار انخفاض أسعار النفط في عام 2015. وتشير إلى ان تكلفة انتاج النفط بشكل مفرط اوجدت سعر توازني جديد يقع لما بين مستويات 80-90$ للبرميل.

ولم تغير وكالة الطاقة من توقعاتها إزاء الطلب العالمي في عام 2015 بحيث يبقى بنحو 1.13 مليون برميل يوميا، وبالنسبة لعام 2014 فإن الطلب قد يكون حول 680 ألف برميل يوميا وضمن أدني مستوى منذ خمسة أعوام.
 
عودة
أعلى