اسبوع حاشد بالمواعيد. بالعطل ايضا

[طارق جبور]

لان مقررات البنوك المركزية باطالة أمد التحفيز الاقتصادي أو تقصيره باتت على ارتباط وثيق بالبيانات الاقتصادية - بخاصة الاميركية - فان الأنظار كلها الى الجديد منها. الأنظار الى تفاصيلها ودقائقها في محاولة للخروج بحكم صائب يحدد الموعد، او ربما الوجهة القادمة للسياسة النقدية. هذا الاسبوع نحن مجددا مع ابرز محطة بيانية تجذب أنظار المتداولين في الاسواق على المستوى العالمي. انها بيانات البطالة الاميركية.
*
لماذا البطالة الأميركية؟
لأن رئيس الفدرالي الاميركي " بن برنانكي " ربط - كما صار معلوما - مصير السياسة النقدية الحالية القائمة على طباعة 85 مليار دولار شهريا لتدعيم الاقتصاد بالتطورات في سوق العمل، فانه من الطبيعي ان تتخذ بيانات البطالة والتوظيف الاهمية الاستثنائية فتؤثر على مجرى الاسواق بكافة قطاعاتها، بدءا باسواق الاسهم الى العملات فالسلع الخام.
*
بيانات سوق العمل تبدأ يوم الاربعاء مع تقرير ال ADP الذي يعرض احصاءاته حول التوظيف في القطاع الخاص. يوم الاربعاء ايضا واستثنائيا نقرأ رقم طلبات اعانة البطالة الاسبوعية نظرا لكون يوم الخميس عطلة الاستقلال في الاسواق الاميركية. يوم الجمعة مع البيان الكبير في اليوم المميّز، اي احصاءات وزارة العمل الاميركية حول التوظيف ونسبة البطالة.
التقديرات الحالية لنسبة لبطالة ترى تراجعا طفيفا الى 7.5%. المستوى المحدد من اجل البدء بتعديل سياسة التيسير الكمي على 6.5% لا زال بعيد المنال ان صحت التوقعات طبعا. التقديرات للوظائف المستحدثة تراوح بين ال 155 وال 170 الف وظيفة. انه المستوى المستقر الذي يتقبله السوق ويتحسب للحاجة الى شهور تراوح بين السبعة والعشرة يتم استحداث مثل هذا العدد فيها، حتى يمكن الدفع بنسبة البطالة الى المستوى المطلوب .
على صعيد سوق العمل الاميركي سيكون من المفيد تتبع نتيجة مؤشر* ism الذي يصدر اليوم وبخاصة مستوى التوظيف فيه.
*
*
على الصعيد الاوروبي حدث لا يقل أهمية هذا الاسبوع عن الحدث الاميركي. انه اجتماع المركزي الاوروبي يوم الخميس والمؤتمر الصحافي المنتظر لرئيسه " ماريو دراجي " الذي يعقب الاجتماع.
ايضا من المهم تتبع نتائج بيانات سوق العمل الاوروبي التي تصدر اليوم الاثنين ترافقا مع مؤشرات مديري المشتريات لقطاعات الصناعة لمنطقة اليورو . ايضا مسألة السياسة النقدية الاوروبية ستكون على علاقة وثيقة بالنشاط الاقتصادي والتطور في سوق العمل، خاصة وان التضخم لا يشكل في الوقت الراهن قلقا لسادة المركزي الاوروبي.
*
والاجواء السائدة في الاسواق حاليا؟
بعد كلمة " برنانكي " الاخيرة تحركت الاسواق على اساس ان تخفيض الدعم الاقتصادي سيبدأ في نهاية العام الحالي وسيتوقف العمل به في اواسط العام القادم. حاليا يبدو ان الحماس للالتزام بهذه المواعيد تراجع وبتنا بحاجة الى ايجابيات واضحة من البيانات الاميركية لاعادة إحياء هذه الرهانات والعمل على أساسها. نتيجة هذه المتغيرات عاودت اسواق الاسهم نشاطها الايجابي وهي التي ترتاح حاليا لفكرة استمرار تدفق السيولة اليها عبر الاوراق المالية الطازجة الخارجة حديثا من مطابع البنوك المركزية.
*
هذا الاسبوع، ونظرا لاهمية البيانات المنتظرة من الضرورة التحسب لتداولات متطيرة في سوق قلق.
الاربعاء سيكون يوم عمل قصير في وول ستريت ويوم الخميس سيكون يوم عطلة. هذا يعني ان حجم المبادلات سيكون ضعيفا وهذا يسبب عادة بتقلبات متسارعة في السوق. يوم الاثنين هو يوم عطلة في السوق الكندي.
*
بيانات اخرى يجب التوقف عندها هذا الاسبوع:
*
الاثنين مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع من الصين ومن بريطانيا في ال 08.30 جمت.
مؤشر " اي اس ام " من الولايات المتحدة في ال 14.00 جمت.

*
الثلاثاء اجتماع المركزي الاسترالي وقرار الفائدة.
*
الاربعاء مؤشر الخدمات البريطاني والاميركي. بيانات البطالة في القطاع الخاص مرفقة بطلبات اعانة البطالة الاميركية.
*
الخميس اجتماع المركزي الاوروبي والبريطاني ايضا.
*
الجمعة بيانات البطالة الشهرية من كل من الولايات المتحدة وكندا.
أسبوع ناجح نتمناه للجميع.
​