إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

ارتفاع عقود الدولار الآجلة يهدد البنوك المركزية الآسيوية

jawad ali

عضو نشيط
المشاركات
522
الإقامة
Turkey
apzS6Rhvj6_1739778240.jpg

تستخدم البنوك المركزية الآسيوية المشتقات المالية بشكل متزايد لحماية عملاتها من قوة الدولار، مما يثير تساؤلات حول المدة التي يمكنها القيام بها بذلك، وما إذا كانت تؤجل المشاكل للمستقبل.

سجلت كمية الدولارات التي قرر بنك الاحتياطي الهندي بيعها في تاريخ مستقبلي بسعر محدد مسبقاً من خلال العقود الآجلة، أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 68 مليار دولار في ديسمبر.


كما بلغت مبيعات بنك إندونيسيا للدولار في العقود الآجلة 19.6 مليار دولار، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2015 على الأقل، وفقاً لأحدث البيانات الرسمية. ويشير تزايد الاعتماد على العقود الآجلة إلى تغيير في استراتيجية البنوك المركزية التي تتدخل لحماية عملاتها.

مخاوف من صفقات الدولار

لكن استخدام المشتقات بالإضافة إلى الصفقات الفورية لمواجهة ارتفاع الدولار يثير القلق بشأن المخاطر التي تتمثل في تأجيل ضغوط البيع بدلاً من التخلص منها.


قال ديهراج نيم، استراتيجي العملات في "أستراليا آند نيوزيلاند بانكيج غروب": "بشكل أساسي، يتم تأجيل انخفاض قيمة العملة إلى تاريخ لاحق، وفي الوقت نفسه، يتم الحفاظ على الاحتياطيات الرئيسية مرتفعة كوسيلة لإظهار الثقة. و"أنا قلق قليلاً بشأن هذا السيناريو".

لم يستجب بنك إندونيسيا وبنك الاحتياطي الهندي فوراً لطلب بلومبرغ للتعليق. وأكدت المؤسستان في وقت سابق استخدام المشتقات المالية.

أصبحت الروبية الهندية والروبية الإندونيسية من أسوأ العملات أداءً في آسيا خلال الاثني عشر شهراً الماضية، حيث فقدت كل منهما أكثر من 3.5% من قيمتها أمام الدولار. وارتفعت الروبية الإندونيسية بنسبة 0.4% يوم الاثنين.

العملات تتراجع بسبب ترمب

فاقم انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على البنوك المركزية في الأسواق الناشئة، حيث أثارت تهديدات ترمب بفرض الرسوم الجمركية موجات من تراجع العملات مقابل الدولار، إضافة إلى استعداده لتصنيف دول أخرى على أنها متلاعبة بالعملة، الأمر الذي أثار مزيداً من الفحص السياسي بشأن التدخل في أسواق العملات.


قال كلاوديو بيرون، الرئيس المشارك لاستراتيجية العملات وأسعار الفائدة في "بنك أوف أميركا": "من الواضح أن هذه مسألة حساسة للغاية، خاصة في البيئة الحالية التي نعيش فيها، حيث يوجد الكثير من التدقيق من قبل الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتجارة العادلة والتلاعب بالعملات. ولا أعتقد أن هناك رغبة حقيقية للتدخل المفرط في السوق".

بعد تنصيب ترمب في 20 يناير، تم إصدار وثيقة رسمية توضح خططه، بما في ذلك دعوته للوكالات الفيدرالية لمعالجة تلاعب الدول الأخرى بالعملات. وقد لا تُفرض عقوبات فورية عند تصنيف دولة ما على أنها "متلاعبة بالعملات"، ولكن يمكن أن يُحدث ذلك تقلبات في الأسواق المالية.

واتهم ترمب الصين بالتلاعب في عملتها خلال فترة رئاسته الأولى، بينما كانت الهند قد تم إدراجها سابقاً ضمن قائمة المراقبة الأميركية.

إيجابيات استخدام العقود الآجلة

تتمتع العقود الآجلة بعدد من المزايا الرئيسية للبنوك المركزية، بما في ذلك احتمال خفض التكاليف، وأنها لا تستنزف المعروض النقدي. لكنها أيضاً تتيح للبنوك المركزية إخفاء تدخلاتها.

ولا تؤثر المشتقات على الاحتياطيات الرسمية، مما يقلل من احتمال إثارة انتقادات أو عقوبات من جانب ترمب. كما أن الاستراتيجية تسمح للبنوك المركزية بجعل المتداولين في حالة من التخمين. واعتمدت ماليزيا أيضاً استراتيجية استخدام العقود الآجلة للعملة.

بلغت كمية الدولارات التي قررت ماليزيا بيعها في العقود الآجلة حوالي 27.5 مليار دولار بحلول نوفمبر، بعد أن زادت بنحو 4 مليارات دولار العام الماضي. بينما خفضت الفلبين مبيعاتها إلى 874 مليون دولار فقط، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.

وفي 11 فبراير، تم الاشتباه في أن بنك الاحتياطي الهندي تدخل بشكل كبير لرفع قيمة الروبية، حيث صعدت العملة الهندية بنسبة تقارب 1% وحققت أكبر مكسب لها منذ نوفمبر 2022، مما أدى إلى تفعيل وضع "التوقف عن الخسارة" بين المستثمرين الذين كانوا يتوقعون هبوط الروبية. وقال المتعاملون إن البنك المركزي تدخل في أسواق التعاملات الفورية والعقود الآجلة.

فرصة أمام البنوك المركزية

من الناحية النظرية، يوفر انخفاض الدولار في الآونة الأخيرة فرصة للبنوك المركزية، حيث ألغى ترمب أو أرجأ الرسوم الجمركية على كندا وكولومبيا والمكسيك، مما أثار الشكوك حول ما إذا كان سينفذ أكبر تهديداته. وخسر مؤشر شامل للدولار نحو 1.7% حتى الآن هذا العام.


توجد أيضاً دلائل تشير إلى أن صناع السياسات يغيرون مسارهم، حيث يبدو أن محافظ بنك الاحتياطي الهندي الجديد سانجاي مالهوترا يتبنى نهجاً أكثر مرونة في إدارة سعر الصرف.

خفض بنك الاحتياطي الهندي رهاناته في سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم (خارج الهند)، وبدلاً من ذلك ينفذ عمليات داخلية في محاولة لتعزيز السيولة المحلية، وفق خبراء استراتيجيين.

لكن مزايا العقود الآجلة تعني أن الاستراتيجية من المرجح أن تظل مفضلة بين البنوك المركزية. وقال آرون هورد، كبير مديري المحافظ الاستثمارية في مجموعة العملات لدى "ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز" (State Street Global Advisors): "أرى عدداً قليلاً جداً من السلبيات" لاستخدام سوق العقود الآجلة. واختتم أنه يجب على البنوك المركزية أن تتوخى الحذر في استخدام العقود الآجلة حتى لا تتراكم كميات كبيرة منها، لكن في الوقت الحالي، لا يمثل الوضع مصدر قلق كبير.
 
عودة
أعلى