إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

إشارات بيانية متناقضة لا يرتاح السوق لها بانتظار ...

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,633
الإقامة
قطر-الأردن
مفاجأة الأمس جاءت من الولايات المتحدة وبالتحديد من معهد ism الذي أعطت إستفتاءاته في أوساط مديري المشتريات للقطاعات التصنيعية نتيجة إيجابية خففت من الضغوط المتأتية من مخاوف الوقوع في الركود الاقتصادي. مؤشر ال ism عاود التسجيل فوق ال 50 نقطة مبشرا بنمو مستمر بعد ان كان في الشهر الماضي قد انزلق الى ال48.7 نقطة*.

السوق رحب بالخبر ولكن ما إن صير الى التدقيق بقطاعات المؤشر المختلفة حتى عاود التشكك احتلال الصدارة نظرا لكون قطاعي التوظيف والطلبيات الصناعية ظلا على وضعهيما السابق المتراجع. نتيجة الحدث معاودة التراجع في صالات البورصات الاميركية والاوروبية واقفال في الأحمر بانتظار بيانات البطالة اليوم.

أوروبيا لا تبدو الصورة مشرقة إطلاقا. مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع هو ايضا على غير ما يُرام، ويؤشر الى مخاطر الانزلاق الى الركود في النصف الثاني من هذا العام بعد مرحلة مشرقة دامت منذ شهر اوكتوبر للعام 2009 حتى الان. نتيجة استفتاء شهر أغسطس الماضي أتت بدورها دون ال 50 نقطة تاركة أثرا غير إيجابي على السوق الاوروبي.

ولئن كان التراجع في مؤشرات التصنيع في كل من اسبانيا وايطاليا واليونان غير مفاجئ، فالجديد على هذا الصعيد هو ان قطاع التصدير في المانيا سجل تراجعا مقلقا، ولا يخفى أن هذا القطاع يقود موجة النمو المستمر في الاقتصاد الالماني الذي يشكل القاطرة القوية للاقتصاد الاوروبي.

اليورو يتعرض في ظل هذه الاجواء لضغوط مستمرة. إضافة الى ظهور مؤشرات الركود الاقتصادي المحتمل*في أوروبا فإن إصدار سندات إسبانية جديدة لم يكن عالي الطلب ولا منخفض الفائدة. هذا دفع بالعملة الموحدة الى حدود ال 1.4225 بعد ان كانت قد سجلت اسعارا فوق ال 1.4500 بداية الاسبوع.

*الدولار بالمقابل مطلوب وبخاصة من مصادر أميركية تؤثر اللجوء الى العملة الوطنية في ظروف عالمية غير مريحة.

في اسيا كانت ساعات العمل الاولى مماشية للوجهتين الاوروبية والاميركية ايضا. الأسهم اليابانية سجلت تراجعا في أجواء تسودها الضبابية المستمرة بعد التغيير في القيادة السياسية. أبرز إشارة سلبية صدرت من طوكيو تتمثل استنادا الى بيانات لصناعة الطاقة اليابانية اليوم الجمعة أن استهلاك الكهرباء في اليابان هبط بنسبة 12.1 بالمئة في اغسطس اب مقارنة مع مستواه قبل عام وهو أكبر انخفاض على اساس سنوي منذ الزلزال المدمر الذي ضرب شمال شرق البلاد في مارس اذار.

من الصين لم يصدر ما يعوض كلّ ما تقدم. الصينيون يراقبون الاوضاع العالمية بقلق أيضا فآخر إشارة من هناك كانت سلبية بدورها إذ قال مسؤول كبير بالبنك المركزي الصيني في تعليقات نشرت اليوم الجمعة ان الاقتصاد العالمي يواجه مخاطر متزايدة من تباطؤ النمو والضغوط التضخمية المستمرة التي تنتقل من الاقتصادات الناشئة الي الاقتصادات المتقدمة.

اليوم الجمعة، ووسط هذا الترقب والقلق العام على المستوى العالمي، سيكون السوق محكوما بانتظار جديد سوق العمل الأميركي ببيانه الشهري الرسمي . الأرقام المُنتظرة لا تدعو للحماس إطلاقا، فالتوقعات لا تتعدى استحداث 74 الف وظيفة في أغسطس الماضي وهذه نسبة متواضعة لا تغني عن جوع إطلاقا. الرقم الذي سيصدر سيكون موضع تدقيق طبعا لكونه سيشكل منطلقا لتموضع جديد تجاه إقرار الفدرالي في اجتماعه هذا الشهر برنامج طباعة عملة جديد أو صرف النظر عنه مجددا.

 
عودة
أعلى