رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
القصص القرآنية فى إحياء الموتى فى الدنيا هى معجزات أى آيات حدثت قبل عهد النبى الأخير(ص) والغرض منها هو إظهار قدرة الله للناس لتخويفهم منها كما قال تعالى بسورة الإسراء:
"وما نرسل بالآيات إلا تخويفا"
وقد منع الله الآيات وهى المعجزات فى عهد النبى(ص) فقال بسورة الإسراء:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
كما انه حرم إعادة الموتى للحياة فى الدنيا مرة أخرى فقال بسورة الأنبياء:
"وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"
قصة أهل الكهف :
إن أهل الكهف كانوا من آيات الله العجيبة فلقد ذهب الفتية وهم الرجال للكهف للإختباء فيه فقالوا :إلهنا أعطنا من عندك نفعا وهيىء لنا من أمرنا رشدا فكانت النتيجة أن ضرب الله على آذانهم والمراد أنامهم فى الكهف وهو الغار سنين كثيرة وبعد هذا أحياهم مرة أخرى والسبب ليعرف أى الفريقين عد ما ناموا من السنين وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا "فلما أمنوا قالوا:إلهنا خالق السموات والأرض لن نعبد من سواه ربا لقد قلنا إذا باطلا ثم قالوا لبعضهم :هؤلاء ناسنا عبدوا من سواه أرباب لولا يجيئون عليهم ببرهان واضح فمن أكفر ممن نسب إلى الله باطلا وإذا تركتموهم وما يطيعون من سوى الله فاذهبوا إلى الغار يعطكم إلهكم من نفعه أى يهيىء لكم إلهكم فى أمركم نفعا ،ولما ناموا فى الكهف كانت الشمس تتباعد عن كهفهم جهة اليمين حتى لا تصيبهم فى بداية النهار وإذا مالت للغروب كانت تسقط عليهم بأشعتها الضعيفة جهة الشمال وهم فى جانب الكهف والإنسان لو شاهدهم لظنهم أحياء متيقظين والله يحركهم على أجنابهم يمينا وشمالا وكلبهم ماد ذراعيه أمام الباب وهو معجزة فالناس حافظ الله عليهم بالحركة والكلب حافظ عليه بالثبات ولو شاهدهم الإنسان لجرى هربا من منظرهم ولامتلأ منهم خوفا ولما أحياهم الله قاموا فلما نظر لبعضهم تساءلوا :كم نمتم ؟فقال بعضهم يوما أو بعض يوم ولم يصدقوا قولهم لأن منظرهم دلهم على عكس ما قالوا فقالوا إلهكم أعرف بما نمتم فأرسلوا واحد منكم بنقودكم هذا للبلدة فليشاهد أيها أطهر طعاما فليجيئكم ببعض منه وليتخفى ولا يعلمن بكم أحدا إنهم إن ينتصروا عليكم يقتلوكم أو يرجعوكم لدينهم ولن تفوزوا إذا دوما ،وهكذا لقاهم الناس ليعرفوا أن قول الله واقع وأن القيامة قادمة لا ريب فيها فلما ماتوا مرة أخرى اختلف الناس فيما يصنعون بهم فقال فريق منهم :ابنوا عليهم بنيانا أى افنوهم فى قبر إلههم أعرف بهم فقال الذين انتصروا فى الأمر لنتخذن عليهم مسجدا وقد بنوا لهم مسجدا وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيىء لكم من أمركم مرفقا وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منه "و"وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا "ويبين الله لنا أن الناس انقسموا فى عدد أهل الكهف لمن يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ولمن يقولون خمسة سادسهم كلبهم وهى أقوال كاذبة وأما القول الصادق فهو أنهم سبعة وثامنهم كلبهم لأنه وصف القولين الأولين بأنهم رجم بالغيب وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم "وكانت مدة نوم أهل الكهف 309 سنة وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا "
الألوف حذر الموت :
فى إحدى القرى كان يعيش ألوف الناس وحدث سبب للموت فيها فمات بعضهم منه ولذا قام الكثير من أهل البلدة بالخروج وهى الهجرة من البلاد خوفا من الموت فلما خرجوا قال الله لهم :توفوا فتوفوا وبعد هذا بعثهم للحياة مرة أخرى حتى يعرفهم أن الموت لا يهرب منه وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال الله لهم موتوا ثم أحياهم "وقد ذكرنا هذه القصة هنا لأن القوم ذكروا أنها حدثت لبعض بنى إسرائيل وكذلك القصة التالية .
الميت الذى عاد :
سار رجل فى الأرض فمر على بلدة ليس بها ناس بها مبانى خالية فقال كيف يعيد الله ناس البلدة بعد هلاكها ؟فكانت النتيجة أن توفاه الله لمدة 100سنة ثم أحياه فقال له الملاك كم نمت فقال يوما أو بعض يوم فقال له بل نمت 100عام فشاهد طعامك وشرابك لم يتبدل وشاهد حمارك الذى تحول لتراب ولنجعلك معجزة للناس وشاهد عظام الحمار كيف نخلقها ثم نغطيها باللحم فلما عرف قدرة الله على البعث قال أعرف أن الله على كل شىء قدير وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شىء قدير ".
إحياء الطير
قال تعالى بسورة البقرة:
"وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم"وضح الله لكل مسلم أن عليه أن يأخذ العبرة من قصة إبراهيم(ص)حين قال لله :رب أرنى كيف تحى الموتى ؟والمراد إلهى عرفنى كيف تبعث المتوفين؟ فهو يريد أن يشاهد عملية الإحياء فسأله الله أو لم تؤمن ؟أى هل لم تصدق بقدرتى على الإحياء؟والغرض من السؤال هو سؤاله عن سبب طلبه فقال:بلى أى صدقت بقدرتك ولكن ليطمئن قلبى أى لتسكن نفسى وهذا يعنى أن سبب الطلب هو إرادته أن تسكن هواجس وشكوك نفسه للأبد فقال الله له:خذ أى أمسك أربعة من الطير فصرهن إليك والمراد فاذبحهن بعد أن تعرفهم معرفة جيدة بنفسك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا والمراد فاذبحهن ثم ضع على كل مرتفع حولك منهن بعضا ثم ادعهن أى نادى عليهن تعالين لى يأتينك سعيا أى يحضرن لك مشيا وهم أحياء واعلم أن الله عزيز حكيم والمراد واعرف أن الله ناصر من ينصره قاضى يحكم بالعدل
معجزات عيسى (ص):
بين عيسى (ص)لبنى إسرائيل معجزاته فقال إنى رسول الله لكم إنى قد أتيتكم بعلامة من إلهكم هى :
- أنى أصنع من الطين كشكل الطيور فأنفث فيها فتصبح طيورا حية بأمر الله .
- أنى أشفى الأعمى والأبهق وهو المصاب بتلون جلدى بالكلام .
- أنى أبعث الهلكى للحياة مرة أخرى بأمر الله .
- أنى أخبركم بالذى تأكلون والذى تخزنون فى بيوتكم من الأشياء .
إن فى هذا لبرهان لكم إن كنتم مصدقين ومؤمنا بالذى عندى من التوراة ولأبيح لكم بعض الذى منع عليكم وأتيتكم ببرهان من إلهكم فأطيعوا الله أى أطيعوا حكم الله المنزل على إن الله إلهى وإلهكم فأطيعوه هذا دين عادل وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين "
قصة البقرة :
وجد قتيل فى أرض القوم لم يعرف قاتله فذهبوا لموسى (ص)وطلبوا منه معرفة القاتل فأوحى الله أن يقول لهم :إن الله يوصيكم أن تنحروا بقرة فقالوا له :هل تجعلنا أضحوكة لك؟فقال لهم أحتمى بطاعة الله أن أكون من الكافرين فقالوا له اطلب من إلهك أن يعرفنا ما حقيقة البقرة فقال لهم إنه يقول إنها بقرة لا كبيرة ولا صغيرة وسط بين هذين فاعملوا ما توصون به فقالوا له اطلب من إلهك أن يعرفنا ما طلاؤها قال إنه يقول إنها صفراء اللون تفرح المشاهدين فقالوا له اطلب من إلهك يعرفنا ما حقيقتها إن البقر تماثل عندنا وإنا إن أراد الله لمرشدون فقال لهم إنه يقول إنها بقرة ليست سهلة لا تحرث الأرض ولا تروى الزرع سليمة لا لون أخر بها فقالوا له الآن أتيت بالحقيقة الظاهرة فجلبوا البقرة ونحروها وما كان القتلة يريدون هذا فأخرج الله ما كتموه فقال موسى (ص)لهم اضربوا القتيل بأجزاء منها فضربوه فحيا وأخبرهم بمن قتلوه وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وإذ قتلتم نفسا فادرءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى"
"وما نرسل بالآيات إلا تخويفا"
وقد منع الله الآيات وهى المعجزات فى عهد النبى(ص) فقال بسورة الإسراء:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
كما انه حرم إعادة الموتى للحياة فى الدنيا مرة أخرى فقال بسورة الأنبياء:
"وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"
قصة أهل الكهف :
إن أهل الكهف كانوا من آيات الله العجيبة فلقد ذهب الفتية وهم الرجال للكهف للإختباء فيه فقالوا :إلهنا أعطنا من عندك نفعا وهيىء لنا من أمرنا رشدا فكانت النتيجة أن ضرب الله على آذانهم والمراد أنامهم فى الكهف وهو الغار سنين كثيرة وبعد هذا أحياهم مرة أخرى والسبب ليعرف أى الفريقين عد ما ناموا من السنين وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا "فلما أمنوا قالوا:إلهنا خالق السموات والأرض لن نعبد من سواه ربا لقد قلنا إذا باطلا ثم قالوا لبعضهم :هؤلاء ناسنا عبدوا من سواه أرباب لولا يجيئون عليهم ببرهان واضح فمن أكفر ممن نسب إلى الله باطلا وإذا تركتموهم وما يطيعون من سوى الله فاذهبوا إلى الغار يعطكم إلهكم من نفعه أى يهيىء لكم إلهكم فى أمركم نفعا ،ولما ناموا فى الكهف كانت الشمس تتباعد عن كهفهم جهة اليمين حتى لا تصيبهم فى بداية النهار وإذا مالت للغروب كانت تسقط عليهم بأشعتها الضعيفة جهة الشمال وهم فى جانب الكهف والإنسان لو شاهدهم لظنهم أحياء متيقظين والله يحركهم على أجنابهم يمينا وشمالا وكلبهم ماد ذراعيه أمام الباب وهو معجزة فالناس حافظ الله عليهم بالحركة والكلب حافظ عليه بالثبات ولو شاهدهم الإنسان لجرى هربا من منظرهم ولامتلأ منهم خوفا ولما أحياهم الله قاموا فلما نظر لبعضهم تساءلوا :كم نمتم ؟فقال بعضهم يوما أو بعض يوم ولم يصدقوا قولهم لأن منظرهم دلهم على عكس ما قالوا فقالوا إلهكم أعرف بما نمتم فأرسلوا واحد منكم بنقودكم هذا للبلدة فليشاهد أيها أطهر طعاما فليجيئكم ببعض منه وليتخفى ولا يعلمن بكم أحدا إنهم إن ينتصروا عليكم يقتلوكم أو يرجعوكم لدينهم ولن تفوزوا إذا دوما ،وهكذا لقاهم الناس ليعرفوا أن قول الله واقع وأن القيامة قادمة لا ريب فيها فلما ماتوا مرة أخرى اختلف الناس فيما يصنعون بهم فقال فريق منهم :ابنوا عليهم بنيانا أى افنوهم فى قبر إلههم أعرف بهم فقال الذين انتصروا فى الأمر لنتخذن عليهم مسجدا وقد بنوا لهم مسجدا وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيىء لكم من أمركم مرفقا وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منه "و"وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا "ويبين الله لنا أن الناس انقسموا فى عدد أهل الكهف لمن يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ولمن يقولون خمسة سادسهم كلبهم وهى أقوال كاذبة وأما القول الصادق فهو أنهم سبعة وثامنهم كلبهم لأنه وصف القولين الأولين بأنهم رجم بالغيب وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم "وكانت مدة نوم أهل الكهف 309 سنة وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا "
الألوف حذر الموت :
فى إحدى القرى كان يعيش ألوف الناس وحدث سبب للموت فيها فمات بعضهم منه ولذا قام الكثير من أهل البلدة بالخروج وهى الهجرة من البلاد خوفا من الموت فلما خرجوا قال الله لهم :توفوا فتوفوا وبعد هذا بعثهم للحياة مرة أخرى حتى يعرفهم أن الموت لا يهرب منه وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال الله لهم موتوا ثم أحياهم "وقد ذكرنا هذه القصة هنا لأن القوم ذكروا أنها حدثت لبعض بنى إسرائيل وكذلك القصة التالية .
الميت الذى عاد :
سار رجل فى الأرض فمر على بلدة ليس بها ناس بها مبانى خالية فقال كيف يعيد الله ناس البلدة بعد هلاكها ؟فكانت النتيجة أن توفاه الله لمدة 100سنة ثم أحياه فقال له الملاك كم نمت فقال يوما أو بعض يوم فقال له بل نمت 100عام فشاهد طعامك وشرابك لم يتبدل وشاهد حمارك الذى تحول لتراب ولنجعلك معجزة للناس وشاهد عظام الحمار كيف نخلقها ثم نغطيها باللحم فلما عرف قدرة الله على البعث قال أعرف أن الله على كل شىء قدير وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شىء قدير ".
إحياء الطير
قال تعالى بسورة البقرة:
"وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم"وضح الله لكل مسلم أن عليه أن يأخذ العبرة من قصة إبراهيم(ص)حين قال لله :رب أرنى كيف تحى الموتى ؟والمراد إلهى عرفنى كيف تبعث المتوفين؟ فهو يريد أن يشاهد عملية الإحياء فسأله الله أو لم تؤمن ؟أى هل لم تصدق بقدرتى على الإحياء؟والغرض من السؤال هو سؤاله عن سبب طلبه فقال:بلى أى صدقت بقدرتك ولكن ليطمئن قلبى أى لتسكن نفسى وهذا يعنى أن سبب الطلب هو إرادته أن تسكن هواجس وشكوك نفسه للأبد فقال الله له:خذ أى أمسك أربعة من الطير فصرهن إليك والمراد فاذبحهن بعد أن تعرفهم معرفة جيدة بنفسك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا والمراد فاذبحهن ثم ضع على كل مرتفع حولك منهن بعضا ثم ادعهن أى نادى عليهن تعالين لى يأتينك سعيا أى يحضرن لك مشيا وهم أحياء واعلم أن الله عزيز حكيم والمراد واعرف أن الله ناصر من ينصره قاضى يحكم بالعدل
معجزات عيسى (ص):
بين عيسى (ص)لبنى إسرائيل معجزاته فقال إنى رسول الله لكم إنى قد أتيتكم بعلامة من إلهكم هى :
- أنى أصنع من الطين كشكل الطيور فأنفث فيها فتصبح طيورا حية بأمر الله .
- أنى أشفى الأعمى والأبهق وهو المصاب بتلون جلدى بالكلام .
- أنى أبعث الهلكى للحياة مرة أخرى بأمر الله .
- أنى أخبركم بالذى تأكلون والذى تخزنون فى بيوتكم من الأشياء .
إن فى هذا لبرهان لكم إن كنتم مصدقين ومؤمنا بالذى عندى من التوراة ولأبيح لكم بعض الذى منع عليكم وأتيتكم ببرهان من إلهكم فأطيعوا الله أى أطيعوا حكم الله المنزل على إن الله إلهى وإلهكم فأطيعوه هذا دين عادل وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين "
قصة البقرة :
وجد قتيل فى أرض القوم لم يعرف قاتله فذهبوا لموسى (ص)وطلبوا منه معرفة القاتل فأوحى الله أن يقول لهم :إن الله يوصيكم أن تنحروا بقرة فقالوا له :هل تجعلنا أضحوكة لك؟فقال لهم أحتمى بطاعة الله أن أكون من الكافرين فقالوا له اطلب من إلهك أن يعرفنا ما حقيقة البقرة فقال لهم إنه يقول إنها بقرة لا كبيرة ولا صغيرة وسط بين هذين فاعملوا ما توصون به فقالوا له اطلب من إلهك أن يعرفنا ما طلاؤها قال إنه يقول إنها صفراء اللون تفرح المشاهدين فقالوا له اطلب من إلهك يعرفنا ما حقيقتها إن البقر تماثل عندنا وإنا إن أراد الله لمرشدون فقال لهم إنه يقول إنها بقرة ليست سهلة لا تحرث الأرض ولا تروى الزرع سليمة لا لون أخر بها فقالوا له الآن أتيت بالحقيقة الظاهرة فجلبوا البقرة ونحروها وما كان القتلة يريدون هذا فأخرج الله ما كتموه فقال موسى (ص)لهم اضربوا القتيل بأجزاء منها فضربوه فحيا وأخبرهم بمن قتلوه وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وإذ قتلتم نفسا فادرءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى"