إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

إتفق الأوروبيون على ضرورة تعزيز البنوك.. ...

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,633
الإقامة
قطر-الأردن
*
أكثر من عامل واحد يبقي النظرة الى مستقبل الاسواق تشاؤمية، بالرغم من المكتسبات التي تحققت في معظم البورصات العالمية في الايام الماضية، والتي تبقى معرضة للفقدان في أي وقت وتحت تاثير أية مستجدات طارئة.
*
الدافع الرئيسي لتكوين المزاج الطيب في الايام الماضية كان القرار المُنَسّق بين البنوك المركزية والقاضي بتوفير السيولة اللازمة للبنوك الاوروبية التي تعاني من فقدانها لها بفعل الشكوك المستمرة بنجاعة المعالجات المعمول لها، وبفعل انعدام الثقة المتبادلة بين البنوك التي تفضل ايداع مبالغ عالية في صندوق البنك المركزي على إقراضها بين بعضها.
قرار البنوك المُنسق بتوفير السيولة اللازمة حتى نهاية السنة الحالية يصح النظر اليه على انه عامل تبريد للأزمة لا عامل حل لها. الحل المُرتقب من اجتماع بولندا لوزراء مالية اوروبا والذي حضره وزير المالية الاميركي لم يأتِ. الحلّ المُرتقب من قرار يصدر عن لجنة الترويكا المتواجدة في اليونان والتي قد تفرج عن دفعة المساعدات المطلوبة لليونان لم يأت أيضا.. حتى الآن...
*
ماذا عن اجتماع وزراء المالية في بولندا؟
*
ألآمال لم تكن تعلّق كثيرا على خروج المجتمعين بقرار حلّ للأزمة... ليس لعدم توفر الرغبة، بل لعدم توفر القدرة. إن حضور وزير المالية الاميركي " تيموثي جايثنر " للإجتماع هو بحد ذاته عامل سلب، وقد تأكد ذلك من خلال ما نتج عن وجوده من تململ*أوروبي من*مضمون وأسلوب حديثه للمجتمعين. بعض الوزراء لم يخفوا انزعاجهم بقولهم إن على " جايثنر " العمل لمعالجة ما تغرق به الولايات المتحدة من كوارث مالية قبل أن يسدي النصح للاوروبيين.
وكأن المعترضين هؤلاء يدركون أكثر من سواهم أن ما تمثله اليونان بالنسبة لأوروبا من مخاطر، تفعله الولايات المتحدة الأميركية بالنسبة للعالم بأسره...

*وزيرة الاقتصاد الإسبانية "إيلينا سالغالدو" قالت عقب الاجتماع* إن الوزراء خلصوا إلى السعي*لجعل النظام المالي الأوروبي أكثر قوة، وأنه تم التوافق بين الوزراء على أنه من مصلحة المؤسسات المالية الأوروبية أن تعزز رؤوس أموالها لمواجهة أي تطور طارئ. ( السعي الى...).

ولفتت الوزيرة الإسبانية*إلى أن الاتفاق لا يعني أن تحصل البنوك الأوروبية على تمويلات إضافية من الخزائن العامة. ( ولكن من أين...).​




الوزراء لم يختلفوا على تشخيص المرض، ولكنهم ظلوا بعيدين عن إقرار العلاج.
البنوك الأوروبية أمام مخاطر كبيرة لناحية عدم كفاية رسملتها في حال تفجرت الأزمة على نطاق اوروبي واسع. هي تحتاج الى تعزيز رسملتها التي لن تتوفر الا من خلال دافعي الضرائب.
ومن هو القادر على مصارحة دافعي الضرائب بالحقيقة المرة، أو فرضها عليهم؟
*
المشكلة باتت اللآن واضحة. حلها أيضا واضح. يجب الدفع او تقبل الانهيار.

ربط اليورو منذ البداية بخيوط سياسية أكثر منها اقتصادية هو الخطأ الأكبر الذي يدفع الاوروبيون ثمنه الآن. إن منطق قيام ونجاح اي اتحاد نقدي*يرتكز على استعداد القوي لمساعدة الضعيف ودون تردد. هذا ما يفتقر اليه اليورو اذ ان المانيا رفضت تضمين اتفاقية ماستريخت منذ البداية بندا ملزما بهذا الاتجاه.*
المستشارة الالمانية " انجيلا ميركل" تدرك ذلك جيدا. هي تدرك حساسية الالمان ورفضهم مبدأ العمل من أجل أن ينام اليونانيون أو يرتاح الطليان، او من أجل تقبل فكرة تحمل أعباء ديونهم، وتدرك جيدا ان معالجة الازمة بدون تدفق الاموال الالمانية على جنوب اوروبا مستحيل. هي تحاول شراء الوقت عن طريق المراوغة والنتيجة قد تكون محتومة وربما مأساوية.
إن العملة الاوروبية الموحدة التي أوجدت لتعزيز السلام والوحدة والتكامل والرفاهية، تقترب أكثر فأكثر من أن تكون عاملا مُسببا لنتائج مناقضة كليا لهذه الأهداف. اليورو يقترب من ان يكون عامل توتر أوروبي بين الشمال والجنوب.
*
إن كل ما تقدم لا يسمح بالرهان على كون الايام الطيبة التي تنعم بها الاسواق هي فعلا تأسيس أولي لقاعدة صلبة تمهد لمرحلة خير قادمة.
*
وهل أخطأ من دعا وزير مالية الولايات المتحدة الى النظر في صندوق خزانته قبل أن يسدي النُصح للاوروبيين؟
بالطبع لم يُخطئ! فألامر لا يتعلق فقط بأزمة الديون الاوروبية والمأزق الذي تواجهه اليونان بل يتعداه الى مطبات أميركية لا تزال معالجاتها المستقبلية غير واضحة. من غياب الرؤية للطريقة التي سيواجه بها الفدرالي الاميركي حاجة الاقتصاد للدعم، الى*البيانات الضعيفة التي تتوالى وليس أقلها خطرا ما يتعلق منها بسوق العمل وسوق العقارات.
*
نحن اذا في بداية اسبوع محفوف بمخاطر الانتكاس الجديد والذي، إن حدث، سيعيد تقديم الذهب الى الواجهة ورفع الطلب عليه، إضافة الى التوجه أيضا الى السندات الحكومية الاميركية والالمانية بعد الإعراض عنها في الاسبوع الماضي.
*
واليورو؟
*
يبقى اليورو في صلب اللعبة التي تتحكم بكل قطاعات السوق دون استثناء وتوجهها. إن بروز اشارات سلبية مجددا ستنسي الأسواق الايجابيات التي نتجت عن التنسيق بين البنوك المركزية في الاسبوع الماضي ويعيدها الى الدائرة الشيطانية السابقة.
بالمقابل ان مفاجأة الفدرالي في اجتماعه يوم الاربعاء باتخاذ قرارات تيسير كمي جديدة ستنعكس حتما ايجابا على اليورو مقابل الدولار لان الاخير سيتعرض لضغوط من جراء هذا القرار ( ان حدث ).
*
وما المُتوقع من اجتماع الفدرالي الاميركي هذا الاسبوع؟
*
إنه من المستبعد جدا خروج المجتمعين بمقررات استثنائية مؤثرة من مثل إقرار مبدأ التيسير الكمي الثالث لدعم الاقتصاد. خطوات متواضعة بخيارات مختلفة مطروحة ولكن تأثيرها سيكون على الأرجح محدودا.
من الطروحات المحتملة ان يقرر المجتمعون اعادة توظيف المُستحَق من سندات سابقة واستبدالها بسندات بعيدة المدى بهدف التأثير على سعر الفائدة البعيدة المدى وتخفيضها. أيضا قد يعمد المجتمعون الى
إقرار تخفيض لفائدة الايداع في البنك المركزي ما يدفع البنوك الى تفضيل مبدأ الإقراض على مبدأ تكديس الاموال خشية من بعضها البعض.
*
والبيانات؟
*
بيانات العقارات هي في الواجهة هذا الاسبوع. هذا القطاع هو الذي فجّر الأزمة في العام 2008، ولا يزال هو في واجهة الحدث. يوم الثلاثاء تصدر اول دفعة حول سوق البناء، تليها الدفعة الثانية يوم الأربعاء. أهمية هذه البيانات تكمن في تأثيرها على سوق العمل وبالتالي على الإنفاق وهو المحرك الأهم للإقتصاد الاميركي.
*
أوروبيا بانتظار مؤشرات مديري المشتريات يوم الجمعة القادم.
 
عودة
أعلى