إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

أستاذ جامعي متخصص بالبرمجيات يروي مأساته في معتقلات النظام

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
- زميلي بالجامعة، الذي ساعدته في الحصول على درجة "أستاذ" سبب اعتقالي
- زوجتي وأولادي لم يعرفوني عندما خرجت من السجن
- من أسوأ الفروع الأمنية التي زرتها: الأمن العسكري بحمص، وفرع التحقيق بالمزة...والتعذيب يزداد عندما يتقدم الثوّار
- فصلت من الجامعة.. ووزارة التربية بالحكومة المؤقتة،"طنّشت" مشروعا اقترحته


تشير تقاريرحقوقية، استنادا إلى شهادات معتقلين سوريين خرجوا من سجون النظام، إلى أن نسبة الوفيات بين المعتقلين السوريين،تقارب 25%، وخاصة خلال عامي (2012 و2013م).

ضمن هذا السياق، التقت "زمان الوصل"، بالمنطقة الوسطى من سوريا، أستاذا جامعيا من أعضاء الهيئة التدريسية بكلية العلوم -قسم الرياضيات-جامعة البعث بحمص، ويحمل أختصاصا نادرا في برمجيات الحاسوب، حصل عليه من أشهر الجامعات الهندية المتخصصة بالكمبيوتر، وخرج حديثا من معتقلات النظام، وكان الحوار التالي:

*عراة
يقول الأستاذ الدكتور "ك-ن":اعتقلت في شهر شباط/فبراير من العام 2012،من مكان عملي بكلية العلوم-قسم الرياضيات بجامعة البعث، من قبل الأمن العسكري بحمص، ووضعت هناك مع 14 معتقلا في زنزانة تحت الأرض مساحتها (1.5متر)، وكنا عراة من أي لباس، وكنا نتبوّل ونبرّز على أجسامنا لعدم وجود دورة مياه، وبقيت على هذه الحالة 27 يوما.

وأشار إلى أن فطورهم، كان عبارة عن 3 حبات من الزيتون، وقطعة خبز صغيرة جدا، وفي المساء، طعامهم كان عبارة عن ملعقة برغل أو حبة بطاطا صغيرة.

وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن أنواع التعذيب بفرع الأمن العسكري بحمص، قال الأستاذ الجامعي إن البداية تكون بالضرب على كافة أنحاء الجسم، بكرباج مدعّم بشريط من الحديد، بعدها تأتي طريقة "الشبح"، حيث يعلّق المعتقل من يديه، بعد ثنيهما إلى الخلف، بواسطة "بلانكو"، ويصبح الرأس للأسفل، والرجلين إلى الأعلى، ويبقى على ذلك ساعات طويلة إلى أن يتورم رأسه، بسبب نزول الدم إلى الرأس.

وهناك طريقة التعذيب بالكهرباء بعد رش جسم المعتقل بالماء، إضافة إلى شد الساقين بطريقة معاكسة، ما يؤدي إلى "فلج" المعتقل.

*نقلنا ببراد الخضار
وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن الفروع الأمنية الأخرى، التي زارها خلال فترة اعتقاله، التي استمرت 14 شهرا، قال الدكتور (ك-ن): بعد 30 يوما من التعذيب المستمر، نقلت إلى فرع الشرطة العسكرية بالقابون بمدينة دمشق،مع 250 معتقلا بواسطة شاحنة براد مخصص لنقل الخضار والفواكه، وكدنا نموت جميعا، بسبب نقص الهواء داخل البراد، وقد حدثت عدة حالات إغماء خلال سفرنا.

وأضاف يقول: من فرع الشرطة العسكرية بالقابون، نقلت إلى فرع فلسطين، سيئ الذكر، وبعد استقبالنا بالضرب المبرح واللكمات والرفس، وكأنهم يتعاملون مع حيوانات، وضعوني مع 140 معتقلا في زنزانة مساحتها (12مترا) فقط، ونحن عراة كليّا.
وهي أفضل من زنزانة الأمن العسكري بحمص، لأنها تحوي على دورة مياه.

*نصف المعتقلين قتلوا تعذيبا
وعن موت المعتقلين تحت التعذيب، قال الأستاذ الجامعي، الذي فصل من عمله بعد 15 يوما من اعتقاله: وفيات المعتقلين تحت التعذيب تختلف من فرع أمني إلى آخر، فمثلا بفرع الأمن العسكري بحمص، وصلت نسبة الوفيات في المهجع الذي كنت أقيم فيه إلى 50%، حيث كان يضم المهجع 250 معتقلا، وكنا نفقد يوميا ما بين (7-3) معتقلين، وبعملية حسابية بسيطة، نجد أنّ عدد المتوفين خلال شهر يقارب 125 ،أي ما يعادل نصف المعتقلين بالقسم الذي كنت فيه، أما بفرع فلسطين، فقد توفي13 معتقلا من أصل 140 كانوا معي في مهجع واحد، أي بنسة تقارب 10%.

ونوه بأن أسباب الموت تعود للتعذيب الشديد، ولقلة النظافة، وتسمم المعتقلين، ومن ثم إصابتهم بإسهال شديد، يؤدي إلى الوفاة بسبب عدم توفّر الأدوية المناسبة.

وأشار أستاذ برمجيات الحاسوب بجامعة البعث، الذي زار معظم الفروع الأمنية بالعاصمة دمشق، حيث كان يبقى بكل فرع 7 أيام، ثم يعود لفرع الأمن الجنائي بدمشق، أشار إلى أن التعذيب وإذلال الإنسان واحتقاره كان الأصعب، بفرع التحقيق التابع للمخابرات الجوية بحي المزة، حيث حشر مع 14 معتقلا عراة من كل شيء، وكانوا يطبقون عليهم كافة أنواع التعذيب، ولا يسمحون لهم بالدخول إلى دورة المياه، إلا في الساعة العاشرة ليلا، ولفترة زمنية قصيرة جدا.

*زميله بالجامعة وأمين فرقته
وردا على سؤال آخر لـ"زمان الوصل"، عن أسباب اعتقاله، والتهم التي وجهت له أثناء التحقيق بالأفرع الأمنية، قال الدكتور (ك-ن): في الأيام الأخيرة من فترة اعتقالي، أخبروني بأن زميلي بالكلية، وأمين الفرقة الحزبية في قريتي الصغيرة الواقعة بريف حماه، والذي اتهمني بتمويل المسلحين، وارتكاب المجازر بريف حماه وأنا داخل السجن، هما سبب اعتقالي.

وأكد بأن زميله بالجامعة، الذي رفع فيه تقريرا "كيديا"، هو من ساعده في كتابة البحوث العلمية، التي أهلته للحصول على درجة أستاذ جامعي.

*زوجته وأولاده لم يعرفوه
وردا على سؤال أخير عن قصة تنكّر زوجته، وأولاده له عند خروجه من المعتقل، وهل هي صحيحة؟ أكد الأستاذ الجامعي صحة القصة، وأضاف:خرجت من السجن، وأنا محني الظهر، وشاحب الوجه، ووزني لا يتجاوز 40كغ بسبب سوء التغذية والتعذيب النفسي والجسدي، ولهذا السبب لم تعرفني زوجتي، إلا بعد أن شاهدت بطاقتي الشخصية، أما أولادي فبقيوا عدة أيام، وهم يظنون أنني رجل غريب عنهم.

*ضنك العيش
ويعاني الأستاذ الجامعي حاليا، من فقر مدقع بالرغم من أنه يحمل تخصصا نادرا بعلم الحاسوب..وفي معظم الأيام، لا يستطيع شراء الخبز لأولاده، ويقوم حاليا بتدريس ساعات خاصة لطلاب الشهادات بسعر (100-50 ليرة) للساعة الواحدة.

وقال إنه طلب من وزير التربية بالحكومة المؤقتة، افتتاح معهد كمبيوتر، يكون نواة بالمستقبل لكلية هندسية متخصصة بالكمبيوتر بالمنطقة الوسطى من سوريا، حيث يوجد بالمنطقة أكثر من (500) طالب حائز على ثانوية الحكومة المؤقتة، إلا أن وزير التربية، وهو من أصدقائه المقربين، "طنّش"، طلب زميله المعتقل، بحجة أن وزارة التربية بالحكومة المؤقتة بحاجة لخبراته هناك، فكان رد الدكتور المعتقل بأن تكلفة الذهاب إلى تركيا تقدّر بـ(150الف ليرة)، ما عدا خطورة الطريق، فكيف يذهب وهو لا يملك 100 ليرة سورية؟!
 
عودة
أعلى