لجنة الأخبار
مشرف
- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
هذا الاسبوع تتحكم بالاسواق مواعيد بالغة الاهمية بدءا باجتماع الفدرالي الاميركي يوم الاربعاء، واثنين اخرين من البنوك المركزية العالمية هما الياباني يوم الثلاثاء والبريطاني يوم الخميس. بيانات سوق العمل الاميركي تصدر بدءا من الاربعاء.
في الايام العادية تكفي هذه المواعيد لشغل الاسواق، ولكننا لسنا حاليا في اوقات عادية. المفاجآت التي قد تصدر عن مواقف الرئيس الاميركي ترمب التي لا زالت تتوالى مرشحة لان تكون هي المحرك الاول للاسواق، وهو محرك يفاجئها من حيث لا تدري.
وول ستريت، ومعه اسواق الاسهم العالمية لا زالت تعمل على وقع مواقف الرئيس الاميركي الذي اثار بوعوده آمالا بنهضة اقتصادية اميركية. هذه الاجواء مرشحة للتتابع ايضا هذا الاسبوع. الاسواق اذاً، استوعبت احتمالات تعديل السياسات النقدية والبدء برفع الفائدة. ما لم تستوعبه بعد هو السؤال الغامض الذي لا يزال يحتاج الى جواب وهو: من هو دونالد ترامب الحقيقي؟ وماذا يريد فعلا؟
من جهة اخرى تجدر الاشارة الى الايجابيات التي اثارتها نتائج الشركات الاميركية التي صدرت حتى الان، فكان انتقال من سوق يعمل على وقع سياسات الفدرالي الى سوق يعمل على وقع نتائج الشركات الايجابية، متجاهلا احتمالات رفع الفائدة على الدولار، وهي باتت متقدمة. داو جونز انهى اسبوعه الماضي فوق ال 20.000 نقطة. الوعود بتخفيض الضرائب على الشركات كما بتفعيل سياسة الانماء من خلال مشاريع البنى التحتية انعكست ايجابا ليس فقط على سوق الاسهم الاميركي بل العالمي باسره. الاجراءات الاخرى من مثل منع مواطنين بعض البلدان من دخول الولايات المتحدة لم تكن ذات تاثير فوري على اسواق وظلت في اطار التجاذبات السياسية، ولو ان تراجعا طفيفا للدولار لحظ في ساعات التداول الاولى وعزي الى تاثير رد الفعل العالمي على هذه الاجراءات..
كل ما تقدم انعكس ايجابا على الاسواق، ولكن الوفرة من المستثمرين لا زالت قلقة تجاه عدم قدرة ، او عدم ارادة الرئيس الاميركي الفعلية بترجمة وعوده افعالا.
وماذا عن موقف الفدرالي؟
يوم الاربعاء سنشهد نهاية اجتماع الفدرالي وصدور قراراته. الاهتمام منصب الان على معرفة ما اذا كان المجتمعون سيركزون على ضرورة التعجيل في رفع الفائدة اكثر مما كان متوقعا واستباقا لاحتمالات ارتفاع التضخم بفعل السياسات الجديدة للادارة الاميركية. في الاجتماع الاخير في ديسمبر كان المجتمعون قد توقعوا ثلاث قرارات رفع للفائدة في العام الحالي. الاسواق تتوقع حتى الان قرارين فقط.
استقصاءات الراي تستبعد جدا اقدام المجتمعين على رفع الفائدة هذا الاسبوع. الاهتمام هو بمعرفة ما سيتضمنه البيان المنتظر الذي قد يلقي ضوءا على التوجهات المستقبلية او قد يؤثر التكتم والانتظار. الانتظار يعني انتظار ترامب كما تفعل الاسواق…
تلميح الفدرالي الى امكانية التعجيل برفع الفائدة سيعني مباشرة قرارا لاسواق الاسهم بالاستراحة، ووقف الرالي الصعودي المتنامي، فنرى مرحلة جني للارباح. الاحتمالات هذه تبقى ضعيفة، ومن المرجح باعتقادنا ان يبقى الفدرالي، كما نحن جميعا، بحالة انتظار وترقب لما سينتج عن سياسات الادارة الجديدة.
تموضع الفدرالي مهما كان، متحفظا او هجوميا وهو سيصدر يوم الاربعاء، من الممكن جدا ان يتلقى دعما او نقضا من خلال بيانات سوق العمل التي تصدر يوم الجمعة. نتائجها سيكون من شانها تعزيز قرارات الفدرالي او معاكستها ولا شك بان الاسواق ستكون حساسة جدا تجاه هذه الاحداث والمواعيد المنتظرة.
التوقعات لسوق العمل ليست سيئة والتوجه العام لا يزال مؤملا باستمرار استحداث الوظائف ( 170.000 فرصة عمل ليناير ) ما لم تات مفاجآت غير محسوبة. . بيانات عادية غير مفاجئة سيعني استمرار النظر الى واشنطن وبالتحديد الى البيت الابيض وساكنه الجديد.
اليوم الاثنين تصدر بيانات انفاق المستهلكين، وهي ايضا تكتسب اهمية عادة انطلاقا من تاثير الاستهلاك على الاقتصاد الاميركي ونموه.
بنوك مركزية اخرى:
الى جانب الفدرالي نشهد ايضا هذا الاسبوع اجتماع المركزي الياباني يوم الثلاثاء، والبريطاني الخميس. التوقعات تجاه هذين الحدثين لا ترى تغييرا في السياسة النقدية. الاهتمام سيكون على البيانات الصادرة عن المجتمعين، والتي ستعطي فكرة اوضح عن التقييم المستقبلي للتضخم ولتوجهات اسعار الفائدة.
من اوروبا:
من اوروبا تصدر يوم الثلاثاء ارقام التضخم وهي ستكون على تاثير نظرا لحيوية النقاش مؤخرا حيال امكانية ايقاظ الرهانات باقتراب موعد البحث بالبدء بتعديل السياسة النقدية . ممثلة المركزي الالماني سابيني لوتشلاجر كانت قد اثارت هذا الموضوع في الاسبوع الماضي.
من المانيا تثير نتائج دوتشيه بنك التي تصدر يوم الخميس اهتماما بالغا بخاصة ان البنك قد دفع مبلغ 7 مليار دولار للخزانة الاميركية تعويضا عن مخالفات كان قد ارتكبها قبيل ازمة ال 2008 المالية. التوقعات بان تشهد النتائج خسارة تقارب ال 1 مليار يورو.
في اوروبا ارتفع مؤشر سوقي رئيسي يقيس التضخم في الأجل الطويل بمنطقة اليورو فوق 1.8 بالمئة يوم الجمعة للمرة الأولى في أكثر من عام ليقبع في نطاق المعدل المستهدف من قبل البنك المركزي الأوروبي والبالغ نحو اثنين بالمئة. من جهة اخرى فقد سرى الحديث عن وثيقة سرية عن صندوق النقد الدولي مفادها ان اليونان تواجه مصاعب جدية ولن يكون بامكانهاالسداد ما لم تتم اعفاءاتها من ديون.
اخيرا تجدر الاشارة الى ان التراجع الذي شهدناه في بيانات النمو الاقتصادي الأمريكي في الربع الأخير من العام الماضي رُدّ الى هبوط حاد في شحنات فول الصويا الذي أثر سلبا على الصادرات، لكن ثبات إنفاق المستهلكين وزيادة استثمارات الشركات يبيقيان التفاؤل قائما بكون النمو لا يزال مستمرا.