إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

أسباب تخلي البنك المركزي السويسري عن سقف الفرنك امام اليورو

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
تغير مفاجئ في سياسة البنك السويسري دفعت إلى ارتفاع قيمة الفرنك امام العملات الرئيسية لا سيما امام اليورو والدولار الأمريكي بعد ان تخلى البنك عن تثبيت سعر صرف اليورو امام الفرنك السويسري ضمن قرار مفاجئ هز الأسواق المالية و ربما يعطي علامات عما يدور وراء الكواليس بين أروقة البنوك المركزية الرئيسية.

وقف سياسة تثبيت سعر صرف اليورو امام الفرنك عند مستوى 1.20

التوترات والازمات المالية عادة ما كانت تدفع بالمستثمرين للبحث عن ملاذ آمن للاستثمار وكان الفرنك السويسري دائما ما كان العملة المفضلة من قبل المستثمرين كما هو الحال بالنسبة للين الياباني، لكن مع تزايد الطلب على الفرنك بعد اندلاع الازمة المالية العالمية في 2008 وتفاقم ازمة الديون السيادية في منطقة اليورو فيما بعد، كان لذلك تأثير سلبي على الاقتصاد السويسري ككل لاسيما بالنسبة للصادرات.
بينما تمثل الصادرات نحو 52% من الناتج المحلي الإجمالي (تقديرات البنك الدولي 2013)، فيما ان منطقة اليورو تعتبر الشريك التجاري الأكبر للاقتصاد السويسري وتستحوذ على 45.5% من اجمالي الصادرات وما يعني ذلك مدى الارتباط الوثيق بين الاقتصادين.
ومنذ سبتمبر/أيلول 2011 قام بالنبك بالتدخل المباشر في اسواق العملات والحفاظ على قيمة الفرنك امام اليورو بحيث لا يسمح بارتفاع الفرنك امام اليورو فوق مستوى 1.20 لكل يورو، وذلك عن طريق شراء كميات غير محدودة من اليورو في أسواق الفوركس.
أسباب القرار المفاجئ
هو ان البنك أعلن اليوم وبشكل مفاجئ لم يكن في حسبان المتعاملين في الأسواق عن تخليه عن سياسة تثبيت سعر الصرف الفرنك أمام اليورو في ظل التغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة الأوروبية لاسيما من اقتراب البنك المركزي الأوروبي لتطبيق سياسات التخفيف الكمي.
البنك السويسري أعلن ان سياسة تثبيت سعر الصرف تم تطبيقها في وقت استثنائي وفي حالة عدم تأكد بشأن الوضع في الأسواق المالية (يقصد فترة ازمة الديون السيادية)، وهذه السياسة النقدية الاستثنائية ساهمت في حماية الاقتصاد السويسري من مخاطر جمة.
ويعرب البنك انه بالرغم من ارتفاع قيمة الفرنك بشكل عام، إلا ان حالة التقييم المبالغ فيه للفرنك تضاءلت منذ تطبيق سياسة تثبيت سعر الصرف وبالتالي أصبح بالإمكان استغلال هذه النتيجة في تغيير توجه دفة السياسة النقدية و هذا من احد الأسباب الأولية.
اختلاف السياسة النقدية بين البنوك المركزية الرئيسية
من ضمن الأسباب الرئيسية التي دفعت بالبنك التخلي عن سياسة تثبيت سعر الصرف وذلك على حسب ما صدر عن البنك السويسري، هو حالة الاختلاف الجذري بين السياسة النقدية بين البنوك المركزية الرئيسية.
البنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) يتجه إلى رفع سعر الفائدة و دفع السياسة النقدية إلى الحالة الطبيعية لما قبل الازمة.
في المقابل البنك المركزي الأوروبي يتجه إلى تطبيق سياسات التخفيف الكمي والتوسع في السياسة النقدية.
هذا الاختلاف دفع إلى انخفاض قيمة اليورو امام الدولار الأمريكي وبالتبعية ضعف الفرنك السويسري امام الدولار الأمريكي ايضاً. (يقصد هنا البنك ان اليورو أصبح ضعيفا بطبيعته ويزيد الضغط على جهود البنك السويسري لخفض قيمة الفرنك).
وبسبب ذلك أصبح من الغير المناسب الإبقاء على سياسات تثبيت سعر صرف الفرنك امام اليورو.
جدير بالذكر ان البنك توسع في خفض سعر الفائدة لأجل ثلاثة أشهر-لما بين -1.25% و -0.25% من النطاق لما بين -0.75 و -0.25%.
قرارات استباقية ام استسلام البنك السويسري؟
في الشهر السابق قام البنك بمفاجئة الأسواق وخفض سعر الفائدة إلى تطبيق سعر فائدة بالسالب وذلك لأول مرة منذ عام 1970 عندما قامت الحكومة بفرض سعر فائدة بالسالب على ودائع الأجانب، لكن هذه المرة تم فرض سعر فائدة بالسالب على جميع الودائع التي تزيد عن 10 مليون فرنك.
القرار تم تسعيره في الأسواق على انه قرار استباقي وعلامة تشير إلى إمكانية قيام البنك المركزي الأوروبي تطبيق سياسات التخفيف الكمي وهو الامر الذي يضغط على البنك المركزي السويسري في المناورة معه حتى يتمكن من حماية الاقتصاد.
لكن ما حدث اليوم من وقف سياسة تثبيت سعر الصرف، اضافت تأكيد أكبر لدى المتعاملين في الأسواق، ان البنك الأوروبي قد يطبق سياسات التخفيف الكمي في القريب العاجل وربما في اجتماع البنك الأوروبي الأسبوع المقبل.
الامر الذي يترتب عليه عدم قدرة البنك السويسري او استسلامه في مواجهة الانخفاض القوي في قيمة اليورو امام العملات الرئيسية أو بالأحرى الاستمرار في الدفاع عن قيمة الفرنك من خلال شراء اليورو بكميات غير محدودة.
قرار اليوم يراه البعض الاخر انه تغير في استراتيجية البنك وتفعيل الخطة البديلة حتى يخفف الضغوط من على ميزانية البنك ضمن فترة مؤقتة والعودة مرة أخرى إلى سياسة تثبيت سعر الصرف.
التداعيات الأولية لقرار البنك على الأسواق
زوج اليورو امام الفرنك انخفض 3300 نقطة دفعة واحدة عقب قرار البنك وبانخفاض بلغ 28% في اقل من ساعة، ويسجل الزوج مستوى 0.8657 قبل ان يرتد إلى مستويات 1.026 في تمام الساعة 11:35 توقيت غرينتش.
زوج الدولار امام الفرنك انخفض إلى ادنى مستوى منذ سبتمبر/2011 مسجلا 0.7867.
سوق الأسهم السويسري يخسر حوالي 114 مليار دولار امريكي في اقل من ساعتين وينخفض بنسبة 8.7% وضمن أسوأ تراجع يومي منذ أكتوبر/تشرين الأول 1987.
 
عودة
أعلى