- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
إن للعملات الرقمية جانبين، الأول يتعلق بتطوير النظام المالي وتسهيل المعاملات المالية عبر الحدود وحتى تعزيز الإقتصاد لبعض الدول، أما الجانب الآخر فهو الجانب المظلم والذي ظهر بسبب طبيعة العملات الرقمية من اللامركزية ومجهولية الهوية، وعدم القدرة على التحكم فيها من قبل البنوك المركزية أو الحكومات.
وفيما يلي أربعة استخدامات مشبوهة للعملات الرقمية
أولا تعاملات الشبكة المظلمة "دارك نت":
تتكون الشبكة المظلمة أو ما عرف ب"دارك نت" من أجزاء من الإنترنت لا تستطيع محركات البحث الاعتيادية الوصول إليها، وفي هذه الزوايا المظلمة من شبكة الإنترنت يقوم موردي المواد المهربة من المخدرات غير القانونية والمواد الإباحية للأطفال بمزاولة أعمالهم.
وبفضل العملات الرقمية، استطاعت الشبكة المظلمة أن تتوسع وتنمو، إذ أصبحت البيتكوين الشكل الأكثر شيوعا للدفع مقابل مبيعات الأدوية في أسواق الشبكة المظلمة، كما يتم استخدام العملة لنقل عائدات المخدرات عبر الحدود. ووفقا لتقرير تقييم مكافحة التهديد بالمخدرات لعام 2017 الصادر عن الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات فإن البيتكوين هي العملة الرقمية الأكثر استخداما نظرا لطول عمرها وقبولها المتزايد في الشركات والمؤسسات المشروعة عالميا.
ثانيا غسل الأموال:
في الماضي، كان تحويل المكاسب الإجرامية إلى أصول مشروعة يتطلب وقتا وجهدا كبيرا، أما الآن وبفضل التشفير أصبح الأمر أكثر سهولة، إذ يقوم المجرمين بشراء العملات الرقمية مثل البيتكوين من منصات تداول العملات الرقمية في الدول ذات القوانين الضعيفة لمكافحة غسل الأموال.
وعلى سبيل المثال، يشتهر استخدام البيتكوين في عمليات غسل الأموال في الصين، إذ يقوم المجرمين بشراء البيتكوين من مبيعات الأدوية المهربة في الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا، ثم يقومون ببيع البيتكوين في منصات التداول. وتحظى البيتكوين بشعبية كبيرة في الصين لأنه يمكن استخدامها لتحويل القيمة بشكل مجهول إلى الخارج، والتحايل على ضوابط رأس المال في الدولة.
ثالثا برامج الفدية:
إن برامج الفدية أو ما يعرف ب"رانسوم وير" هي برامج خبيثة تقيد الوصول إلى نظام الحاسوب وتطالب بدفع فدية مقابل إمكانية الوصول إلى الملفات على جهاز الكمبيوتر، وهي تعتبر حاليا أقل انتشارا ولكنها لا تزال شكلا قويا للابتزاز الإجرامي. وبفضل التشفير أصبحت أسهل من أي وقت مضى.
يمكن ببساطة شراء برامج الفدية من الشبكة المظلمة من خلال العملات الرقمية، وهي تباع بثمن بخس، كما تتيح خدمة دعم العملاء في حالة وجود خلل في البرنامج.
ولا تقتصر برامج الفدية على أجهزة الكمبيوتر وحسب، إذ يمكن أن تهاجم الهواتف الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت، وتساوم أصحابها على مبالغ مالية في مقابل الحصول على البيانات الشخصية مثل الصور ورسائل البريد الإلكتروني.
رابعا تجنب العقوبات الإقتصادية:
من ضمن استخدامات العملات الرقمية المشبوهة، هو استغلالها في التحايل على العقوبات الإقتصادية وهو ما تفعله كوريا الشمالية على سبيل المثال، إذ يمكن أن تصدر كوريا الشمالية عملتها الرقمية أو استخدام أي عملة رقمية مثل البيتكوين في إجراء المعاملات المالية والتخلص من الحظر المفروض عليها دوليا، وتسهيل قدرتها على فتح حسابات عبر الإنترنت بفضل مجهولية الهوية.
كما تسعى روسيا لاستغلال العملات الرقمية في تنويع احتياطها المالي، بعد أن أجبرت على التخلص من سندات الخزانة الأمريكية وسحب الدولار من بنكها المركزي.